الولاء المؤقت والحقد الدفين
الفرس في بلدان الخليج
••••
هجرة الفرس وادعاءهم أنهم أحفاد قبائل عربية ليس خطيرا فحسب، بل هو أكبر خدعة تتعرض لها دول الخليج العربي التي أجبرت على تجنيس هؤلاء لملء الفراغ في بعض الوظائف الذي أعقب إكتشاف النفط.
وخطورة الهجرة الإيرانية لدول الخليج العربي دينية وفكرية، فهم خرجوا بعد أن حملوا فكر الثورة وتشبعوا بالعنصرية المقيتة بين السنه والشيعه والليبرالية منذ ما قبل عصر الشاه مروًا بنظام الملالي.
سنبني في هذا المقال فرضية للأسف أنها واقع ستراه دول الخليج العربي عاجلًا أو آجلًا، فدعونا نبدأ بها عبر افتراض أن إيران عادت قوة اقتصادية وظهر فيها ازدهار حضاري وفكري ورفعت عنها القيود الدولية والحظر!.
فماذا تتوقع من مدعي الولاءات في دول الخليج العربي وأصحاب الوفاء المؤقت!؟.
وماذا لو هبطت اقتصادات الإمارات والسعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان ودخلنا في عصر الضرائب العالية وانخفاض الرواتب وغلاء المعيشة وترافق ذلك مع تغير ايراني كامل في أسلوب الحكم ورافقه ازدهار وارتفاع في الدخول مع دعوة ايران لأبنائها بالعودة!؟.
ماذا تتوقع؟!.
بلا شك سيعود الايراني إلى وطنه، أو سيحج لها في كل موسم وكل عطلة كبداية، وبعدها يبدأ في شراء العقار والمحلات وتأسيس الشركات لتسهيل العودة الوطن الام، فإيران العظمى هي حلم أبناء فارس، فهم لم يتركوا إيران بمزاجهم بل كانوا مغصوبين ولم يذهبوا إلا وهم يحملون حلم العودة، ولذلك هم لم يستوطنوا دولة إلا وحولوها لإيران فكانت لغتهم الأم هي لغة البيت والحارة وتزوجوا من بعضهم البعض، وساعدوا بعضهم البعض فكونوا لوبيات عنصرية استهدفت السكان الأصليين في دول الخليج العربية سيطرت على تجارته وحتى مفاصل المؤسسات الحكومية والعسكرية وعملوا على مسخ صورة الدول حتى أصبحت المطاعم إيرانية والمعابد على شكل معابد طائفتهم في طهران وبنوا المدارس والمستشفيات الخاصة بهم وأسسوا حتى صحفهم التي أصبحت تملأ ارفف المكتبات، واجتهدوا بعمل منابر ومنصات إعلامية وفضائيات غايتها الترويج للفرسنة والدس على العرب، وتنحاز لعنصريتهم، وتعمل على ضرب المجتمع وتفكيكه مع استيطان مناطق بعينها.
وإذا نظرنا للحالة في الغرب والتي تشكو من أن العرب عليهم الاندماج في المجتمعات الغربية أكثر فالحالة الخليجية مريضة بكل ما تعنيه الكلمة، فهؤلاء لم ولن يندمجوا بل خلقوا دولة داخل دول الخليج ووجدوا ضعاف نفوس واستطاعوا ترويضهم ليصبحوا فارسيين أكثر من الفرس ويغدوا (ملاليين) أكثر من الملالي ذاتهم وهذا ما وجدناه في دول بعينها مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين والكويت الخ، وهنا كانت التهم جاهزة وموجهة ضد الشيعة العرب الذين قاد الكثير منهم هذا الانبطاح لصالح إيران، بل عملوا على تكوين بؤر إرهابية في المنطقة و قادوا الصراع ضد حكوماتهم الخليجية لتتحول المنطقة فعليًا الى منطقة نزاع وتصبح محط أنظار صحف واستخبارات العالم كله، وذلك لفهم الاشكالية ولتحليل الاحداث وتعقبها.
وأعقب إستيطان الفرس دول الخليج العربي دخول مؤسسات وشركات تتبع الملالي وتعمل في تهريب المخدرات وتبييض الأموال والتجارة غير الشرعية وحتى تهريب السلاح، ثم شهدنا محاولات التخريب والتفجير والإرهاب واحتلال الدول ذاتها كما حصل مع لبنان وسورية والعراق واليمن.
وهنا نؤكد أن الكثير من أصحاب الجين الفارسي يشعرون بالعيون تنظر إليهم بنوع من الشك والريبة فقاموا بتأليف الكتب وأشجار الأنساب التي يدعون فيها بأن أصولهم هاشمية أو قرشية وغيرها من القبائل العربية، وبعضهم بدل وغير لقب أسرته وانتحل أسماء بدوية وحتى كُنى القبائل العربية في محاولة للتمويه والإختراق.
نحن اليوم في أزمه ومرحلة متغيرة تظهر فيها جليا أطماع التمدد الفارسي يعاون الفرس في ذلك إنشغال دول الخليج العربي وقواتها العسكرية والأمنية للتصدى لأطماع جماعات الإرهاب كالقاعدة وداعش والإخوان المدعومين أساسًا من إيران ذاتها، وكذلك أطماع الهباهباهبا الاردوغاني التركي، ولا ننسى محاولات إيران وتركية استهداف اسواق المنطقة وضرب اقتصاد سكانها الأصليين بالإغراق الهائل لأسواقنا بمنتوجاتهم وسلعهم.
الخلاصة:
إن الولاءات والوفاءات المؤقتة هي خطر أمني، ومن يراهن ويظن أن أبناء فارس سيساهمون في نمو بلادنا فهو خاطيء أو على الأقل تعرض لعملية خداع وتضليل من مستشارين خونة أو لهم أجندات خاصة، أو حتى هم أنفسهم تم خداعهم.. وحتى في أبسط أنواع حسن الظن سنقول: لقد حسبوها غلط.
دعونا نترقب الزحف الفارسي العكسي من دول الخليج العربي وفي أسوء الاحتمالات زحف عسكري فارسي بدعوى حماية رعاياهم الذين أصبحوا أغلبية في بعض في بعض المناطق وولاؤهم بلا شك لفارس، وفي نفس الوقت دعونا نتذكر أن ونقولها بكل صراحة:
احذروا من أصحاب الولاءات المؤقتة ومدعي الوفاء، وقد صدق السابقون لما قالوا: لا تخف من العقرب……… والباقي لفهمكم العربي النبيه.
الولاء المؤقت والحقد الدفين الفرس في بلدان الخليج
