الرد الساحق الماحق على الإعلام القطري.. قطر هي من سيدفع التعويضات لعائلات ضحايا 11 سبتمبر 2001 وليس السعودية
بقلم: #يوسف_علاونة
الصورة:
خالد شيخ محمد وعبدالله بن خالد بن حمد آل ثاني
خالد شيخ محمد ليس كويتيا (جنسية أو ولاءً) بل قطري الانتماء والعمل والتنسيق والجهد، وبالأدلة القطعية والتقرير الأميركي الإجمالي الصادر عن البيت الأبيض برأ السعودية من أي دور في 11 سبتمبر وتصدرته اعترافات خالد شيخ الصريحة وانطلاقا من دعم قطر لتنظيم القاعدة وله شخصيا، وبالتالي فإن جهد الإعلام القطري لربط خالد شيخ بالسعودية أو الإمارات هو حرث لماء البحر.
ونحن في صحافة الكويت وخلال حقبة هجوم قناة الجزيرة القطرية على أمن واستقرار الكويت وتحريضها على قلب النظام الكويتي لصالح جماعة الإخوان المسلمين، تتبعنا هذه القضية بالتفصيل الكامل ونشرنا كافة متعلقاتها، ونملك أرشيفا متاحا ومنشورا لكل من يشاء حول قضية تدين دور قطر في دعم خالد شيخ محمد الذي اعترف بأنه كان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، وهو باكستاني الجنسية، كويتي الولادة والنشأة، وقطري المعيشة والعمل والتمويل.
وقد اعترف الرجل بمحض إرادته بأنه كان وراء هجمات 11 سبتمبر الإرهابية وأنه المسؤول عنها من الألف إلى الياء، كما أنه كان مسؤولا عن سلسلة من العمليات الأخرى بلغ عددها (30) عملية إرهابية، من بينها تأكيده بأنه نحر جنديين أميركيين في الكويت!.
خالد ولد في الكويت عام 1964، وهو خريج جامعة نورث كارولاينا عام 1986 وسافر عام 1990 إلى أفغانستان للجهاد ضد الروس بقيادة أسامة بن لادن، واعترف بأنه العقل المدبر والمخطط لاعتداءات سبتمبر حتى تم اعتقاله في مارس 2003 في روالبندي في باكستان عندما كان مسافرا في إجازة مفتوحة ومدفوعة الراتب من عمله القطري، حيث تم سجنه في سجون سرية أميركية في عدة دول ثم أرسل إلى معتقل جوانتانامو (كوبا) ومثل أمام محكمة عسكرية أميركية مع معتقلين آخرين من كبار تنظيم القاعدة منهم رمزي بن الشيبة وحنبلي وأبوزبيدة وغيرهم!.
اعترف خالد بأنه بايع (الشيخ أسامة بن لادن) على الجهاد بالنفس والمال والهجرة، وأنه عضو في مجلس قيادة (القاعدة) ومدير العمليات فيها، وأنه تولى تدريب خاطفي الطائرات الذين شنوا الهجمات في 11 سبتمبر 2001.
ووقع خالد على إقرار بكامل الإرادة بأنه (مشارك مسؤول ومخطط رئيسي ومدرب وممول عبر المجلس العسكري ومنفّذ ومشارك شخصي في الهجمات)، وفي جلسة الاعتراف عبر عن أسفه لسقوط 3000 شخص إثر تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك قائلا: “لست سعيداً بمقتلهم”، لكنه برر عمله قائلا: “لكن لغة أي حرب في العالم هي القتل أي أنه يجب أن يكون هناك ضحايا أبرياء.. وطالما هناك حالة حرب ضد أميركا فلابد من سقوط ضحايا أبرياء”.
وحتى يرد على المشككين في صحة اعترافاته أكد أنه قبل أن يغادر الكويت هاربا من احتمال القبض عليه متوجها إلى دولة قطر حيث تستر عليه كفيله القطري الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني، قام بيمينه (المباركة بفصل رأس الأميركي اليهودي دانييل بيرل) مشيرا أن له صورا على الإنترنت وهو يحمل رأسه!.
وفي الواقع فإنه وبعد مرور هذه السنوات لم يعد هناك سر يكتنف ما جرى في سبتمبر 2001، باستثناء ما يشتغل عليه خيال هواة أو مرضى نظرية المؤامرة، واللجنة الوطنية الأميركية للتحقيق في الاعتداءات (ضمت 10 أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي) والمؤلف من (575) صفحة الذي استغرق إعداده 19 شهرا وتضمن 1000 شهادة ومعلومة موثقة، هذه اللجنة وضعت تصورا دقيقا لكافة مراحل الهجوم تخطيطا وتنفيذا وبرأت المملكة العربية السعودية وبنص حرفي قاطع من أي دور في الهجمات أو حتى مجرد العلم باحتمال وقوعها!.
وحدد التقرير الصادر عام 2004 أسماء المنفذين وجنسياتهم، وأكد أن ضرب مركز التجارة العالمي بطائرات مدنية كان فكرة خالد شيخ وأنه ناقشها مع ابن أخته رمزي يوسف مخطط التفجير الأول الذي استهدف مركز التجارة العالمي عام 1993 وكانت الفكرة الأصلية خطف 10 طائرات دفعة واحدة لضرب 10 أهداف أميركية!.
وتم عرض الفكرة على أسامة بن لادن فلم يبد حماسا لها لكنه أجرى مشاورات بعد ذلك مع القيادة الإيرانية كما أثبتت ذلك محكمة نيويورك التي دانت إيران بتقديم الدعم اللوجستي الأساسي لتنفيذ الهجمات وقررت تعويضات على إيران للضحايا!.
لكن ابن لادن استدعى خالد شيخ في أبريل 1999 وقال له: إن (القاعدة) ستساند فكرته ثم اختار له الانتحاريين الأربعة الأوائل بعد تغيير الخطة الأصلية!.
كان الإيرانيون يعتقدون بأن السبيل الوحيد الذي سيؤدي لتحطيم السعودية هو جعلها عدوا للولايات المتحدة عبر تفكيك التحالف الاستراتيجي بينهما، وحقق لهم أسامة بن لادن (بوعي أو دون وعي) خطوة على هذا الطريق عندما قبل أن يكون معظم المهاجمين من السعوديين!.
يرى حكام إيران من ملالي الشيعة أن السعودية هي قلب العالم الإسلامي (السني) وأن الكعبة هدف لا بد من السيطرة عليه من أجل إقامة (كعبة فاطمة) في البقيع (مقبرة مدينة رسول الله) باعتبار أن فاطمة (زوجة علي وأم الحسين) – وهذا أهم في عقيدتهم من كونها ابنة النبي صلى الله عليه وسلم – هي أساس الخلق وأن البشر وجدوا من أجلها وأجل أولادها وفقا لما تقوله كتبهم بكل وضوح.
وفي جوهر أهداف ملالي الدين الشيعي تظهير صورة السعودية (السنية) باعتبارها العدو الأول والخطر الأساسي على الغرب المسيحي وخزان صناعة الإرهاب باسم الإسلام!.
وهكذا كانت منظمة القاعدة التي تستقر قيادتها في طهران ووليدتها غير الشرعية داعش منظمات من (السنة) لخدمة هذه الرؤية، فيما تقوم دولة قطر بعمل دؤوب عبر قناتها (الجزيرة) ومنظمة (الإخوان المسلمين) وأنتاف من الأقليات المتضامنة لتشويه السعودية، بالدق على مفهوم مفبرك ل (الوهابية) يخدم هذا الهدف!.
وفي هذا السياق الخادم للهدف الإيراني قال خالد شيخ إن 11 سبتمبر كانت أكثر نجاحا مما تخيلنا.. ومعلمه أسامة بن لادن قال عبر قناة الجزيرة: فلما وفق الله سبحانه كوكبة من كواكب الإسلام فتح الله عليهم فدمروا أميركا تدميرا!.
وهذا ما استمر بقوله عبر الجزيرة خليفة أسامة بن لادن أيمن الظواهري حيث قال حرفيا: إن هجمات 11 سبتمبر كانت موقعة من مواقع الحرب الأبدية بين الإسلام والكفر!.
ولولا العين الحمراء الأميركية لاستمرت قناة الجزيرة القطرية بجيش العاملين بها ومعظمهم من جماعة الإخوان كمنبر لتنظيم القاعدة!.
هنا علينا العودة إلى تفاصيل حياة خالد شيخ محمد الذي يروج الإعلام القطري الإخواني (بعبط بالغ) بأنه يريد أن يعقد صفقة تحول دون إعدامه على حساب السعودية بحيث تدفع السعودية تعويضات لأهالي الضحايا!.
ولد خالد هذا في الكويت لأبوين باكستانيين وفي السادسة عشرة، التحق بجماعة الإخوان، وظل (اخونجيا) حتى أنهى المرحلة الثانوية وخرج خلالها في رحلات كشافة للإخوان، وهذا ما يؤكده أوليفر غيتا مدير مؤسسة غلوبال سترات للدراسات بقوله: في السادسة عشرة من عمره انضم خالد للإخوان المسلمين ومنذ بداياته تلك كون صداقات كثيرة تدور في فلك جماعة الإخوان المسلمين وهو ما يفسر التحاقة بالقاعدة، وبعد تخرجه من جامعة كارولينا بشهادة الهندسة الميكانيكية تركت فترة إقامته في أمريكا انطباعا سيئا لديه، فيما قال عنه جون غوردون الناطق الرسمي الأسبق باسم البنتاجون: إنه عاد من أميركا بنظرة سلبية جدا عنها إذ وصفها خالد بأنها بلاد تتسم بالمجون والعنصرية!.
وعام 1987 سافر خالد إلى أفغانستان حيث كانت الحرب جارية ضد القوات السوفيتية الغازية وتدرب هناك مع المقاتلين الأفغان التابعين لعبد رب الرسول سياف زعيم ما سمي (الاتحاد الإسلامي)، وشارك في القتال ضد الروس ثلاثة أشهر قبل أن يلتحق بالعمل لدى عبد الله عزام، الأب الروحي لأسامة بن لادن.
وبعد نهاية حرب أفغانستان ذهب خالد إلى البوسنة والهرسك وشارك في القتال ضد الصرب، ثم بعد وقت قصير قرر اتباع مسار جديد حيث قال برونو شيرا الخبير في شؤون الإرهاب: أعطته قطر المال والدعم اللوجستي لصالح جميع المجاهدين الذين كانوا في البوسنة والهرسك ليحاربو ضد الصرب والكروات!.
ومنطلقا من هذه النقطة توطدت علاقة خالد شيخ مع قطر عبر الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني الذي كان خلال تبلور العلاقة معه وزيرا للأوقاف، ثم صار وزيرا للداخلية وكان راعي قناة الجزيرة بتوجهها الإخواني ما جعل خالد يفكر بقطر كملاذ آمن له جراء ما ارتكبه من جرائم إرهابية خصوصا ضد الأميركيين!.
وجه الشيخ القطري دعوة إلى خالد للحضور إلى قطر وعرض عليه وظيفة مهندس في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء فوافق واستقر في قطر هو وأسرته!.
ويقول آكي بيريتس العميل السابق في CIA إن خالد شيخ محمد عاش في قطر من 1992 -1996 وكان يعمل كمهندس في وزارة الكهرباء والماء براتب عال!.. وفوق الراتب المجزي كان خالد شيخ يقطن في شقة منحها له (الشيخ عبدالله) فيما كانت قناة الجزيرة أضحت المنبر الأساسي لقادة الجهاد الأفغاني ليشارك خالد خلال وجوده في قطر بالتخطيط لعمليات إرهابية ليس فقط تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 ولكن أيضا هجمات أخرى!.
وهكذا وفر الشيخ عبد الله بن خالد آل ثاني وبشكل شديد الوضوح المساعدة والحماية لخالد وكان دائم الاستضافة له في منزله ومن مرتادي ديوانيته (مجلسه) حيث كان خالد يجاهر صراحة بصلته بأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وعموم فلول الجهاد الأفغاني الباقين في بيشاور أو العائدين لبلادهم!.
قام خالد بتحويل أموال إلى أعضاء في (القاعدة) للتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة واستعان بابن أخته رمزي يوسف المولود في الكويت لأبوين باكستانيين، وحمل لسبب مجهول جواز سفر عراقي واسمه الحقيقي عبد الباسط، وهو حاصل على شهادة في الهندسة الإلكترونية من إحدى الجامعات البريطانية.
وقد سافر خالد عدة مرات على متن طائرة خاصة وفرها له الشيخ عبد الله بن خالد وخلال بعض هذه السفرات حدث اللقاء مع ابن أخته رمزي الذي كان يحضر لشن هجوم في أميركا حيث أشار لورينزو فيدينو إلى أن خالد كان دائم السفر للالتقاء بشركائه الإرهابيين للتخطيط لهجمات!.
ورغم انتمائه لأسامة بن لادن كان خالد شيخ يقوم بعمل فردي أحيانا بدعم القطريين ففي مرة طلب رمزي منه معونة مالية فحول له المال اللازم، وقال آكي بيريتس: عندما حاول رمزي تفجير مركز التجارة العالمي للمرة الأولى في التسعينات حول له خالد شيخ قرابة 660 دولارا من أحد البنوك القطرية!.
وفي محاضر التحقيق معه في سجن غوانتانامو وهي المحاضر التي استندت إليها محاكمته وإدانته اعترف خالد بأنه نادرا ما كان يتردد على وظيفته في قطر!.. فتلك الوظيفة كانت مجرد غطاء لنشاطاته الإرهابية، وكانت علاقته مع الوزير عبد الله بن خالد تمنحه الحصانة من أي مساءلة على الدوام!.
وقال روبرت باير العميل السابق في CIA: كان خالد حينها يتلقى راتبا من وزارة المياه في الدوحة فيما قال أوليفير غيتا: خالد كان مقربا من وزير الأوقاف الأسبق عبد الله بن خالد آل ثاني الذي أصبح لاحقا وزيرا للداخلية وهو ابن عم الأمير السابق وبقي في منصبه وزيرا للداخلية حتى عام 2013.
وأكد آكي بيريتس أن خالد كان يعيش في شقة فاخرة في مجمع سكني يملكه الشيخ عبدالله فكيف حصل على هذا السكن في حين أنه كان مجرد مهندس مياه بسيط في الوقت الذي كان فيه أيضا متورطا بأعمال إرهابية والسلطات الأمنية القطرية تعلم هذا جيدا!.
وقد اعترف خالد شيخ بأنه سافر عام 1994 على نفقة وزير الأوقاف القطري إلى الفلبين للقاء ابن أخته رمزي الذي كان يحضر لتفجير طائرات أمريكية فوق المحيط الهادي، لكن المخطط فشل ثم تم بعد عام من ذلك اعتقال رمزي يوسف في إسلام آباد وتم تسليمه إلى السلطات القضائية الأمريكية!.
وقال روبيرت باير: أول مرة سمعت باسمه لم أكن أعمل مع CIA بل عندما قابلت في بيروت حمد بن جاسم آل ثاني وكان حينها مديرا للأمن العام أخبرني بأنهم اعترضوا مكالمات هاتفية لخالد شيخ يخطط لاختطاف طائرات وشن هجمات بها وحاول حمد بن جاسم هذا الانقلاب على الأمير وفشل وفر إلى بيروت!.
كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية تراقب نشاط خالد شيخ في قطر، وفي مرحلة ربما باعه القطريون للأميركيين، ويؤكد أوليفر غيتا أن كل أجهزة الاستخبارات العالمية وليس فقط الأمريكية كانوا يعرفون دور خالد شيخ محمد وعندما حاول الأمريكيون اعتقاله عرف الجميع بذلك نظرا للرقابة المكثفة عليه!.
عام 1996 ناقش مجلس الأمن القومي الأميركي برئاسة صموئيل بيرغر نائب مستشار الرئيس للأمن القومي لمناقشة طلب تسليم خالد شيخ محمد
ويذكر مقال في صحفية نيويورك في سبتمبر 2010 أن بيرغر اقترح خلال الاجتماع أن يتوجه فريق إلى قطر دون مشاركة CIA لكن البنتاجون اعترض بشدة على الخطة، وطرح خلال الاجتماع بأن اعتقالا قسريا في قلب الدوحة دون استئذان حكومة قطر يتطلب قوة من عدة مئات من الجنود الأمريكيين وهذا قد تكون له تداعيات سياسية، ولذلك تم التخلي عن الفكرة وتكليف وزارة الخارجية بالتفاوض مع القطريين حيث طلبت الخارجية الأمريكية رسميا من قطر اعتقال خالد!.
ويذكر مقال في صحفية نيويورك في سبتمبر 2010 أن بيرغر اقترح خلال الاجتماع أن يتوجه فريق إلى قطر دون مشاركة CIA لكن البنتاجون اعترض بشدة على الخطة، وطرح خلال الاجتماع بأن اعتقالا قسريا في قلب الدوحة دون استئذان حكومة قطر يتطلب قوة من عدة مئات من الجنود الأمريكيين وهذا قد تكون له تداعيات سياسية، ولذلك تم التخلي عن الفكرة وتكليف وزارة الخارجية بالتفاوض مع القطريين حيث طلبت الخارجية الأمريكية رسميا من قطر اعتقال خالد!.
يقول ستيفن بوتشي: توجهنا إلى القطريين وقدمنا طلبنا بالطرق الدبلوماسية وعرضنا عليهم الأدلة التي تشكل أرضية اتهامات خطيرة ضد خالد شيخ محمد لكنهم لم يروا الأمور من هذا المنظور إلا أن القطريين هم الوحيدون القادرون على الإجابة عن ذلك!.
كان واضحا أن الشيخ عبدالله آل ثاني مارس نفوذه!.
وقال لورنزو فيدينيو: تملك قطر تاريخا في دعم العديدين في عالم الإرهاب وواضح أن واشنطن أصيبت بخيبة أمل كبيرة فخالد كان العقل المدبر الأبرز للهجمات الإرهابية ولم تكن الحكومة تعرف بأنه يخطط لهجمات 11 سبتمبر، لكنها تعرف أنه ضالع في العديد من المؤامرات وأنه عضو بارز في القاعدة!.
وفي كتابه (العقل المدبر) كتب الصحفي الأميركي ريتشارد مينيتر: كانت عميلة CIA مليسا بويل تتعقب خالد شيخ منذ عدة أشهر في الدوحة باعتباره يقيم في شقة يمتلكها وزير الأوقاف آنذاك عبد الله بن خالد آل ثاني الذي كان يمول عمليات خالد منذ سنوات من خلال استغلال نشاطات عدة جمعيات خيرية!.
في تشرين أول من 1995 شعر خالد بالقلق!.
يقول ريتشارد كلارك منسق مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلنتون:
عملاء FBI و CIA تمكنوا من تعقب خالد في شقته الفخمة وتمت مراقبة كافة تحركاته باستخدام معدات رقابة تكنولوجية متطورة وبعلم القطريين!.
كان القطريون يماطلون الفريق الأميركي الذي اتخذ من أحد فنادق الدوحة مقرا له، وقام مدير FBI آنذاك لويس فري بإجراء عدة اتصالات عبر الهاتف مع رئيس الاستخبارات القطرية الذي ظل يماطل لأسابيع بضغوط من شيوخ نافذين في أسرة الحكم (آل ثاني) رغم وجود اتفاقية بين البلدين حول تسليم المجرمين!.
جهز الفريق الأميركي طائرة خاصة بنوافذ سوداء كانت تجثم في ركن بعيد من مطار الدوحة لنقل خالد شيخ محمد أميركا ولما وردت موافقة القطريين بعد تمنع تم اقتحام الشقة لكنها كانت فارغة تماما وتم تنظيفها حتى من الغبار ومن أي جهز كمبيوتر أو أي وثيقة ورقية!.
وقال روبرت باير عميل CIA:
لا أعرف بصراحة لماذا رفض القطريون تسليم خالد شيخ محمد!.
لكنه يتساءل: هل لأنه بات مصدر حرج لهم؟ وهل كان يعرف أكثر مما يلزم عن الحكومة القطرية؟ وهل كان يعرف الكثير عن تمويل قطر لأسامة بن لادن؟.
هذه أسئلة أميركية عميقة.. للأسف لم تهتم بها (دول المقاطعة)، السعودية والإمارات ومصر والبحرين!.
ويقول باير إن الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني قام بمنح خالد شيخ جوازا قطريا ووضع تحت تصرفه طائرة خاصة نقلته إلى خارج قطر، وقال برونو شيرا: حذره وزير الأوقاف السابق الذي أصبح فيما بعد وزيرا للداخلية بأن الأمريكيين يستعدون للقبض عليه فأعطاه جواز سفر وأموالا وأرسله إلى مكان آمن!.
وفي كتاب (حروب الأشباح) يقول مؤلفه ستيف كول إن مدير FBI لويس فريه اشتكى لوزير خارجية قطر في حينه حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني من أن ما جرى كان بتواطؤ من وزير الأوقاف عبدالله بن خالد هذا الذي كان له دور بارز في انقلاب حمد على والده الشيخ خليفة بن حمد!.
ولذلك تمت مكافأة هذا الشيخ الإرهابي بتعيينه وزيرا لداخلية الأمير حمد حتى عام 2013!.
وبحسب روبرت باير فإنها كانت (لعبة قذرة تماما) فحتى السفير الأميركي في الدوحة الذي استقال بعد فرار خالد شيخ فإنه عاد إلى الدوحة واشتغل مع القطريين بدرجة مستشار في الديوان الأميري القطري!.
أما الشيخ عبدالله بن خالد فلم يكن وزيرا نافذا يتعاطف مع الجماعات الإرهابية بعلم كامل من الأمير حمد والد الأمير تميم بل كان وبعلم كامل من جميع شيوخ آل ثاني النافذين يستضيف في مزرعته نحو 100 عضو من تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين وكان أقران عرب من المتعاطفين معهم يزورونهم!.
المعلومات الواردة في هذه التغريدات مع البناء عليها بتصرف دول المقاطعة لإعداد ملف كامل يحمل الحكومة القطرية مسؤولية المشاركة في هجمات 11 سبتمبر ودفع تعويضات كاملة عن الأضرار مع صديقتها (إيران شريفة).
قطر دعمت رجل القاعدة القوي خالد شيخ محمد واحتضنته وليس السعودية.. والأميركيون يعلمون هذا
