اتقوا الله يا دعاة الفتن
يوسف علاونة:
••••
اتقوا الله في أمهات ثكلت كانت كرست حياتها لأولاد وضعت فيها الآمال.
أهل علموهم وكبروهم وسهروا على راحتهم ثم اختطفتهم الجماعات الضالة لتستخدمهم كقنابل متفجرة يحاربون فيها أوطانهم ويحرقون قلوب امهاتهم.
لي صديق متحجر العقل، وكان مخدوعا بهؤلاء (النفيسي والاخونجية عموما وأشكالهم)، وخرج للجهاد وترك زوجته وأطفاله ولما كبر أحد أبنائه التحق ببعض الجماعات الإرهابية ومات مفجرا نفسه منتحرا.
كانت أمه تدعو الله ليلا نهارا على من رملها وتسبب في ثكلها والله سميع بصير.
أليس بسبب هذا مات فلان أخي الجندي ومات زوج فلانة!.
(الله يزيده) خله يذوق اللي ذقناه وينحرق قلبه!.
لقد صدمني فعلا.. ولكنه صدق!.
هؤلاء بعد الفتن التي تسببوا بها جلسوا في بيوتهم الكبيرة، وعلى فُرشهم الوثيرة يتفرجون على مصارع الشباب الذين رموا بهم في أتون الثورات بينما أبناؤهم يبتعثون في الخارج أو وظائفهم المريحة!.
هؤلاء لم يرسلوا عيالهم إلى الجنة التي خدعوا بها السذج المساكين، وقد جاءتهم الفتن بعدها وحلت عليهم المصائب، وها هو فضح القذافي لهم بتحريضهم ضد بلادهم يلاحقهم، وهذا انتقام من الله لمساكين فقدوا فلذات أكبادهم، ومع ذلك لا يتعظون وفي غيهم سادرون وقد بلغ اكثرهم من الكبر عتيا وعن التوبة لايزالون في سهو، فماذا قدمتم للحساب، وبماذا عمرتم قبوركم!؟.
يقول الشيخ حافظ الحكمي في منظومته السبل السوية واعظا أهل الذنوب:
وبادرن بالتوبة النصوحِ
قبل احتضارٍ وانتزاع الروحِ
لا تحقرن شيئًا من المآثمِ
فإنما الأعمال بالخواتمِ
والموت فاذكره وما وراءهْ
فمنه ما لأحد براءهْ
وإنه للفيصل الذي بهِ
ينكشف الحال فلا يشتبهِ
فالقبر روضة من الجنان
أو حفرة من حفر النيران
فإن يك خيرًا فالذي من بعده
أفضل عند ربنا لعبده
وإن يك شرًّا فما بعد أشدّ
ويل لعبد عن سبيل الله صدّ
اتقوا الله يا دعاة الفتن
