الإمامية والزيدوية الهادوية المتوحشة وإيران

تقارير

يوسف علاونة:
فتحت حرب اليمن أعيننا على مسألة في غايةالأهمية وتتل باستغلال الانتساب للنبي صلى اللهعليه وسلم، كطريق للهيمنة، وتذليل الرقاب، بلونيل شرف لمن هم بلا شرف.

وفي كل بلد عربي بل ومسلم يوجد أناسيسمون (الأشراف) وهؤلاء حباهم الله بنسبتحبه العرب ويحبه المسلمون، ولكنه ليس مبررا للتعالي والتكبر على الناس!..

وهناك انتساب للبيت العلوي بشقيه الحسنيوالحسيني، وهناك هاشميون آخرون غير البيتالعلوي، كبني العباس، وبقية أبناء أو أحفادعبدالمطلب بن هاشم، وهناك قرشيون بالمجمل،وكلهم كنسب وأصل، نعدهم من السادة وعلىالراس، ومثلهم سادتنا الكرام من الصحابةالأوائل، أهل بدر، والسابقون الأولون أصحابالبيعات، والذين حوصروا في الشعاب،والمبشرون بالجنة، وخلق كثير، هم من آمنبالرسالة وأعطاها المجد بعد أن أتمها النبيالأمين، فما عادت بحاجة لمن يكملهان أويضيف حتى حرفا عليها، فقد جمعتها دفتا كتابمبين، بلسان عربي قويم، ورفدتها سنةصحيحة مطهرة، من دون إفراط وتفريط.

على أن هذا الانتساب الشريف، لا وجود لأينص في الكتاب الذي لم يفرط الله سبحانه فيهمن شيء، يفيد بأن يحكمنا هؤلاء الأشراف، أويكونون قيمين علينا، أو لهم من الحقوقوعليهم من الواجبات، ما يزيد أو ينقص عنسائر الناس.

وليس لأحد من هؤلاء أن يقول بل يتقول زوراوبهتانا بأنه من أبناء رسول الله صلى الله عليهوسلم، طبقا لما يفيده القول الكريم: “مَّا كَانَمُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَالنَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” الأحزاب40، فالنص جلي واضح لا يحتاج إلى تجلية،لأنه لا ينفي صفة الأبوة للنبي على أي رجل،ولكنه يحدد أيضا أنه فيما يعنينا كمنتمين إلىرسالته (رسول الله وخاتم النبيين).. وهو ماينسجم مع الواقع ذلك أن النبي صلى الله عليهوسلم ليس أبا لأحد، ذلك أنه لم يكن له صلى اللهعليه وسلم أبناء من الذكور ينجبون فتكون لهمذرية من الأبناء والحفدة!.. فالموجودون منبعده كانوا أسباطا وليسوا من الأحفاد أو الذرية.

على أن المسألة كما أسلفت موجودة في كل بلدتقريبا في منحاها الخاص بالانتماء لذرية هاشموالتي منها النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذافي اليمن مختلف كثيرا!..

ففي اليمن عقلية تقسم المجتمع بين قناديلمضيئة، وزنابيل تحظى بإضاءة هذه القناديل..بل بلغ التغول بهؤلاء حد عدم الشراكة معالعوام (الزنابيل) بالمقابر!..

وقد أصابني الذهول وأنا أستمع لروايات عنوقائع تتصل بالتمدد الحوثي باعتبار أن هؤلاءاعتمدوا في كل المدن على من يسمون الأشراففأعانوهم!..

وقد استدعى هذا النبش في الخلفية التاريخيةلهذه المسألة والعودة إلى ما كتبه باحثونيمنيون في الموضوع ومنهم أستاذ كبير ومهمهو الدكتور أمين الصلاحي، لأن فهم الخلفيةالتاريخية عن الهاشمية السياسية، يحدد لكالأسس التي قامت عليها نكبة اليمنيين منذقرون بعيدة، وصولا إلى المأساة التي جرت فيالختام قبل عاصفة الحزم السعودية عبر تحالفالزيدوية بجناحيها الإمامي المتخلف،والجمهوري الفاسد!

فهناك معلومات كثيرة نجهلها كعرب، وربمايجهلها جيل الوحدة اليمنية أيضا بشقيه شمالاوجنوبا، وقد جاء الوقت لمعرفتها بينما هذاالمشروع (الإمامي) المدعوم من إيران الملالييلاقي الخيبة والخسران.

وليس من غرض بالتهجم على الزيدية، فاليمنبعون الله بعيد عن الطائفية..

معاذ الله.. فالمراد هو إنصاف الزيدية التيظلمت هي الأخرى، والغاية هي كشف الفرقبينها وبين “الزيدوية” المتغولة الضالةوالإرهابية.

والواقع أن التساؤلات كانت طوال الحرب كثيرة،فهل هي مذهبية، أم مناطقية، أم مجرد حربسياسية بين متنافسين أم أنها خليط من كل ذلك.

أما السؤال الأعظم فهو عن سر هذا التحالفالذي جمع بين علي عبدالله صالح وحرسهالجمهوري، وبين عبدالملك الحوثي ومليشياتهالإمامية.. ومن وراء الجانبين إيران، علىالرغم من أن صالح من حلفاء صدام حسين،وإيران تكره كل حليف لصدام إلا إذا انقلب إلىمعها!

فعلا.. ما الذي يدفع قوات الحرس الجمهوريومليشيات الحوثي إلى شن الحرب الدموية علىالمحافظات الوسطى والجنوبية؟

ما الذي يجعل هؤلاء يستيمتون إلى هذا الحد فيحرب يعرف الطفل الصغير أنها خاسرة!؟

ولماذا شهدنا هذه الاستهانة بحياة شبابهمالغض اليافع!؟

إن العودة إلى التاريخ وحدها تتكفل بفك“شيفرة” الحروب التي تشن منذ قرون منالهضبة الشمالية ــ معقل الزيدية – على كلأبناء اليمن خارج هذه الهضبة.

في القرن الثالث الهجري حين قدم أول أئمةالزيدية وهو الإمام الهادي يحيى بن الحسينالرسي (284 – 298هـ) من الحجاز، حمل معهفكرة حصر الإمامة في البطنين، ويقصد بهما(ذرية الحسن والحسين)، فهو المؤسسللمذهب الهادوي الزيدي باليمن، مخالفا الإمامزيد في أمور شتى، وأهم هذه (المخالفات)حصر الإمامة في “البطنين”، وهو ما لم يقل بهالإمام زيد رحمه الله، فأصبحت أصلا من أصولالهادوية، يتمسكون به حتى اليوم، ليمتد التمييزالعنصري إلى عمق الأشراف أنفسهم، بينبطنين أو ثلاث فقط تستحق شرف الانتماءالفعلي إلى البطنين!..

وقد أطلق تبّع الهادي هذا على أنفسهم اسم(الزيدية الهادوية)، فضروري التمييز لأنالهادوية عبر هؤلاء تختطف المذهب الزيديبرمته بعيدا عن أصله الأول!

وقد قضى الهادي غير المهدي هذا، حياته فيحروب مع القبائل لأنه أراد من البدء للسيطرةعلى اليمن عبر تأسيس جيش عقائدي لا يعرفغير الولاء الأعمى ودون تمييز.

فالهادي الذي ما هداه الله هذا (يمتطي) التمذهبللغرض السياسي تماما كما فعل في إيران ملوكالصفوية، بتخليق حشد عقائدي بهدف الوصولإلى السلطة في بلادهم تركية.. وقد حدث مثلهذا كثير في تاريخ الإسلام، وأعظم تجلياته فيالعصر الحاضر حلف إيران مع العلويةالنصيرية في سورية مع ما بين المذهبين منبحور ومحيطات وفوارق تصل حد التكفيروالإنكار.

وكما تحرق النار من يلعب بها فإن الأمر لم يكنوبالا على قبائل اليمن ومواطنيها خارج(الهضبة الزيدية) الهادوية فقط، بل إن النارأصابت أطراف الثوب الزيدي نفسه، وهذه عبرالتاريخ صفة كل الشموليات العقائديةوالسياسية والتمذهبية، فهي على مقدار ماتتسبب بالأذى للآخرين فإ