التحولات الايديولوجية وملامح تأثير الفكر التشريني على السياسة العراقية
إعداد وتحليل: شمس الدين باسم العزاوي
••••
مقدمة
اجرى الباحث شمس الدين وفريق العمل في بغداد والمحافظات استطلاع للرأي العراقي حول التأثيرات التي حدثت بالتحول الأيديولوجي، اجتماعي سياسي ثقافي، ما بعد ثورة تشرين. وقد جاءت نتائج الاستطلاع متفاوتة في بعض الاسئلة التي تم وضعها من قبل الفريق وتم الاخذ بأعلى النتائج والتي اوضحت مدى عدم تقبل الشارع العراقي للعملية السياسية وللأسلام السياسي بعد الان لأنهم اظهروا عدم كفاءتهم للعديد من الاسباب أهمها: اثارة النعرات الطائفية وقتل الشباب والمفكرين العراقيين لكل من يخرج عن نهجهم وهذا ما جاء بالمقال.
أظهرت نتائج استطلاع الرأي والذي استمر لمدة أسبوع وقد اشترك به أكثر من 1100 مواطن حيث كانت نسبة الذكور المشاركين 64.2% وكانت نسبة الإناث المشاركات 35.8% وكانت النسبة الأكبر من المشاركين 26-36 – 57.5%، فضلا عن ان التحصيل الدراسي للمشاركين لحملة الشهادة الإعدادية وصولاً الى حملة شهادة البكالوريوس و شهادات عليا.
••••
شارك في الاستطلاع من المحافظات التالية بالتدريج حسب نسب المشاركة من الأعلى إلى الادنى (بغداد، بصرة، كربلاء، ديالى، ذي قار، قادسية، مثنى، موصل، بابل) والمحافظات التي لم يتم ذكرها لم تكن فيها مشاركات.
وكانت نتائج الاستطلاع بالنسب وحسب الاسئلة بالتسلسل:
السؤال الأول: كيف ترى عملية إدارة الحكم في العراق في ظل تسيد الأحزاب الإسلامية وتحكمها في مفاصل الدولة؟
ضعيف بنسبة 95.5%
3% جيد
1.5% مقبول
السؤال الثاني: المجتمع العراقي وميوله على مختلف أطيافه الثقافية والاثنية والعنصرية يفضل ان تكون ادارة الدولة
العلمانية – 86.4%
13.6% الاسلام السياسي
السؤال الثالث: في ظل الظروف التي يمر بها العراق من تحركات شعبية للمطالبة بالحقوق المشروعة، هل تعتقد بان التدخلات الخارجية للدول ذات المشاريع المتنفذه بالشأن الداخلي تعمل لصالح الشعب العراقي؟
لا 80.6%
ربما 16.4%
نعم 3%
السؤال الرابع: هل تعتقد إن ما يقوم به السياسيين من تحركات قبيل الانتخابات باتجاه الشعب, ما هو إلا اعتقادهم بشكل جازم بأن؟
ان الانتخابات المقبلة حقيقية وشعروا بالتهديد 41%
ان الانتخابات المقبلة غير حقيقية ولن يتغير شيء38.1%
لاشيء مما ذكر20.9%
السؤال الخامس: أركان الفساد في الدولة العراقية يعود سببه إلى؟
المواطن 67.2%
موظف الدولة الفاسد0.7%
المسؤول في الدوائر الحكومية0%
الاحزاب12.7%
عدم وجود حساب للمقصرين والفاسدين18.7%
جميع ما ذكر اعلاه.67.2%
السؤال السادس: الوعي المجتمعي في العراق ما بعد 25 تشرين الأول 2019 له دور كبير في تغيير الخارطة السياسية في العراق؟
اتفق 56.4%
لا اتفق 6%
ربما 37.6%
السؤال السابع: التوجه الديني والمذهبي والقومي ألقى بظلاله وبشكل ملحوظ على حياة المواطن العراقي مما اثر ذلك على تفكيره وميوله (الجواب نابع من تجربتك الشخصية)
اتفق 82.4%
لا اتفق 17.6%
السؤال الثامن: عملية قمع الحريات التي تنتهجها الحكومة العراقية والتي استهدفت المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة والتي انطلقت في 25 تشرين الأول 2019، والتي تم قسم منها بالتصفية الجسدية والأخرى بالتغييب, هي إدانة بحق الحكومة العراقية؟
اتفق 95.5%
4.5 لا اتفق%
السؤال التاسع: ما بين مفوضية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى المختصة في تقديم المساعدة الانتخابية، والحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي صراع سياسي سيتمخض عن؟
تغيير قانون الانتخابات ليصبح منصف 52%
حصر او تحجيم او ايقاف تدفق او منع السلاح 35.8%
محاسبة الفاسدين28.5%
القبض على قتلة المتظاهرين والمفكرين 22%
السؤال العاشر: ان تم وحصل تغيير في قانون الانتخابات المقبلة, وحدث ان ترشح للدورة البرلمانية وجوهاً شابة لم تكن مشاركة في الدورات السابقة , هل ستشارك في عملية التصويت؟
نعم 70.7%
لا 11.3%
ربما 18%
السؤال الحادي عشر: في أي جانب ستصب مصلحة عدم إدلاءك بصوتك في الانتخابات المقبلة ؟
أني ضد الوطن ومع السياسي الفاسد55.7%
أني ضد السياسي الفاسد وضد الوطن6.1%
أني ضد السياسي الفاسد ومع الوطن38.2%
السؤال الثاني عشر: ما هي المكتسبات التي حصل عليها الشعب العراقي بعد كل ما مر به طيلة فترات الحكم السابقة؟
اكثر وعي ولن يتأثر بالجيوش الالكترونية للجهات المعادية للعراق ومصلحته 30%
يمتلك وعي محدود لن يغير من الواقع شيء بسبب تأثير الجيوش الالكترونية للجهات العميلة لمصلحة دول اخرى 35.4%
لا يمتلك اي وعي وسيتكرر كل شيء كما هو عليه 34.6%
السؤال الثالث عشر: هل تعتقد ان الخطابات الدينية السياسية ستجدي نفعاً في الانتخابات المقبلة؟
اتفق 15.9%
لا اتفق 40.9%
43.2ربما%
•••••
وقد ظهرت عدة استنتاجات لهذا الاستطلاع
– إن الرأي العام الشعبي يرى بأن تسيد الأحزاب الإسلامية وتسلطها على مفاصل الدولة لم يؤتي بثماره الذي كان متأملاً من قبل الشعب وبهذا أصبحت جميع الأحزاب عموماً (والإسلامية خصوصاً) غير مرغوباً بها اجتماعياً وسياسياً لأن اهدافها كانت نفعية لنفسها فحسب، وهنا الشعب العراقي أصبح بحاجة الى فصل الدين عن السياسة.
– أن التدخلات الحاصلة من دول الجوار والعالم الغربي بالشأن العراقي الداخلي من حيث الخارطة السياسية والتحكم بمقدرات البلد كانت غايتها الأساسية خدمة مصالحها وتعمل على تنفيذ أجنداتها الخاصة مهما كان انتمائها الديني أو السياسي أو المحوري, فالعراقيين بحاجة إلى من يعمل لأجل العراق فحسب.
– يتطلع الشعب إلى أمل جديد عن طريق الانتخابات المقبلة، وفي هذه المرحلة نجد إن ما يقوم به السياسيين من تحركات خدمية للانتخابات المقبلة ما هي إلا استدرار عاطفة الرأي الاجتماعي نحوهم, هذا ويعتقد البعض الأخر انه لن يتغير شيء بالانتخابات المقبلة وهي مجرد لعبه مشابهة للماضية لكون الانتخابات السابقة لم تكن نزيهة، وسيكون خلق بيئة سياسية جديدة بتصرف الحكومة بإيجاد حلول لما يلي:
– أوضحت نسبة الاستطلاع على أن الحكومة الحالية لابد لها من محاسبة كل أركان الفساد والتي تتمثل بكل ما تم ذكره أعلاه في الاستطلاع لأنهم جميعاً مشاركين في عملية الفساد الذي دمر العراق خلال ال17 عاماً الماضية
– إن على الحكومة الحالية إيجاد حلول والعمل على توثيق العلاقة مع الشعب ومع ما يريده فهو مصدر السلطات، إذ أن الشعب يريد كل ما تم ذكره في الاختيارات أعلاه كونها تعد مصدراً لخلق عنصر التغيير والتجديد ليبعث على الأمل في المرحلة المقبلة.
– أكد المواطنون رفضهم القاطع لعمليات القتل الممنهج والاغتيالات وتكميم الأفواه للشباب الثائر المطالبين بحقوق العراقيين المشروعة خصوصاً بعد أحداث ثورة تشرين وحتى يومنا هذا، لذا يجب الكشف عن المتورطين بقتل المتظاهرين والمفكرين العراقيين.
– حدث تغيير واسع النطاق على مستوى الوعي للمجتمع العراقي وخصوصاً بعد ثورة تشرين التي كسرت كل القيود التي كانت مؤثرة بقرار الشعب لسنين طوال وكسرت كل ما كان يعد خط احمر للأحزاب السياسية الإسلامية واللا إسلامية (الفاسدة بكل أنواعها) وبهذا سيكون هناك تحول كبير في العملية السياسية المقبلة وهذا يعد مؤشراً ايجابياً يبعث إلى الأمل, فضلاً عن التوجهات الدينية والمذهبية والقومية التي كان المواطن العراقي خاضعاً لها نتيجة للانتماء إليها بصورة فطرية بدون معرفة مسبقة لأسباب انتماءه والتي كانت أما لأنه من نفس مذهبه أو لأنه من نفس دينه أو لأنه من نفس قوميته، وهذا يلقي بظلاله على الرأي الاجتماعي وبالتالي لن يتمكن من معرفة ما هو أفضل له ولبلاده فسيقوم باختيار الشخص بالانتخابات لمجرد كونه من ضمن مكونه الديني أو المذهبي أو القبلي أو القومي، وهذا يعد مثلبة كبيرة على المجتمع المتحضر.
– أن مشاركة الوجوه الجديدة التي تنبثق من الروح الشبابية هي التي ستحمل بين ثناياها عملية سياسية تبعث على الأمل وستجعل المواطنين يشاركون بالانتخابات المقبلة، لأنهم يحملون أفكار جديدة نابعة من رحم المعاناة التي عاشها العراقيون خلال السبعة عشر عاماً الماضية.
– يتفق اغلب المواطنين العراقيين أن العزوف عن الانتخابات سيؤدي إلى الأضرار بالوطن والذي سيؤدي بالتالي إلى تقديم النفع للسياسيين الذين يتحينون الفرصة لتكرار تجربتهم السابقة، وستغلال ذلك العزوف لمصلحتهم الخاصة، فضلاً عن ان البعض الأخر يعتقد انه سيضر السياسي وينفع الوطن بعزوفه عن الانتخابات وهذا أمر ليس بصحيح بتاتاً لأن الإدلاء بصوتك يؤدي إلى تقليل فرص السياسي الفاسد من شراء الأصوات الوهمية.
– أثرت الجيوش الالكترونية بأجنداتها الخفية بشكل أو بآخر على طريقة تفكير المواطن والتي عملت ليل نهار لتخلق جو عام مضطرب سياسياً واجتماعياً لتشتيت أفكار المواطنين، إذ يجب على المواطنين أن يكونوا على ثقة ببعضهم لأنهم قد اكتسبوا وعياً كافياً ومناعة من الجيوش الالكترونية التي هدمت أركان الدولة بما يكفي وألان يجب أن نحاربهم من خلال الحد من نقل الإشاعات.
لا يزال المواطنين لا يملكون ثقة كافية بان الخطاب الديني يقتصر على الدين فحسب، ولا يتدخل بالشأن السياسي, وهذا دليل على مدى تأثير ومعرفة قدرة السياسيين الفاسدين وكيفية تحكمهم بالخطاب السياسي، لذا لابد إن تكمن معرفة المواطن الواعي بكيفية التخلص من الانتماءات السياسية الإسلامية التي تعمل على تعطيل البلد وذلك عن طريق تدمير الاقتصاد والتعليم والقضاء والصحة وجعل البلد لا يقوى على إن ينهض بمقدراته من ناحية الموارد البشرية وتنوع الثروات التي يمتلكها.