التشكيك الشيعي بأبطال الأمة من الحجاج إلى محمد بن سلمان ومحمد بن زايد
يوسف علاونة:
ذكر الله تعالى عز وجل في أول سورة المؤمنون أهم الأشياء التي بسببها يفلح المؤمن في الدنيا وتدخله الجنة ولم يرد في الآيات أي من الأشياء التي يعظمها الشيعة مثل الأئمة المزعومين والخمس الذي يأخذه المعممون منهم والمتعة التي تعد نوعا من الدعارة الشاملة.
قال تعالى:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5)
إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)).
وكما تدل الآيات على بؤس التشيع الفارسي المجوسي وخيبته جراء كونه يقوم على نقض القرآن والطعن بأسس الإيمان والإساءة لأهل الرسالة وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كتب التاريخ شاهدة عند التدقيق السريع على دسائس هذا التشيع الذي لا هم له سوى الطعن بالترب ورجالات العرب، ابتداء من الصحابة الكرام وحتى التابعين لهم، ليشمل ذلك جل حكام وملوك العرب.
وقد رأينا في هذا العصر أهمية التوعية من هؤلاء المؤرخين لأننا نرى أمثالهم من المعاصرين، والحمدلله أن الرسائل وصلت في هذا الزمان واتضح كل شيء وظهر فسطاطان بارزان لاثالث لهما وانجلت كثير من الأمور ومنها أن كثيرا من الناس تحتج خطأ في التاريخ والسبب قلة ديانة الإخباريين، فأنت ترى كيف أن ابن الأثير يسترق الفرص استراقا للطعن في صلاح الدين الأيوبي (مثلا) والتقليل من شأنه والتشكيك فيه وفي نفس الوقت يعظم العبيديين ويسميهم الفاطميين!.
وهو نفسه يطعن ببني أمية طعنا لا يوصف ويشنع عليهم تشنيعا عجيبا ولا يرى لهم أي فضائل أو خيرا يذكرهم به، في حين أنه يتكلم عن بعض جهلة الضلال من بني بويه وغيرهم بما يترك في النفس الارتياح لهم ومنهم، وهذا أمر يدعونا للدعوة إلى مراجعة ما خطه هؤلاء من روايات وقصص وسير امتلأت بالأكاذيب والضلال حتى كان لها آثار حتى على بعض الفهومات المتصلة برسالة الإسلام وفهم الناس له عبر تشويه أهله ورجاله، وهو بالضبط ما هدفت له الدولة المجوسية العميقة، وتستمر فيه الحالتين الإيرانية الفارسية والتركية الطورانية لا لهدف إلا لطمس دور الترب وتحقير شأنهم، ثم الانتقام منهم والسيطرة على بلادهم ولو كلف ذلك تحريف دين الإسلام وتشويه رجاله.
وإذا توغلت في المسألة ستجد أفضل السبل لمعرفة صحة الخبر من عدمه وأقصد الأخبار التاريخية وأنها لا تعامل معاملة الحديث فلا يشترط لها اتصال السند وعدولية الرواة، بل يشترط أن تكون معقولة يقبلها العقل ويوافقها المقام.
وإذا جئنا لسيرة الحجاج بن يوسف الثقفي فقد ورد في السير أن عبدالملك أمر الحجاج بتفقد حال أسماء بنت ابي بكر فدخل عليها فقال يا أمُّه (أي يا أمي)، إن أمير المؤمنين أرسلني اسألك ألك حاجة فقالت أسماء رضي الله عنها وارضاها: لست لك بأم وإنما أنا أم القتيل وقصدها ابن الزبير، ولكني أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن في ثقيف كذابا ومبيرا”، فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فما أظنه إلا أنت، وفي رواية أن الحجاج رد فقال: مبير المنافقين، ولم يزد.
أما رواية عدى فهي كذب لأنه متشيع حقير، مثل تهديده لأسماء أنها إن لم تأته فسأسحبها بقرونها، ومثل أمره أن تعزل مالها عن مال ابن الزبير، ومثل قصة صلبه لابن الزبير، فهذه أكاذيب شيعية خوارجية نجمت عن سحق الحجاج لهؤلاء وتنكيله بهم وهو تنكيل مستحق لأنهم محض مشركين بالله ومنحرفين ضالين.
ويستشكل أو يلتبس على الباحث رواية المبير، ومعلوم أن معنى المبير هو المفني المدمر، وهذه من الأمور التي لم يعرض أهل العلم لها ولم يتكلموا فيها، فقال أحد طلبة العلم، وما هي الأحكام الشرعية المتعلقة بها حتى يعنى بها أهل العلم؟.. والحجاج رحمه الله لا يتعلق حاله بمسألة شرعية فهو ليس صحابيا لندافع عن عدوليته وما نقله عنه الرافضة المارقين رده أهل الحديث، ولكن يبقي في الخاطر صفة المبير وكيف يوصف بها رجل عدل نقط المصحف وفتح البلدان وأعز الإسلام وأذل الكفار وكان قواما لليل وتاليلا لكتاب الله!؟.
••••
عند تأمل السنة النبوية (وهذه تأملات فقط) فإننا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قال: اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد، وكذلك قال سيدنا أبو بكر الصديق حينما قتل خالد مالك بن نويرة (إن في سيف خالد رهقا)، وفي صحيح البخاري عن ابن سعيد وفي مسند الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن عمّار تقتله الفئة الباغية، وقد أجمع أهل السنة والجماعة أن الفئة الباغية هم معاوية وعمرو ومن معهم، لكنهم أجمعوا أيضا على عدوليتهم وإن كانوا اخطأوا.
وحاصل هذا أن المرء وإن كان صالحا فقد يكون في زمن فتنة توقعه ببعض القرارات التي ينتج عنها شيء من الشر مع مصلحة راجحة، فبعد مقتل الحسين وفتنة الحرة وموت يزيد وتنازل معاوية ابنه في هذا الوقت الحرج الخطير حصلت فتن ومذابح بين المسلمين فبايع أهل الحجاز عبدالله بن الزبير، وأرسل المختار بن عبيد الثقفي (الكذاب الذي ادعى النبوة ويعظمه الرافضة)، للعراق يتتبع قتلة الحسين وحصل أن قتل آخر من بقي من قتلة الحسين ثم ادعى النبوة حينما دانت له العراق وخراسان والجزيرة فاستقل عن ابن الزبير، فأرسل له ابن الزبير أخاه مصعبا فقتله وحكم بدلا عنه.
كل هذا والمسلمون مقتتلون بل ذكر ابن كثير أن المسلمين حجوا في ثلاث ألوية، لواء فيه عبدالله ابن عمر ومن معه منن اعتزلوا الفتنة، ولواء فيه ابن الزبير ومن معه، ولواء أهل الشام!.
ولذلك نقول، رضي الله عن جميع الصحابة، ورحم الله جميع من تبعوهم بإحسان.
كل هذه الفتن لم يزلها إلا قتل مصعب بن الزبير ودخول العراق وخراسان في الطاعة، أي أنه تلا قتل ابن الزبير رضي الله عنهما على يد الحجاج ووحدة أهل الإسلام تحت راية واحدة.
وانظر إلى هذه الفتن كم فتكت بالمسلمين وكم أضعفتهم وفرقت كلمتهم ولم يحصل الإجتماع إلا بعد قتل أشراف قريش، مصعب وعبدالله ابني حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين، فالقتل فعلا حصل به إبارة وهي شر، ولكن نتج عنه خير عظيم وهو وحدة أمة الإسلام وعودة الشوكة للمسلمين.
وحينما أرسل عبدالملك بن مروان الحجاج إلى العراق فمن المؤكد أنه كوالٍ محنك وداهية لم يكن متشددا وقامعا فقط، بل مؤكد أنه تألف اشراف العراق وأكرمهم وقربهم، فلا تصدق ما يقال من أنه بدأ الناس بالتهديد والوعيد، فرجل كهذا حري أنه جاءهم بالحكمة واللين وهذا الذي جرأهم حتى خرجوا عليه، وكان ممن اكرمهم الأمير عبدالملك عبدالرحمن بن الأشعث الكندي ويقال عنه إنه كان مغرورا كالطاووس وكان يتمرد على الحجاج ويتلكأ في تنفيذ أمره!.
وممن تمرد على الحجاج التابعي الجليل سعيد بن جبير، وكان الحجاج قربه واستأمنه على نفقات الجند الذي أراد بها تجهيز الحملة التي تغزو داهر، فأعطى سعيد بن جبير المال لابن الأشعث وأغراه بالخروج على الحجاج وخلعه، ولو أن هؤلاء رأوا من الحجاج صرامة وعدم تهاون وأنه لا يتوانى عن الفتك بهم لما تجرأوا عليه، ولذلك ثاروا عليه ومعهم أهل العراق وخراسان ومن ورائها السند، وكان الترك أنصارا لهم، وكان يأتيهم الخراج من خراسان وكرمان وسجستان بينما الحجاج في أضيق حال ومع ذلك ثبت ثبات الجبال وعجزوا عن الظفر به او هزيمته، فأرسل لهم عبدالملك يطلبهم للتفاوض فأرسلوا له وفدا من أشرافهم فقالوا له إنا لم نخلعك من بأس ولكنك وليت علينا هذا الفاجر وإنا لا نرضاه علينا فكتب عبدالملك عزل الحجاج وتولية ابن الأشعث!.
••••
ولكن هيهات هيهات أن يرضي أمير أو أمر أهل العراق، وقد شهد كل عصر فسق وتمرد أهل العراق ممن نخرتهم (سوسة) الأعاجم من حمراء الكوفة وما استقدموه للاستقواء على العرب من العمال والصناع والأتباع، ولذلك فإنهم ما أن وصلوا وتشاوروا حتى خلعوا عبدالملك نفسه وارسلوا له أن لاطاعة لك علينا!.
وكان الحجاج حذر عبدالملك من إجابة العراقيين ونصحه بحربهم وذكره بما فعله الخارجون على سيدنا عثمان رضي الله عنه، إذ بدأوا التمرد بالشكوى على ولاتهم فعزلهم فما دار العام حتى عادوا اليه وقتلوه!.
ولذلك ما أن علم ابن مروان بخلعهم له، امر الحجاج بقتالهم فسار حتى قارب دير الجماجم.
فلما علم الناس أن الحجاج قادم لحربهم قال بعضهم نعلم رجلا لو خرج معنا لاقتتل الناس حوله كما اقتتلوا حول جمل عائشة، وقصدوا الحسن بن يسار البصري، وكان تابعيا بطلا وشجاعا وفقيها وكان صاحبا للمهلب بن ابي صفرة وقطري بن الفجاءة قبل لحوقه بالخوارج وكان فارسا بطلا مع تقاه وزهده وعلمه، فلما أخبروه الخبر قال: إن كان الحجاج بلاء من الله عليكم فلا يرد بلاء الله إلا الصبر عليه فليس لكم طاقة في دفعة وإن كان والي أمير المؤمنين فالخير لكم في طاعة أمير المؤمنين، أي أن الحسن البصري خطأهم ونصحهم بعدم قتال الحجاج وحقن دماء المسلمين والمضي في بيعة عبدالملك وعدم نكثها، وهنا قال احدهم قوموا عن هذا العلج، والحسن البصري رحمه الله ممن أصلحهم الله ونفع بهم الأمة من الفرس، فجاؤوا بأحد آل العباس وأركبوه على جمل ليقع قتال شديد في دير الجماجم نصر الله فيه الحجاج ومن معه من جند الشام ومصر، وهزم أهل العراق هزيمة منكرة.
وقد هرب ابن الأشعث والتحق بملك الترك أجداد اردوغان!.. ودخل الحجاج العراق، ومما يدل على شيمه الأصيلة أنه عفا عن أشراف الناس ولم يتعرض لأحد منهم، أما القصة التي ورد فيها أنه آذى انس بن مالك وشتمه فاشتكاه انس لعبدالملك فهي كذبة شيعية من مرويات هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وظهرت شيمته وشهامته أيضا عندما رفع له رجاله أن في الاسرى ابن وأخ وزوج لإمرأة واحدة وأنهم اذا قتلوا عاشت بلا قيم عليها، وهؤلاء خرجوا على عبدالملك واستباحوا الدماء والحكم فيهم القتل، فنادى الحجاج المرأة وخيرها فقالت: الابن مولود والزوج مولود والأخ مفقود فاختار الأخ، فعجب الحجاج لها فعفا عنهم كلهم إكراما لها، وجاءه عامر بن شراحيل الشعبي التابعي الجليل معتذرا بعد الهزيمة في دير الجماجم ودخول الحجاج الكوفة واعتذر له فعفا عنه الحجاج وأكرمه.
ولكن الحجاج كان يطلب سعيد بن جبير، وكان اشتد غضبه عليه ذلك لأنه خانه بعد إئتمانه له فلما سلم سعيد نفسه إليه أمر الحجاج بقطع عنقه.
ويزعم المؤرخون أن الحجاج قتله وأن المسلمين كانوا أحوج ما يكونون إليه وها هو قد مات والدين لم ينقص والناس دينها لم يتغير، ولولا خيانته لما وقع قتله، وهو رجل صالح لا شك، وهو من العرب من بني أسد ولكن حكم الله وقضاءه نافذ، ومن اخطأ فليتحمل خطأه فكم من الفتن حصلت، وذهب ضحيتها رجال عظام أفضل من قاتليهم كطلحة والزبير وشهداء الجمل وصفين والحسين وأبنائه وأبناء الزبير وسواهم كثير.
****
كان عبدالملك بن مروان يقول بعد هذه الأحداث: الحجاج شحمة ما بين عيني، وكان الوليد يقول الحجاج وجهي كله، وهؤلاء ومن تلاهم أسسوا لأعظم دول الإسلام في التاريخ.. دولة بني أمية التي يبغضها الروافض والمنحرفون والزنادقة والخوارج والجواسيس.. دولة من حدود الصين إلى الأندلس.
دولة أعقبت هذه الفتن وقذفت بها وراء ظهرها فعادت الفتوح وانتقم من الترك وأدبهم بقتيبة بن مسلم الذي كان يجمع العلماء والصالحين في المسجد يدعون له بالنصر والمنعة، وبعد ان نكث أهل سمرقند الأتراك العهد وقتلوا من عندهم من المسلمين وقتلوا حاكمهم المعاهد للمسلمين انتصر عليهم قتيبة نصرا مؤزرا وعظمت هيبة الإسلام فما عاد احد يجترئ على المسلمين، بعد أن كانت تعددت وجوه الجرأة ونكث العهود والغدر بالمسلمين ابتداء من مقتل سيدنا عثمان إلى الفتن التالية.
والأكيد في هذا أنه لولا حزم الحجاج وحسن اختياره لما كانت هذه الانتصارات ولا كانت هذه المنعة للإسلام والمسلمين.
ولذلك رأينا محاولات أو ومضات عدة لإنصاف الحجاج، ومنها أن أبي جعفر المنصور لما دخل العراق جيء له برقعة فيها وصية الحجاج قبل موته
فلما قرأها قال لمن عنده: هذه الشيعة لا شيعتكم.
كان الطعن بالحجاج شاملا كل باب ولما عجزوا عن مثالبه طعنوا في قبيلته وقالوا إن ثقيف ليسوا من العرب العدنانية بل هم من بقايا ثمود، فقال الحجاج: “وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى”، فلما بلطل نقدهم في ثقيف ادعوا عليه كذبا انه عبد، والله يعلم ويشهد أنه وأباه من أشراف ثقيف وجده لأمه سيد ثقيف عظيم القريتين عروة بن مسعود الثقفي ولولا شرف أبيه لما تزوج بنت سيد ثقيف، وكان أبوه من أهل العلم يعلم الناس القرآن وكان الحجاج مع أبيه يعلم الناس كتاب الله، والله يحكم يوم القيامة بين الحجاج وبين من طعن فيه، وهو طعن جائز ممن يتحرى الحقيقة لكنه قميء وبذيء عندما يأتي من الشيعة والخوارج والأعاجم أهل الغرض في تسفيه الدولة العربية الأموية.
••••
والحجاج ليس استثناء من قاعدة في التاريخ تعرض فيها عظام في السياسة والإدارة للطعن، فكم في التاريخ من أخيار وأهل شيم ومآثر ظلموا وافتري عليهم وكأن الله أراد أن لا تنقطع حسناتهم فقيض لهم من يفتري عليهم من أهل الشر حتى يلتقون يوم القيامة عند الله فيقتص للمظلوم من الظالم.
إلى ديّان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
أما حديث “إن في ثقيف كذاب ومبير” فموجود في صحيح ابن حبان ورواه الترمذي عن ابن عمر بسند صحيح، ورواه الطبراني في المعجم الأوسط عن أسماء بنت أبي بكر ورواه البيهقي في دلائل النبوة بزيادات لم تخل من سند فيه ضعف، وبعض أهل العلم مثل الإمام الجليل الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة صحح حديث صلب ابن الزبير وحديث كلامه مع أسماء، والواقع أن الأسانيد لم تخل من راوٍ ضعيف أو علة ترد الحديث.
وإذا كان الحجاج ترفع عن الفتك والتمثيل ببعض من خانه من أهل العراق، فهل يستقيم أنه يجرؤ على التعدي على صحابي جليل هو ابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه الصحابية الجليلة ذات النطاقين التي كانت تأتي بالأكل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وهما في الغار؟.. وقد تقدم أن الحجاج وأبيه كانا من أهل العلم والديانة، ومن كان هذا حاله فلا يمكن أن يجهل حال أسماء ومكانة ابنها ابن الزبير رضوان الله عليهم، ولو كان فاجرا هكذا لما تركه عبدالملك بن مروان وقد شُهد له من أهل العلم والفضل فشهد له خيار المسلمين وكان من طلبة العلم وأهله لكنه هوى الأعاجم والخوارج والشيعة وهوسهم بالطعن برجالات الإسلام، ومن يكون الحجاج بجوار أبي بكر وعمر وجل الصحابة، بل من هو الحجاج إذا كان هؤلاء يطعنون بأمهات المؤمنين وقادة الفتوح والخلفاء والنقباء والولاة والتابعين وكل من اجتهدوا وحملوا رسالة الإسلام إلى أرجاء الدنيا، فهو طعن مستمر وممتد في كل العصور حتى عصرنا الحاضر فهاهم أحلاف الأعاجم وجواسيسهم من الخوارج والروافض يعظمون رجالاتهم رغم انحرافهم، ويطعنون بكل زعيم عربي باستثناء الخونة من عينات حكام قطر الذين حولوا هذه الدولة إلى تابع ذليل للفرس والترك وجواسيسهم.
****
واليوم نعيش ونشهد افتراءات على الملك فهد والملك عبدالعزيز والملك فاروق والخديوي عباس ومحمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود وصلاح الدين ونور الدين والخليفة المستنجد وأبو جعفر المنصور الخ الخ، مع أنه ثبتت خيريتهم وآثارهم في الخير والفضل باقية ظاهرة، ومثل هذا الطعن منتشر وسائد بحق الشيخ محمد بن زايد، بينما الرجل مشغول بالمفاعلات النووية السلمية وارتياد الفضاء، والطعن قائم بالأمير محمد بن سلمان مع أنه يمثل طاقة شابة متفجرة بالعطاء والطموح وبناء دولة عظمى تتصدى للمهام الصعبة في خدمة بلده وبلاد العرب وبلاد الإسلام والمسلمين، والحجاج الذي طعنت فيها جبهة الشيعة نقط المصحف الكريم ولولا أنه كان رضيا لما أعانه الله ووفقه في هذا ومثله الملك فهد الذي يفتري عليه بعض السفلة والسقطة من الإخوان والسروريين وحزب التحرير أمثال (…) المسعري و(…) الفقيه، وقبلهم الملاحدة الشيوعيين فيفتري عليه كل هؤلاء أنه كان يلعب القمار في لاس فيغاس وأنه خسر في أحد المرات 200 مليار!.. وهناك من يصدق، وإذا كان من صدق على الحجاج بل على صحابة رسول الله فلماذا لا يكون من يصدق على فهد بن عبدالعزيز وعلى كافة ملوك السعودية وهذا الملك الشهم الحكيم المحنك الذي استطاع تحجيم المشروع المجوسي وحجمه وحاصره بالعقوبات والنكبات، وإلا فكيف تكون خسارة الملك فهد من القمار 200 مليار دولار بينما ميزانية المملكة في التسعينيات مقارب لهذا الرقم!؟. ثم إذا نظرت في حالة هذا الملك وهو (مثال) هنا يشمل ما تعرض له جميع من على طريقه سواء من أسرته أو كثير من حكام وملوك العرب، كان رجلا عظيما سار على طريق والده الملك عبدالعزيز واجتهد فكانت من بعد الملك عبدالعزيز فكانت له هيبة عظيمة بين الملوك والحكام وقال له أحد الصالحين إن أكبر مسجد في العالم هو جامع قرطبة لكن مع الأسف هو متحف، قال أعلم هذا وابشروا سيكون عندكم أعظم وأكبر مسجد في العالم، فعمل على إنجاز مراكز إسلامية كبرى في جميع عواصم ومدن العالم الكبرى، ووسع الحرم النبوي الشريف وخصص له الأموال الطائلة وصنع منه تحفة معمارية، وانتدب له خيرة المهندسين وهو المهندس المعماري محمد كمال إسماعيل ذاك المهندس المصري العظيم الذي رفض أن يتقاضى أي أجر في توسعة الحرمين الشريفين، واعتنى عناية فائقة في نقل أحدث التقنيات كالسلالم الكهربائية والمظلات الكهربائية والقبب المتحركة، وقرر أن يؤسس مركزا لطباعة المصحف الشريف فانتدب له خيار الخطاطين ممن تخصصوا في رسم المصحف فوقع على الإختيار على الخطاط السوري عثمان طه وهو ممن درس رسم المصحف فخط مصحف المدينة، وطبع الكتاب ووزع على الناس بالمجان ووزع على المعتمرين والحجاج، وأسس قسما للترجمة للغات العالمية، وأنارت الكهرباء في زمنه جزيرة العرب، وأسس الجبيل وينبع وفيهما الهيئة الملكية وسابك، وأسس المدن الصناعية، وكان يقول دائما سيأتي يوم يفخر السعودييون بجيش بلادهم، وقد جاء هذا اليوم.
ولما قامت الاستخبارات الإيرانية (السافاما) بتفجير في مؤتمر لندوة لعلماء السنة في باكستان كان المقصود بها البطل السني عدو الرافضة والقرامطة اللدود وفاضحهم الشيخ إحسان إلهي ظهير، أمر الملك فهد رحمه الله بطائرة إخلاء تحمله من باكستان ليعالج في الرياض فلما مات في المستشفى أمر الملك فهد بأن يحمل جثمانه بطائرة للمسجد النبوي ويصلى عليه هناك ويشهد صلاة هذا الرجل الأعجمي العلماء والأمراء والصالحون وأن يدفن بجوار الصحابة وأمهات المؤمنين الذين طالما دافع عنهم وذب عن أعراضهم امام كفرة الخمينية ويقال أن الملك استمع لآخر شريط للإحسان إلهي ظهير وهو يرد على الحقير المهاجر (صاحب الشكليت) وقد اعتدى بالسب على عائشة وحفصة، وفي آخر الرد بكى وهو يتذكر امهات المؤمنين ودعى الله أن يرزقه الشهادة في سبيله وأن يدفن بجوار أمهات المؤمنين فلبى له الملك فهد جزاه الله خيرا هذه الامنية.
youtu.be/x5VZZWuw570
ولو كان الملك فهد فاسقا لما اجتمع حوله خيار الناس ووجهاء الرجال وكبراء أهل البلد، وعلى ذات الطريق يسير الملك سلمان وكما سار الذي سبقه وكما سيسير الذي بعده، وما تم ذكره هو للتدليل على أننا نواجه أعداء ديدنهم الطعن بنا لا لسبب إلا لأنهم سفهاء وحقراء ومرضى بالوضاعة.