المغتربون العراقيون في ألمانيا ينعون القائد المرحوم عزة إبراهيم
••••
بِسْم ألله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا ألله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
صدق ألله العظيم .
ببالغ الحزن والأسى وبروح راضية بقضاء ألله وقدره تلقينا اليوم ٢٥ تشرين أول ٢٠٢٠ الخبر الأليم عن وفاة القائد المجاهد المؤمن بالله ورسله وكتبه عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الأعلى للجهاد والتحرير.
إننا ننعى الى شعبنا العراقي الثائر المقاوم وللأمة العربية المجيدة وللأمة الاسلامية، ولجميع أحرار العالم وفاة هذا القائد الهمام داخل وطنه المحتل.
لقد عاش طوال حياته عاشقا للنضال والجهاد وطالبا للشهادة فنالها بجدارة.
لقد كنت وستبقى يا شيخ المجاهدين منارا ومشعلا ينير طريق المناضلين من أجل تحرير الوطن وحرية وكرامة الشعب وتحقيق العدالة والمساواة وسيادة الدولة والتقدم في جميع مجالات الحياة.
لقد كنت نموذجا وقدوة في صلابة الموقف والصبر والشجاعة وقول الحق وأسطورة في الجهاد والايمان والتقوى.
وفي تحليك بمكارم الأخلاق وتطبيقها العملي كنت تقتدي برسول ألله محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقادته الميامين، وتدعو دائما للاقتداء بهم، لذلك كنت تقود الحملة الايمانية داخل الحزب.
لقد كنت زاهدا في الحياة الدنيا، تقيا ورعا صابرا على الملمات.
هكذا طبقت على نفسك المقولة الشهيرة:
(البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد).
لقد درست في مدرسة الحزب واستوعبت فكره ورسالته، ودخلت أفكار ومنطلقات ومبادئ وأهداف الحزب السامية في أعماق نفسك وفي مجرى دمك.
هكذا نذرت روحك وأفنيت عمرك لخدمة القضايا المصيرية للشعب العراقي وأمته العربية.
منذ البداية ناضلت مع رفاقك بعنفوان الثوار وكنت من طلائع وقادة ثورة ١٧ تموز ١٩٦٨ التي استطاعت في سنواتها العشر الأولى أن تنقل العراق من بلد نامي محدود الدخل ومنقوص السيادة الى مصافي الدول المستقلة المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا وبناء الانسان العراقي القادر على المنافسة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وكذلك بناء قوة عراقية قيادية اقليميا تجسد آمال وطموحات الأمة العربية.
كان نضالك يشمل ليس فقط العراق وإنما كل الأقطار العربية لأن قضاياها وصراعها مع الغزاة الطامعين وعملائهم هي قضايا واحدة لا تتجزأ ويؤثر بعضها على بعض.
هنا نذكر دورك الكبير المشرف مع رفيق دربك الشهيد صدام حسين في مسيرة ثورة ١٧ تموز ١٩٦٨ التي حققت منجزات عملاقة أقلقت قوى الاستعمار والهيمنة الدولية والكيان الصهيوني مما أدى إلى هبوب الرياح الصفراء من جارة السوء إيران ونشوب حرب الثماني سنوات.
هنا كان لك دور فاعل متميز في صد هذه الريح الصفراء والعدوان الفارسي وتحقيق النصر على مشروع الخميني التوسعي المتخلف.
ثم جاء الغزو والاحتلال الاجرامي الأمريكي البريطاني الصهيوني بالتنسيق مع نظام ولاية الفقيه الفارسي المتعطش للانتقام والتدمير، وهنا أيضا كان لك دور بارز في إدارة أم المعارك من خلال مسؤولياتك الرسمية والحزبية.
وبعد تسلمك الراية من القائد الشهيد صدام حسين بقيت هذه الراية في يدك عالية خفاقة مهابة، وهنا أثبت في قيادتك للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال لمدة ١٧ سنة أنك واحد من القادة العظام الذين تحملوا المسؤولية في أصعب ظروف المنازلة بين الحق والباطل، بين العروبة والاسلام الصحيح من جهة والشعوبية الفارسية والكفر الغربي من جهة أخرى.
لم تزدك أعباء النضال الثقيلة والمعارك الطويلة إلا مزيدا من التصميم والقدرة على انتزاع النصر مهما طال الزمن وكثر الأعداء.
لم يرتجف لك قلب ولم ترتعش لك يد رغم كل جيوش الأعداء والعملاء والحقد الأسود والنذالة التي بقيت تطاردك في حركاتك وسكناتك.
لقد بقيت صامدا وشامخا جسورا تتحدى الأعداء رغم كثرتهم حتى تقهقهوا أمام زحف جيش المجاهدين وثورة شعب العراق
المتصاعدة.
لقد رفضت كل المساومات رغم التحديات المميتة كما رفضها رفاقك في سجون الاحتلال وكما رفضها الشهيد صدام حسين الذي اعتلى المشنقة بكل كبرياء وتحدي. هكذا كنت كنت خير خلف لخير سلف.
لقد أحرزتم تقدما كبيرا في عملية تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي مما جعل الرئيس الأمريكي ترامب يصرح بأن غزو واحتلال العراق كان خطيئة وكارثة كبيرة.
وكان سلفه الرئيس أوباما قد اضطر لسحب القوات الأمريكية في نهاية عام ٢٠١١، وسوف يواصل رفاقك والشعب العراقي الثائر عملية تحرير الوطن الجريح من الاحتلال الفارسي البغيض وسينجحون بذلك طبقا لمنطق التأريخ.
تم قرير العين يا شيخ المجاهدين.
عزاؤنا في فقدك هو أن البعث اليوم رغم كل محاولات الاجتثاث الفاشية التي ليس فيها ذرة من العدالة والإنسانية هو أقوى في نفوس وقلوب الجماهير العربية من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي بعد أن ثبت للجميع أن البعث وتجربته في العراق هم قدوة الأمة العربية وسندها وسدها المنيع لبوابتها الشرقية ضد صنوف التآمر والعدوان والتدخلات القادمة من ايران وضد التمدد الايراني في عموم المنطقة.
* نعاهدك يا شيخ المجاهدين بأننا سنحمي ارثك النضالي وانجازاتك الوطنية وسنبقى متمسكين بمبادئنا وهويتنا العراقية الجامعة، ولن نتراجع عن التحرير الكامل الناجز واسترجاع الوطن السليب مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
* النصر الحاسم لثورة شعبنا العراقي الأبي.
* نتقدم الى القيادتين القومية والقطرية والى جميع الرفاق الأعزاء بأحر التعازي والمواساة بوفاة الأمين العام شيخ المجاهدين.
* ونتقدم الى عائلة الفقيد الكريمة وذويه ومحبيه بأحر التعازي والمواساة سائلين ألله تبارك وتعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل.
* اللهم اغفر لفقيدنا الغالي وأدخله في رحمتك الواسعة في جنات الخلد والنعيم مع الأنبياء والصديقين والشهداء
إنا لله وإنا إليه راجعون
التوقيع:
المنظمة العالمية للمغتربين العراقيين- ألمانيا
رئاسة المنظمة.
المغتربون العراقيون في ألمانيا ينعون القائد المرحوم عزة إبراهيم
