تقرير لـ يوسف علاونة:
22 مارس 2016
يوسف علاونة
تقرير – يوسف علاونة:
تقدمت جمهورية إيران عبر الوسائل الدبلوماسية بطلب لقاء مع القيادة الكويتية منذ وقت مبكر (عدة أسابيع) وسألت الكويت عن السبب والهدف، فقيل بأن الرسالة مهمة وتتعلق بالتطورات الجارية بين إيران والدول الخليجية عموما، وبين الإيرانيون بالمحادثات الأولية أنهم جاهزون لبحث الوضع في صورة عامة والعلاقات مع دول الخليج وأن لديهم رغبة بتجاوز الأزمة الحالية لأنه لا مصلحة لهم فيه.
وعلى الفور قيمت الكويت الرسالة الإيرانية وكانت القراءة بأن طهران تعاني من الموقف الخليجي الحازم والذي يهدد بعزلة خانقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وأن إيران عاجزة عن الإتيان بأي عمل،ولكن أيضا توجد فرصة يريدها التيار الإصلاحي لتشجيعه على المزيد من الانفتاح وهو ما لا يرغب به المحافظون أنصار المواجهة مع الدول العربية ومع الغرب، وأن الغطرسة التي تظهرها القيادة الإيرانية فارغة وإعلامية بينما هم في اللقاءات الثنائية يتوسلون دول الخليج والسعودية تحديدا بدء المفاوضات.
لكن الكويت لم تقدم جوابا للإيرانيين بل أبلغتهم بأنها تدرس الموقف.
ازدادت المفاتحات الإيرانية للكويت بعد صدور محكمة نيويورك ضد إيران والتي قضت بتعويضات تتعدى الـ 10 مليارات دولار جراء مسؤولية إيران عن هجمات 11 سبتمبر والتي يمكن أن ترتفع إلى 21 مليار دولار ما سيعني استنزاف كافة الأرصدة الإيرانية المرفوع عنها التجميد لكن الكويت لم ترد بسرعة.
وأضيف لهذا تسريبات إيرانية للدول الخليجية بأن إيران تتوقع مواجهة مع الأميركيين باعتبار أن هناك شعورا عميقا في طهران بأن الأميركيين يستغلون الجانبين وأنهم بعد توقيع الاتفاق النووي وتجريد إيران من الورقة النووية يقومون بابتزاز إيران ودفعها للمواجهة مع الخليج وأن إيران تتوقع في أي لحظة مواجهة مع واشنطن ولا تريد الدول الخليجية أو العرابية طرفا فيها.
وظل الأمر معلقا حتى مناورات رعد الشمال حيث تم تقييم الموقف بين القيادتين السعودية والكويتية خلال لقاء خاص لبحث الموضوع فحصل تشجيع من القيادة السعودية للقيادة الكويتية على تلقي الرسالة الإيرانية ورؤية ما لدى الإيرانيين.
وبعد انتهاء مناورات رعد الشمال حضر إلى الكويت وزير الاستخبارات الإيراني (محمود علوي) ونقل ما مفاده أن طهران مستعدة لبحث كل شيء فتمت مواجهته بكل الحقائق الجارية وهي: الوضع في العراق حيث إيران لا تشجع حلفاءها على تجنب الطائفية التي تسببت بانقسام العراق، وفي سورية تتخذ إيران موقفا يستعدي العالم العربي وفي اليمن لولا التشجيع الإيراني لاستسلم الحوثيون خلال وقت قصير وفي لبنان بعطل العناد الإيراني انتخاب الرئيس، وفوق ذلك هناك ملف ضخم من خلايا التخريب وتهريب الأسلحة والميليشيات الإرهابية المنفلتة، مع التدخلات السياسية والإعلامية في البحرين، فضلا عن حملات الكراهية الدينية والحملات الإعلامية وتجدد دعاوى تصدير الثورة، وكل المواقف السلبية لإيران مع إظهار حاسم بتضامن خليجي تام مع السعودية وهو أن دول الخليج لا يمكنها التخلي عن السعودية وستقف معها تحت أي ظرف.
وقد اشتكت الرسالة الإيرانية من تدخلات خليجية في الأحواز وعمليات تمويل للمعارضة الإيرانية.. وهو ما تم إبلاغه للدول الخليجية في اليوم التالي.
هل يستبق الإيرانيون القمة الخليجية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي لا بد أن يجدد فيها تعهداته بالانسجام والتحالف الاستراتيجي مع دول مجلس التعاون والتي تمت في قمة كامب ديفيد؟
الأيام المقبلة ستظهر كل شيء.