المشروع الإيراني.. اللحظات الختامية

مقالات

 

يوسف علاونة

2 أبريل 2016 كتاب الرأي العام

 

 

‏نحن نتعاطى سياسة وليس مخدرات!

‏وفي هذا الزمان كل شيء يحدث أمامنا على الهواء مباشرة، وفي السياسة واضحة الأمور جدا، ولست في حاجة إلى فوازير وضاربين بالودع لتعرف أن المشروع الإيراني انكشف وانفضح وأنه سيتوارى وينقرض.

‏ولو كنا نبغض إيران لمجرد البغض لكان في الأمر نظر، لكننا نتحدث عن معطيات أثقل من الحقائق، فهؤلاء ليس لديهم مشروع حتى ينتصر وكل الذي لديهم عبث وخراب لا يمكن أن يقاس عليه أي حساب طبيعي للمستقبل.

‏وهؤلاء هم أول عناصر الهزيمة لأنفسهم، فليس لديهم شيء يمكن تقليده أو اتباع منهجه حتى يسود، وقبل كل شيء لا وجود لأرضية صالحة لمشروعهم.

‏والأمثلة ماثلة، والعيان لا يحتاج بيانا كما يقال، فقد امتلكت إيران الملالي دولة كاملة يحكمها مقاتلون في جيشها ضد بلدهم!..

‏أتريد أكثر من هذا!؟

‏فوزير الداخلية العراقي مقاتل في جيش الخميني ضد جيش صدام حسين، وفي موقع يوتيوب تسجيل له يقول فيه قصيدة بالفارسية يمجد انتصار جيش الإمام على العراق، ومثله وزير الدفاع قائد الحشد الشعبي ومثلهما كل زعماء العراق!..

‏وصحف العراق الحالي لا يمكنها نشر مقال واحد لا تريده إيران!..

‏وقائد الحرس الثوري مقيم في المنطقة الخضراء والحكومة تصرف له 5 ملايين دولار شهريا كنفقات نثرية، وهو يحضر اجتماعات الحكومة، فيطلع على المحاضر ويوحي بالقرارات، ويضع الفيتو على من يشاء ويرجح كفة من يشاء، فتجري الانتخابات فيفوز فيها تجمع يرأسه أياد علاوي فتضع إيران (فيتو) على رئاسته للحكومة ويكلف بتأليفها نوري المالكي، فيوقع في أول قراراته على قرض لإيران يمنحها 100 مليار دولار هي كل احتياطي العراق لحين الطلب!..

‏هل تريد سيطرة ونفوذا أكثر من هذا!؟

‏فماذا حصل للعراق!؟

‏لقد تقسم وتمزق واحتلت (داعش) نصفه وانفصل الأكراد أو كادوا، وقتل السنة أو تهجروا واستبيحت مدنهم، وقتل الشيعة وافتقروا وتم تفجير مدنهم، وما زالت بيوتهم من طين وقش، ولم يزدهر لديهم غير اللطم والفقر وزواج المتعة والخمور والمخدرات والأمية والفساد، واستمر هذا منذ عام 2004 وإلى أفق مفتوح ودون أمل!..

‏فهل هذا مشروع سينجح!؟

‏هل سيزدهر العراق بعد 12 عاما من الخراب المتراكم حتى ما يتعدى الحرب الأهلية وفقدان السيادة؟..

‏وفي سورية سقط حليف النظام الإيراني في وحل القتل والدمار عبر وحشية غير مسبوقة، فحتى الذين يخافون من الأصولية والتطرف لم تعد لديهم أي ذريعة لقبول بشار الأسد، وهو سيكون دون أي شك وبكل حساب، آخر علوي يحكم سورية، وهي بلد غير قابل للتقسيم ولا توجد فيها منطقة قابلة للعيش دون دمشق وفضاء البلد كاملا غير منقوص، فالداخل لا يستغني عن الساحل، والساحل مهاجر إلى الداخل، والكرد استعربوا أو كادوا، وليس للدروز لا قدرة ولا إمكانية لدولة، ودولة العلويين الأولى زمن الفرنسيين لم تكن علوية!.. وليس هناك أرض متصلة للعلويين حتى تقام عليها دولة حليفة لإيران.

‏أما مسألة التقسيم فستصيب أول ما تصيب (إن تم اعتمادها) إيران نفسها، لأنها الأجهز من كل أحد للتشظي والانقسام إن سادت المنطقة عدوى التقسيم.

‏فأي مشروع هذا المشروع!؟

‏وفي لبنان يدفع 70% من السكان ثمن الهيستيريا التي سار فيها حزب مرتزقة إيران، وفي النهاية لن يمكن حتى للخزينة الإيرانية الإنفاق على بلد محطم، وهناك يموت شباب الشيعة بلا مقابل، ويعاني الجميع من الفقر وأكداس الزبالة والفوضى، ويفقد البلد صلاته بعمقه العربي الطبيعي، فأي مشروع هذا!؟..

‏وفي اليمن يتجمد أنصار إيران تحت القصف ويموتون وأيضا بلا مقابل، وليس من أفق لليمن غير الاندماج في محيطه السعودي والخليجي وبعيدا عن إيران.

وفي البحرين انتهى مشروع إيران، وحيثما كان هناك جاليات شيعية تعلقت بوهم هذا المشروع المريض باتت الأمور واضحة تماما فإما الخراب أو الأمن والانضباط ضمن النسيج الوطني بعيدا عن المشاغبة والعبث.
‏أما في إيران نفسها فيتصارع على السلطة رجلان، الأول مواليد 1939 (علي خامنئي) والثاني مواليد 1934 (علي رافسنجاني) ولا توجد أي حصة للشباب وينقسم الملالي إلى ما يشبه الميليشيات المتصارعة في دولة تعاني البطالة بنسبة 25% وفيها عشرون حركة تمرد مسلحة، ومعارضة في الداخل والخارج ونوازع انفصالية، وهواجس عرقية ومذهبية، في ظلال أفعال متغولة لحكومة أمنية ديكتاتورية مذهبية وعنصرية، لها مشاكل مع كل دول الجوار، وحذر متبادل مع كل دول العالم وأرصدة مجمدة وتحت العقوبات
‏وقيد التفتيش وباقتصاد متخلف سيتكلف تحديثه وانفتاحه فقط 300 مليار، ومعرضة لشتى أنواع المطالبات عن سياسات سابقة غبية مغامرة مستفزة.
‏فأي مشروع هذا!؟
‏أي مشروع؟
‏أي مشروع!؟
‏يوسف علاونة