بغداد العميقة.. الجميلة
بقلم: غيث التميمي
••••••
بغداد مدينة عميقة جدا وهي لا تشبه المدن الحديثة الراكدة، هي مدينة مفعمة بالحياة والهوية، مدينة تشبه نفسها، تشبه أهلها وناسها.
بغداد راقية فخمة ومثقفة وعريقة وشعبية غنية في وقت واحد، وهذه الصفاة لا تجتمع الا في المدن العميقة!.
هذا النوع من المدن التي تجمع بين الهوية والحيوية والثراء والتجدد تحظى باهتمام بالغ من جميع شعوب الارض المحبة للحياة والثقافة والجمال.
بغداد تستحق ما يحظى به نظيراتها من المدن الفريدة على مستوى الادارة الرشيدة والحرص البالغ على الحفاظ على هويتها وبريقها وثقافة أهلها.
بغداد تستحق أن تكون قبلة للسياح والفنانين والمبدعين والمثقفين والتجار والمستثمرين والكتاب والباحثين، لان بغداد قصة الف ليلة وليلة وحكايات علاء الدين وسندباد وابو نواس وهارون الرشيد وبهلول وابن الجنيد والحلاج والكاظم والكيلاني وابو حنيفة وعلي الوردي والكرملي وانور شاؤول والزهاوي.
بغداد قصة “چبيرة” كبيرة بحجم ذاكرتها وتنوع حياة أهلها، بغداد فعلا عراق مصغر باديانه وقومياته ومذاهبه وثقافات شعبه.
بغداد لن تعود جميلة وزاهية طالما يهيمن عليها متطرفون جهلة عنيفون طائفيون عنصريون سراق!.
يجب ان تعود بغداد لنفسها وأهلها وعالمها وضيوفها، لذلك يجب أن يرحل هؤلاء المرتزقة ويتصدى “شعب تشرين العظيم” من علماء ومفكرين ومثقفين واطباء ومهندسين وحملة شهادات عليا ونقابات ومؤسسات وناشطين ورجال دين وعشائر نساء ورجال شيوخ وشباب داخل العراق وخارجه، هذا الشعب المتنوع الجميل المتحمس المبادر.
شعب تشرين الذي جعل صورة الثورة المضرجة بدماء شبابها تبدو جميلة ضاحكة بارعة مبهرة، ابتداء من “ابو التكتك علم” الى الرسوم التي ملأت الشوارع وفرق المسعفين الطبيين واللجان الخدمية والتنسيقيات المنظمة للتظاهرات والاعتصامات!.
هؤلاء الوجه الجميل لبغداد والجيل المتعالي على الكراهية والعنصرية والطائفية والعنف، جيل جميل يريد وطن جميل يليق به.
- هذا جيل بغداد واخواتها وهو جيل المستقبل على الرغم من عثرات كثيرة وتفاصيل لكن النتيجة النهائية الثابتة والواضحة هي الصورة الجميلة لتشرين والتي تشبه صورة بغداد الجميلة.