احذروا أهل البدع.. وبني ليبرال!
•••••
في تاريخ البداية والنهاية خبر أحمد بن أبي دؤآد وكيف اكتشف الخليفة المتوكل رحمه الله وغفر له أنه كان يسرق الأموال من بيت المال حتى قيل إن الخليفة استرد منه 3 ألف ألف.. يعني ثلاثة ملايين دينار!.
وكان كثير العطاء للشعراء وكثرت مدائحة بين العامة، وهو الذي سول للمأمون ثم للمعتصم ثم للواثق امتحان المسلمين في مسألة خلق القرءان ولم يرحموا شيبة ولاصغيرا بل اذلوا عباد الله.. وكان انتقام الله منه أن خلعه المتوكل من الوزارة حينما علم خيانته وأصابه الفالج وجلده المتوكل كثيرا.
ياسبحان الله انظر كيف انتقم الله للصالحين منه.
وكان يقول بعدما أصيب بالفالج أما نصفي فلو قرض بالمقاريض ما احسست به وأما الآخر فلو وقعت عليه بعوضة لأحسست أن جبال الأرض على صدري!.
ويوم مات لم يشهد جنازته إلا ثلاثة مغسله وحافر القبور ومعهم ثالث وحينما مات الإمام أحمد قيل إنه حضر جنازته ثلاثة ملايين وصلى الناس عليه ثلاث مرات!.
الأولى في جامع بغداد والثانية في المقبرة لمن لم يستطع الصلاة عليه في الجماع فقد امتلأ المسجد والساحات والطرق بالمصلين وبعدهم نادى المنادي على الناس بالتنحي لأن الخليفة المتوكل والجيش يريدون الصلاة على الإمام أحمد رحمه الله، فتمت الصلاة عليه ثلاث مرات.
وقد كان فقيرا ولم يتول ولاية ولكن الله رفعه بصبره وثباته يوم المحنة.
وللمناظرة التي أعادت للمتوكل رشده أكثر من رواية كلها تصب في نفس المعنى.
وفي كتاب التوبة للإمام أبي بكربن ابي الدنيا رواها بطريقة جميلة جدا وحزينة وذكر فيها توبة الخليفة الواثق وكيف أنه أراد إيقاف الفتنة لكن المنية عاجلته فلما أحس بسكرات الموت بكى وقال للخادم ضع خدي على الأرض، فلما أنزلوه من السرير ووضعوا خده على الأرض قال مناجيا الله سبحانه وتعالى: يامن لايزول ملكه إرحم من زال ملكه!.
وبالمناسبة.. أهل البدع يذكرون خاتمة حسنة للمأمون الرافضي الذي عز في زمانه الفرس وأهل الانحراف.. بينما يزعمون أن المتوكل الذي قتله أهل البدع بالتآمر مع الترك يزعمون أنه مات سكرانا!.. وبمقتله أنتها زمن الخلفاء الأقوياء وبدأ زمن الخلافة الصورية التي تسلط فيها أهل البدع من الفرس والترك وخصوصا البويهيين يحاولون إحداث الفتن وزعزعة الأمن لإثارة الناس على الحاكم.
هذه من فوائد النظر في التاريخ بعين سلفية حديثية، والفائدة الأكبر هي الحذر من تولية أهل البدع والأهواء (متعلمنين ومتلبرلين وإخونجية) المناصب القيادية.. فهم مهما أظهروا الولاء فلن تخلو قلوبهم من الخيانة والرغبة بموالاة الفرس والترك والأجانب، وهم يتلونون كالأفاعي لأنهم لم يتأسسوا على خشية الله والعمل على رضاه، والغالب أنهم يبطنون البغض لولي الأمر لأنهم لا يؤمنون بمبدأ الطاعة ولا يألون جهدا في تخريب الدولة وإثارة الفتن والتاريخ خير شاهد!.
احذروا أهل البدع.. وبني ليبرال!
