الصلح مع إسرائيل:
علماء السعودية ثابتون.. والإخوان يتراقصون!
يوسف علاونة:
في رده على سؤال أفتى العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بجواز الصلح مع اليهود بمدة معلومة أو مطلقة إذا رأى الحكام المصلحة مستدلا ومحتجا بصلح الحديبية وشروطة المجحفة التي أغضبت الصحابة إلا الصديق رضي الله عنه!.
في ذلك الوقت اعترض الشيخ د. يوسف القرضاوي الذي يعد أكبر الرموز الفقهية الإخوانية اعتراضا صاخبا على الفتوى، لكن رده على ابن باز ما كان فيه شيء من الأدلة والبراهين الشرعية، وإنما استجلاب عاطفة الناس وركوب لأمواج العامة الذين يحبون المزايدات.
فرد ابن باز ردا علميا يوضح وجهة نظره، ورد القرضاوي على الرد مجددا ولكن بلا أدلة وكرر التلاعب بالمشاعر التي تستهويها الدعوة للحرب والانتقام!.
وقام أحد الدعاة في محاضرة مشهورة قائلا: بعض الفضلاء اشكل عليه مايحدث الآن فزلت قدمه وأفتى بغير تبصر!.
وقال بأن ما يحصل هو تطبيع ليس صلحا!.
وكان هذا من صنوف الجهل حتى بالتاريخ، بل وفي مضامين صلح الحديبية فهل حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم التعامل مع المشركين خلال الصلح!؟
فالهدنة والصلح والتعايش والتطبيع واي مسطلح آخر إنما القصد به التعايش السلمي ووضع الحرب، لكن صاحبنا كان يطلب الشهرة وإرضاء الناس وليس الله!.
واشتغل أهل الفتنة من جماعة الإخوان المسلمين من أجل الحصول على رد قوي لا سيما مع صمت فضيلة مفتي مصر وامتناع فضيلة شيخ الأزهر عن الفتوى، وكان الوحيد الذي يعتبر في منزلة ابن باز في العالم الإسلامي هو الشيخ الألباني رحمه الله، فذهبوا له معرضين ومستغربين ومستقبحين فتاوى ابن باز، واستمع الألباني رحمه الله لهم مطرقا على غير عادته، فلما انتهو قالوا ما قولك يا شيخ؟ فقال في ماذا؟
فقالوا في كلام ابن باز، فقال: كلام سليم وأؤيده وأطالب المسلمين بكف شر اليهود عن الفلسطينيين بالصلح، فغضب المحاور وقال: الصلح خسه وانهزامية كيف يفعلها شخص يسمي نفسه خادم الحرمين!.
قال الألباني: ماذا تقول في الملك فهد إذا صالحه اليهود بشرط أن يخرج جميع الفلسطينيين المحاربين لليهود وتسليمهم للصهاينه!؟ وأن يمنع لجوء أي فلسطيني إلى المملكة، ويقوم بتسليمه إلى إسرائيل!؟
قال المحاور: أقول إنه كافر ومحارب للدين والواجب الخروج عليه!.
هنا قال الألباني كلمة صعقت المحاور ولخبطت كيانه: فاعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلها في صلح الحديبية بل رضي بما هو شر وأن يرتد من أراد الردة ويعود لأهل مكة ورضي بأن يعاد كل مسلم جاء مهاجرا بعد الصلح!.
وقال يرحمه الله ويغفر له: نصيحتي لكم يا شباب لا تتدخلوا في السياسة واتركوها للحاكم واكتفوا بتوعية الناس في دينهم، فغضب المحاور وقال: ونخذل المجاهدين في فلسطين؟.. قال الألباني: من تقصد بالمجاهدين، اتقصد حماس، حماس يا أخي ليست جماعة جهادية انتبهوا الله يهديكم!.
وفي هذا النص يؤكد الشيخ الألباني أن حركة حماس ليست إسلاميه شئتم أم أبيتم!.
youtu.be/RvmkkGmeYfY
وبالطبع فإن كلام الألباني سبب ثورة عارمة ضده، ولكن يا سبحان الله ما هي إلا سنوات حتى اتضح أن مجمل جماعة الإخوان منها حماس عملاء للمشركين الروافض!.
أما الشيخ القرضاوي فبعدما اسقط حمد أباه خليفة وتحالف مع اليهود، فإنه صمت ولم يحرك أي ساكن بل لم ينكر على حمد عقوقه بوالده، ولم يتجرأ على أن ينكر التطبيع الذي أنجزته قطر مع الصهاينة، بل وانخراطها لخدمة مشروع صهيوني غايته تقسيم جميع الدول العربية!.
أما الداعية السعودي الذي تمرد على فتوى العلامة ابن باز فقد دخل السجن وبعد سنوات خرج ومن أشهر أعماله إشرافه على أكاديمية التغيير وجلوسه على المقاعد جنبا إلى جنب مع المرشح لرئاسة وزراء إسرائيل وعضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) عزمي بشارة!.
وكان يكفر الشيخ جابر الصباح صراحة وقال هذا في محاضرته المشهورة “تحرير الارض أم تحرير الإنسان”، ثم دارت الدنيا وزار الكويت وأخذ صورة تذكارية باسمة مع سمو أميرها الشيخ صباح!.
هذه قصة تنفع الشباب لأن ينتبهوا ممن يتاجرون بمشاعرهم بغية الحصول على مكاسب شخصية على حساب قضايا الأمة!.
@yousef_alalawna
