الدولة الأميركية العميقة التي (لفظت) ترامب
يوسف علاونة
•••••
هناك مسألة واحدة تمثل جوهر موضوع (رئاسة) ترامب وهي أن مجمل الدولة الأميركية العميقة لم تكن تريده وكانت تتحامل وتتعالى عليه وترفضه.
ترامب هو الرئيس الوحيد (مطلقا) الذي لم يشغل أي وظيفة حكومية قبل رئاسته.
ولذلك كان ترامب موجودا بذراعه ويحارب وحيدا منفردا، وحتى حزبه العميق لم يكن معه، ولم يوفر له الحزب نفس الآليات التي يلعب فيها الحزب الديمقراطي من تجميع (الشتات) وبناء التحالفات التي توفر له (التغطية) المطلوبة في بلد السياسة والإعلام فيه مهنة (محتالين) متآمرين بلا وجدان أو ضمير.
الجدل الذي كان يثار حول كل رئيس أميركي لمدة شهر أو بضعة أسابيع بعد الفوز ثم ينتهي لم يحصل عليه ترامب فقد ظلت الحرب قائمة ضده كل دقيقة مكثها في البيت الأبيض.
كانت حربا مستعرة دائمة.
لم يحصل ترامب على التسليم من جانب المنافس عبر الإقرار بالهزيمة والتسليم بفوزه.
أربع سنوات كاملة والإعلام ضده، وبالمطلق.. وتصادم معه وزيرا خارجية ووزيرا دفاع واثنان من كبار مساعديه في مستشارية الأمن القومي وكبير موظفي الإدارة.. ومثل ذلك في وزارة العدل ورئاسة الأركان الخ.
كان ترامب ديكتاتورا ذو مزاج خاص في بلد هاجسه تحجيم دور الرئاسة.
وانتخابات في أميركا ليست كباقي انتخابات العالم، فهي الذروة من التحريف والتأثير و(تزوير) القناعات.
مؤسسات استفتاء تضلل الناس، وإعلام موجه متآمر يدمن الكذب، ومتبرعون للحملات الانتخابية لا تهمهم المصلحة العليا وإنما الأطماع الجشعة، وجيوش إشاعات وحكاوي رخيصة (مبهرجة) لزوم ال (شو).
السياسة في أميركا – وأكثر من كل بلد – تنتج طبقة من الفساد المركب فوق بعضه كالغيوم الثقال.. تحتاج رياحا قوية حتى تتحرك، إنها مثل أي جسم غريب يدخل جرن النحل فيقوم النحل بقتله وإخراجه، فإن لم يكن ذلك ممكنا يتم عزله وبناء الطين عليه كي لا يكون له أي أثر.
هذا ما حصل مع ترامب بالضبط.
@yousef_alwnah