يوسف علاونة:
من افتراءات الرافضة على أهل السنة اتهامهمبالتكفير، وقد روجوا لهذا كثيرا في كتبهم وعلىوسائل إعلامهم وألسنة معمميهم.
ولسنا هنا بصدد مناظرة هؤلاء ومجادلتهم أودفع افتراءاتهم وإفكهم فأوقاتنا أجل من ذلكفالذي يكذب على الله لا يحجبه شيء عن الكذبعلى خلق الله وإنما نحن هنا بصدد بيان منهجأهل السنة في التكفير، وأنهم وسط بين الغلاةوالجفاة، وسط بين الخوارج والمرجئة، لايكفرون إلا بالدليل والبرهان
ثم سنبين إن شاء الله أن الغلاة في التكفيرليسوا الخوارج فقط، بل أيضا الرافضة، فكتبهمطافحة بالتكفير منطبقا فيهم المثل: رمتنيبدائها وانسلت، وهذا وغيره من المسائلسنبينها إن شاء الله في هذا المقال المهم مما لاينبغي لأي مسلم أن يجهله وبخاصة في هذاالزمن الذي يعج في الفتن.
استغل الرافضة أخزاهم الله ضلال بعض الفرقالمنتسبة إلى أهل السنة في مسائل التكفيروغلوهم فيه فطعنوا بأهل السنة وافتروا عليهم، ومن جملة هؤلاء الضالين، حملة الفكرالخارجي في هذا الزمن وهم القاعدة وأفراخهاوآخرهم داعش والنصرة.
وداعش هذه من أقرب التنظيمات إلى فرقةالأزارقة القديمة والتي كفرت كل من لم يبايعهاواستحلت دمه وماله وعرضه، فالرافضةأخزاهم الله ركبوا موجة التلبيس والتدليسوجعلوا لخبثهم وقذارتهم كل سني داعشيا،وجعلوا ذلك مبررا لقتله وسفك دمه.
ولا شك أن أهل السنة والجماعة بريئون منفكر الخوارج براءة الذئب من دم يوسف ولذلكبينوا الحق فيهم وصنفوا الكتب في بيان ضلاهموانحرافهم.
ومن أجمل الكتب المختصرة التي بينت حالالخوارج وضلالهم كتاب حقيقة الخوارج فيالشرع وعبر التاريخ لفيصل قزار الجاسم فاقتنهفإنه مفيد ونافع.
وقبل البدء في بيان مسألة التكفير يلزم التنبيهعلى أمرين:
الأول أن النبي ﷺ حذر الأمة من فتنة الخوارجوبين سماتهم وأوصافهم وطريقة معاملتهم
والثانية: أنه ﷺ بين كيفية معاملة ولاة أمورالمسلمين وأن لهم السمع والطاعة فيما أحبالمسلم وكره ما لم يؤمروا بمعصية فإن أمروابذلك فلا سمع ولا طاعة.
وبيان هذين الأمرين وبسط الأدلة فيهما مشهورفي كتب العقيدة والحديث ولولا خشية التطويللنثرنا الدرر في ذلك وحسبنا الإشارة إن لمتتسع العبارة.
أما التكفير بغير بينة فقد حذر النبي ﷺ منهفقال: إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بهأحدهما.
البخاري ومسلم.
وقال ﷺ: لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولايرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبهكذلك.
رواه البخاري.
فتقحُّم باب التكفير بغير بينة أمر خطير زلت فيهأقدام وسُفكت فيه دماء وجرَّت بسببه الويلاتعلى أمة الإسلام.
والكفر كما قال ابن حزم: صفة من جحد شيئامما افترض الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجةببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه أو بلسانهدون قلبه أو بهما معا أو عمل عملا جاء النصبأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان. المصدر:الإحكام من أصول الأحكام (49/1).
وإذا أطلق الكفر في النصوص الشرعية فإنهيطلق على نوعين:
1- كفر أكبر مخرج من الملة.
2- وكفر أصغر: لا يخرج من الملة.
ومثال الكفر الأكبر كجعل شريك مع الله تعالى.
ومثال الكفر الأصغر كقوله ﷺ: سباب المسلمفسوق وقتاله كفر.
رواه البخاري ومسلم.
فكيف يكون اقتتال المسلمين كفرا مخرجا منالملة وقد قال الله: وإن طائفتان من المؤمنيناقتتلوا، فوصفهم بالإيمان ولم يصفهم بالكفر.
فدل ذلك أن ليس كل وصف بالكفر في النصوصالشرعية هو واحد فمنه ما هو أكبر يخرج منالملة ومنه ما هو أصغر لا يخرج من الملة.
وقد ذكر العلماء أن أنواع الكفر الأكبر هي ستة:
– كفر الإنكار.
– كفر الجحود.
– كفر النفاق.
– كفر الاستكبار.
– كفر الإعراض.
– كفر الشك.
وبينوا لكل نوع من هذه الأنواع الستة أدلته منالكتاب والسنة ما يصعب تفصيله في هذهالعجالة.. والله المستعان.
فللاستزادة راجع كتاب التكفير وضوابطهللأستاذ الدكتور إبراهيم الرحيلي وكذا كتابالتحرير في بيان أحكام التكفير للدكتور عصامالسناني.
وقد وضع أهل السنة والجماعة لباب التكفيرضوابط وشروطا، فليس لكل من هب ودب أنيكفر بل هو راجع للعلماء وأهل الرسوخ فيالعلم.
ولعلنا نبين هذه الضوابط والشروط وبقيةفقرات هذه السلسلة وأول ذلك قول القرطبيرحمه الله: باب التكفير باب خطير، أقدم عليهكثير من الناس فسقطوا، وتوقف فيه الفحولفسلموا، ولا نعدل بالسلامة شيئا. المفهم111/1
فقد بينا أن التكفير بلا بينة خطره عظيم، وكذلكبينا أنواع الكفر الأكبر، وبينا أن الكفر عندإطلاقه ينقسم إلى قسمين أكبر وأصغر.
فليس كل كفر ورد في النصوص الشرعية كفرأكبر، فقد ورد في الشرع إطلاق الكفر ولا يُرادبه أنه الكفر الذي يخرج من الملة.
ومن ذلك الحكم بغير ما أنزل الله من غيراستحلال، وهو وإن كان جريمة عظيمة إلا أنهليس من الكفر الأكبر المخرج من الملة.
وقد فسر الصحابة والتابعون آية المائدة (ومنلم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) بأنهالكفر الذي لا ينقل عن الملة.
ورد ذلك عن ابن عباس ومجاهد وطاوسوغيرهم من أكابر المفسرين، قال ابن عباس:ليس بالكفر الذي تذهبون إليه.
راجع تفسير الطبري(596/4).
وقد فصل العلماء في مسألة الحكم بغير ما أنزلالله فقالوا: من حكم بغير ما أنزل وهو يعلم أنهيجب عليه الحكم بما أنزل الله، وأنه خالفالشرع
ولكن استباح هذا الأمر ورأى أنه لا حرج عليهفي ذلك، وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة اللهفهو كافر كفرا أكبر بالاتفاق.
أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوى أو لحظعاجل وهو يعلم أنه عاص لله ولرسوله، وأنهفعل منكرا عظيما، وأن الواجب عليه الحكمبشرع الله فإنه لا يكفر بذلك الكفر الأكبر لكنه قدأتى منكرا عظيما ومعصية كبيرة وكفرا أصغركما ورد ذلك عن ابن عباس ومجاهد وغيرهمامن أهل العلم.
أما الضوابط: وضع العلماء ضوابط للتكفيربنوها على الكتاب والسنة، مغلقين على أهلالأهواء طرق ضلالهم، دافعين مجازفاتهموخبالهم في الحكم على الناس.
من هذه الضوابط: الأول: أن التكفير حق للهتعالى ولرسوله ﷺ ولا يجوز فيه الكلام بغيرعلم، فلا مجال فيه للنظر أو الاجتهاد.
قال ابن تيمية رحمه الله: والكفر من الأحكامالشرعية، وليس كل من خالف شيئا بنظر العقليكون كافرا ولو قُدر أنه جحد بعض صرائحالعقول
لم يُحكم بكفره حتى يكون قوله كفرا فيالشريعة.
الفتاوى (525/12).
ويقول ابن الوزير: إن التكفير سمعي محض لامدخل للعقل فيه.
العواصم (178/4).
الضابط الثاني: أن الأصل في المسلم الإسلاموالسلامة، فلا يجوز أن يخرج عن هذا الأصلإلا ببينة، إذ اليقين لا يزول بالشك.
الضابط الثاني: أن الأصل في المسلم الإسلاموالسلامة، فلا يجوز أن يخرج عن هذا الأصلإلا ببينة، إذ اليقين لا يزول بالشك.
قال ﷺ: من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكلذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمةرسوله فلا تخفروا الله في ذمته.
رواه البخاري.
قال العز بن عبد السلام: الأصل براءة ذمته،(أي المسلم). قواعد الأحكام 32/2.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: والأصل فيالمسلم الظاهر العدالة
بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق ذلك عنهبمقتضى الدليل الشرعي ولا يجوز التساهل فيتكفيره أو تفسيقه. القواعد المثلى 87.
الضابط الثالث: الأصل في تكفير المسلمالاحتياط، فقد ورد في النصوص الشرعيةالتحذير من رمي المسلم بالكفر ما لم تقمالشروط وتنتفي الموانع.
ومثال ذلك قول النبي ﷺ لمن وصم مالك ابنالدخشن بالنفاق بحجة أن وجهه ونصيحتهللمنافقين، قال ﷺ: لا تقل ذلك، ألا تراه قال: لاإله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟. رواه البخاريومسلم.
وأيضا قصة حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنهحينما أراد أن يفشي سر النبي ﷺ وقال عمررضي الله عنه للنبي ﷺ: دعني أضرب عنق هذاالمنافق، فقال النبي ﷺ: إنه شهد بدرا ومايدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدرفقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
رواه البخاري ومسلم.
فأهل السنة والجماعة يحتاطون في تكفيرالمسلمين ويتورعون في ذلك خلافا لسائرالفرق التي تجازف بإطلاق التكفير دون ورعولا احتياط.
الضابط الرابع: التكفير لا يكون في مختلف فيهأو مسائل دقيقة، فما ثبت إسلام المسلم بيقين لايخرج منه إلا بيقين.
قال الإمام أحمد: ولا يخرجه من الإسلام شيءإلا الشرك بالله العظيم أو يرد فريضة منفرائض الله جاحدا بها. طبقات الحنابلة(344/1).
الضابط الخامس: ليس كل من وقع بالكفر أوقاله يكون كافرا، ولا يمنع من إطلاق الكفر علىقوله أو فعله، لكن لا يلزم أن هذا المعين يكونكافرا.
قال ابن تيمية: وحقيقة الأمر في ذلك أن القولقد يكون كفرا فيطلق القول بتكفير صاحبهويقال: من قال كذا فهو كافر لكن الشخصالمعين
الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجةالتي يكفر تاركها. الفتاوى 345/23. ثم فصلفي ذلك وبين أنه لا بد من توفر الشروط وانتفاءالموانع.
فالعلماء يفرقون بين التكفير المطلق وهو الحكمعلى الاعتقاد أو القول أو الفعل بأنه كفر مخرجمن الملة، وبين تكفير المعين الذي هو الحكمعلى الشخص
الذي وقع منه ذلك الكفر، لأنه قد لا يلحقه حكمالكفر لانتفاء شروط التكفير أو وجود موانعه.
وستأتي معنا إن شاء الله الموانع التي تمنعإطلاق التكفير على الشخص المعين، ولعل هذايكون بعد الانتهاء من الضوابط إن يسر اللهتعالى.
هذه بعض أهم الضوابط في مسألة التكفير،وللمراجعة والاستزادة راجع: التكفير وضوابطهللرحيلي، والتحرير في بيان أحكام التكفيرللسناني.
قال القرطبي رحمه الله: باب التكفير باب خطير،أقدم عليه كثير من الناس فسقطوا، وتوقف فيهالفحول فسلموا، ولا نعدل بالسلامة شيئا. المفهم111/3.
من شروط التكفير: الأول: أن يكون التكفير بأمريقيني لا مدخل للظن فيه، وأصل هذا الشرطحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه وفيه:إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيهبرهان. رواه البخاري. ومعنى بواحا: أي ثابتاظاهرا باديا لا يحتمل التأويل.
الشرط الثاني:
قصد الكفر في الأعمال المحتملة للكفر وعدمهفمن صدر منه عمل أو فعل محتمل لمعنى الكفروعدمه دون قصد المعنى المكفر فلا يكفر بذلك
ومثاله: قول المؤمنين قبل النهي للنبي ﷺ:راعنا، أي أرعنا سمعك، خلافا لليهود الذينقصدوا بها الرعونة والشتم، فحكم قائل هذااللفظ على حسب قصده
الشرط الثالث: قيام الحجة على المعين
قال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا،قال البغوي: فيه دليل على أن الله لا يعذب الخلققبل بعثة الرسل، وقال ابن تيمية: من الناس منيكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يُعذر بهفلا يحكم بكفره أحد حتى تقوم عليه الحجة.
الفتاوى (406/11)
أما موانع التكفير: الأول: الجهل الناشئ عنعجز لا تقصير، ومن أدلة هذا المانع ما رواهالشيخان من قصة الرجل الذي وصى أبناءه أنهإذا مات
أن يحرقوه ويطحنوه وينثروا رفاته في الريحوقال: لئن قدر ربي علي ليعذبني عذابا ماعذبه أحد، فبعثه الله وسأله عن ذلك فقال: ياربخشيتك فغفر له.
قال العلماء: هذا رجل مؤمن بالله إلا أنه جهلصفة من صفاته فظن أنه إذا أحرق وذري فيالريح أنه يفلت من الله تعالى فغفر له بمعرفةنيته وأنه جاهل بصفاته.
المانع الثاني: الخطأ، قال تعالى: وليس عليكمجناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكموكان الله غفورا رحيما.
وقال النبي ﷺ: إن الله وضع عن أمتي الخطأوالنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجهوأحمد.
وقال ابن تيمية: من اجتهد من أمة محمد ﷺوقصد الحق فأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطؤه.
الفتاوى 180/12
المانع الثالث: الـتأويل: وهو يقع في فعل مكفرإما لشبهة تنشأ عن عدم فهم دلالة النص فهماصحيحا، أو لشبهة تنشأ من وجود نص آخرظن معارضته له.
قال ابن تيمية: المتأول الذي قصده متابعةالرسول لا يكفر، بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ.منهاج السنة 329/5
وللتأويل شرطان: الأول: أن يكون التأويلصادرا عن اجتهاد صاحبه بعد بذل الوسع فيطلب الحق وفهم الدليل.
الشرط الثاني: أن يكون التأويل له وجه فياللغة يحتمله النص بخلاف التأويلات التيحقيقتها تكذيب الدين.
المانع الرابع:
الإكراه، قال تعالى: “من كفر بالله من بعد إيمانهإلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليه غضب من الله”،ومثال هذا المانع فعل عمار بن ياسر رضي اللهعنه لما أكرهه المشركون على قول الكفر فقاله،وكان قلبه مطمئن بالإيمان. والقصة مشهورة.
ويكون مانع الإكراه معتبرا بأربعة شروط ذكرهاالحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري(311/12).
وكل ما تقدم هو رؤوس أقلام وإشاراتمختصرة.
وما سبق مهم لبيان أن أهل السنة هم أرحمالخلق بالخلق، وليس كما يروجه هؤلاءالروافض والناعقين عنهم من أهل جلدتناالجهلة بأن أهل السنة تكفيريون.
فالرافضة وأمثالهم نبذوا أهل السنة بالتكفير، بلهم والخوارج من أكثر الناس تكفيرا للمسلمينوأشدهم هتكا لحرماتهم. وهذا ما سنبينه فيمايأتي.
أما الخوارج فهم ولادون تكتوي بهم الأمة جيلابعد جيل، ولا شيء أنجع من قهرهم إلا بمعرفةمنهجهم وبيان ضلالهم للناس والتحذير منفكرهم ومسلكهم.
وكما هو حال كل جماعة منحرفة لا بد لها منمنظرين ودجاجلة يبررون لهم أفعالهم ويضفونعليه القداسة كي تروج على البسطاء والسذج.
وكان سيد قطب من تكفيريي هذا العصر، وإنكان محسوبا على التنظيم الإخواني إلا أن أغلبالخوارج استفادوا من أفكاره ونهلوا من تكفيرهللمجتمعات، وقد تأثر سيد قطب بأبي الأعلىالمودودي، وقد بين ذلك الشيخ القرضاويبقوله:
تأثر قطب بالمودودي كثيرا وأخذ عنه فكرةالحاكمية والجاهلية
وقال الشيخ القرضاوي: لكن قطب خرج فيالنهاية بنتائج عن تكفير المجتمع وجاهليته.
المصدر:
موقع الشيخ القرضاوي على الشبكة.
ومن أشهر أقوال سيد قطب في تكفيرالمجتمعات: “ارتدت البشرية إلى عبادة العبادوإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله”.
ظلال القرآن 1057/2
وقال سيد قطب ايضا: “إنه ليس على وجهالارض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلمقاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقهالإسلامي”.
الظلال 2122/4.
ومن أصول سيد قطب المنحرفة الدعوة إلىاعتزال الناس والمجتمعات الإسلامية وهجرانالمساجد، قال تفسير قوله تعالى: وأوحينا إلىموسى وأخيه أن تبوءا
لقومكما بمصر بيوتا” الآية، قال سيد قطب:يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية واتخاذبيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيهابالانعزال عن المجتمع الجاهلي!..
انتهى كلام قطب، ولعل من المفيد هنا أن نبينأن جماعة التكفير والهجرة اعتمدت على هذا.
الظلال 1816/3
ومن أسباب تأثر الخوارج بسيد قطب أنه كانأديبا، وصاحب قلم جذاب يصوغ عباراته بطابعأدبي وألفاظ ساحرة تأسر القلوب وتقتلعالعقول.
وكان لإعدامه بسبب مبادئه صدى في قلوبالأتباع ولذا يقول الظواهري: باستشهاد سيدقطب اكتسبت كلماته بعدا لم يكتسبه كثير منكلمات غيره، ويذهب كثيرون إلى أن المسلكالقمعي للنظام الناصري مع الإخوان دوناكتراث بالأدلة الشرعية هو ما منح القاعدةالفكرية للجماعة رمزية تحتاجها
وهكذا صار الموت في سبيل المبدأ ملحمة أسطورية ذات جاذبية لم يدرك كنهها ويتصورآثارها النظام الشمولي العسكري لانعدام أهليتهالعقيدية، وهكذا صارت كلمات (الشهيد) سيدقطب التي سطرت بدمائه في نظر الشبابالمسلم معالم طريق مجيد طويل.
فرسان تحت راية نبي ص 14.
ومن كبار منظري الخوارج في هذا العصر أبيمحمد المقدسي فجل مؤلفاته تحمل فكر التكفيروالتي يتخذها الأتباع منهجا ومادة دراسية.
ومن أهم الكتب المقدسي هذا: الكواشف الجليةفي كفر الدولة السعودية، وكذا ملة إبراهيموغيرها.
ومن مجازفات المقدسي التكفيرية قوله: الدنياكلها اليوم دار كفر ولا أستثني من ذلك حتى مكةوالمدينة.
ثمرات الجهاد ص 14.
وأيضا تكفيره لحكام المسلمين بقوله: إن كفرهذه الحكومات سواء كان أصليا أم كفر ردة فهوشر من كفر اليهود والنصارى.
رسالة: سيذكر من يخشى ص4.
ولم يكتف المقدسي بتكفير الحكام بل كفر علماءالمسلمين ومن أجلهم الشيخ ابن باز وابنعثيمين رحمهما الله.
راجع مجلة العصر الإلكترونية ص 17
ومن منظري الفكر التكفيري أيضا:
أبو قتادة الفلسطيني وكذا أيمن الظواهري وأبويحيى الليبي وهاني السباعي وغثاء كثيرغيرهم.
وأقوال هؤلاء المنظرين التكفيرية مبثوثة فيكتبهم وتسجيلاتهم الصوتية والمرئية ولو أخذنابسردها لاسود القلب ولطال الدرب، فحسبنا هذاالقرف!..
ومن أفضل من جمع أقوالهم وضلالهم وعراهموفضحهم الشيخ إبراهيم صالح المحيميد فيكتابه النفيس:
القصة الكاملة لخوارج عصرنا.
أما الرافضة أخزاهم الله فإنهم لم يتورعوا عنتكفير خير القرون وهم صحابة النبي ﷺ فكيفسيتورعون عن تكفير من بعدهم من القرون؟!
وهنا نذر يسير مما قالوه في تكفير عمومالمسلمين ما يكفي لإلصاق تهمة التكفير بهمأكثر من غيرهم ولنعلم من التكفيري: أهل السنةأم الرافضة!؟
يقول علامتهم المجلسي: إن من لم يقل بكفرالمخالف، فهو كافر أو قريب من الكافر.
المصدر:
بحار الأنوار (281/65)
فانظر إلى إطلاق حكم الكفر على كل مخالف لهمدون اعتبار حاله أو مقاله، والمقصود بالمخالفعندهم هو السني فقط دون غيره من المخالفين!
ويقول يوسف البحراني:
إن الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة علىكفر المخالف غير المستضعف ونصبه ونجاسته
المصدر:
الحدائق الناضرة (177/5)
ويقول الخوئي:
والأظهر أن الناصب في حكم الكافر، وإن كانمظهرًا للشهادتين والاعتقاد بالمعاد.
المصدر:
المسائل المنتخبة (ص 56).
بل ولم يكتف (علماء) الرافضة في قذف أهل السنة بالكفر فقط بل نقلوا الروايات المكذوبةعن (أئمتهم) في تكفير المخالفين
فهذا علامتهم الكليني يروي بسنده عن إمامه(الباقر) قال: إن الله عز وجل نصب عليا عليهالسلام علما بينه وبين خلقه، فمن عرفه كانمؤمنا
ومن أنكره كان كافرا، ومن جهله كان ضالا.
المصدر: الكافي (1/437).
فالتكفير عن الرافضة عقيدة راسخة في المذهبألصقوها بالأئمة الأطهار الذين حذروا أشدالتحذير من الغلو والتنطع والتكفير.
ومن أعظم الإفك الصراح والكذب البواح تكفيرالرافضة للصحابة رضوان الله عليهم، والذينأثنى الله تعالى عليهم في كتابه ورسولهﷺ فيسنته.
ومن أقوالهم الشنيعة في ذلك ما رواه الكليني عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس أهلردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة!
الروضة 245/8
يقول المجلسي:
لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر، فلعنة اللهورسوله عليه، وعلى كل من اعتبره مسلما،وعلى كل من يكف عن لعنه.
المصدر: جلاء العيون ص 45.
ولم يعد التكفير ذلك الحكم الشرعي ذي الضوابطوالشروط والموانع، بل أصبح تهمة جاهزة فيدين الشيعة تقذفه في وجه كل من يهدد كيانها.
وقد كفر (علماء) الرافضة الأئمة الأربعةرحمهم الله ومن أقوالهم الفاجرة قول محمدالرضوي: ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبواأهل البيت عليهم السلام لاتبعوهم، ولما أخذواأحكام دينهم عن المنحرفين عنهم، كأبي حنيفةوالشافعي، ومالك وابن حنبل.
المصدر: كذبوا على الشيعة ص279.
ويقول محمد الكشي عن الإمام أحمد رحمه الله:
جاهل شديد النصب، يستعمل الحياكة، لا يعد منالفقهاء نقله عنه البيضاني في الصراطالمستقيم 3/223.
وجاء في الكافي (46/1) قال أبو موسى: لعنالله أبا حنيفة كان يقول: قال علي وقلت، فانظرشدة حقدهم على أئمة الإسلام وأفاضل الأنام!
فلا كافر عند الشيعة إلا من خالف نحلتهمالفاسدة ودينهم المحدث، أما من وافَقه منهم،وإن أتى الكفر أو قال به، فيُصنع له العذر تلوالعذر.
وهذا يسير من كثير وقل من وفير وإلافمراحيض أفواههم طافحة بالتكفير، ومواخيرصدورهم تعج بالازدراء والتنفير.
ولو أردنا أن ننقل القيء الذي يخرج من كتبهموالروائح التي تنبعث من ألسنة علمائهمومعمميهم لطال بنا الحال، ولاتسع علينا المقالفحسبنا هذا!
ومن هنا تعلم أيها الحبيب الفرق بين أهل السنةوالجماعة وبين مخالفيهم في مسألة التكفير.
فأهل السنة إذا حكموا بالكفر حكموا بالعلموالحجة والدليل، وأهل الباطل على خلاف ذلك..جهل وهوى وقلة دين وديانة.
أهل السنة ضبطوا مسألة التكفير بضوابطرصينة ووضعوا لها شروطا وقواعد متينة، أماأهل الباطل فباعثهم على التكفير الهوى والحقدوالتقليد الأعمى.. أهل السنة يتورعونويحتاطون في التكفير، فلا يحكمون على معينحتى يقيموا عليه الحجة ويزيلوا عنه المانع..أما أهل الباطل فالحكم عندهم أهون من شربالماء وأسرع من لفظ حروف الهجاء لايتورعون ولا يحتاطون، فباعثهم البغض القائمعلى الك