يوسف علاونة:
مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية) في النظام التشريعي الأميركي يتشكل من 100 عضو (لكل ولاية عضوين) وتتجدد انتخابات ثلثه كل عامين ويرأسه نائب الرئيس وحاليا أغلبيته جمهورية ب 53 نائبا مقابل 47 نائبا للحزب الديمقراطي.
لا يمكن عزل الرئيس الأميركي لأي سبب كان إلا بعد محاكمته أمام مجلس الشيوخ عبر فريقي (ادعاء) لتوجيه الاتهام و (دفاع) لمساندة الرئيس ونفي التهمة عنه وبعد المرافعات والردوديتم التصويت حيث يتطلب لقرار العزل 66 صوتا زائد 1 وهو الأمر المستحيل حاليا!.
حرك الديمقراطيون الذين يهيمنون على الغرفة الثانية (مجلس النواب) الإجراء الحالي بعد محاولات مستميتة سابقة على خلفية مسألة التدخل الروسي بالانتخابات، لكن المسألة أخذت بعدا آخر بعد مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الأوكراني اعتبرت استغلالا للنفوذ للتأثير
بالانتخابات.
اتهم الديمقراطيون الرئيس استغلال منصبه لاتخاذ إجراء من أوكرانيا ضد ابن منافسه جو بايدن في الانتخابات المقبلة على قضية فساد مثارة في كييف، ثم تم تعليق مساعدات أقرها الكونغرس لأوكرانيا.. ونفى ترامب التهمة وقام بنشر المحادثة الهاتفية مع الرئيس الأوكراني.
وقد أصدر مكتب المحاسبة قرارا يفيد بأن البيت الأبيض انتهك القانون بحجب 214 مليون دولار أقرها الكونغرس لمساعدة جيش أوكرانيا!.
وهذا الملف يضاف إلى تقرير الادعاء الديمقراطي حيث يتوجب على ترامب الإجابة خلال المحاكمة على اتهامين، الأول إساءة استخدام السلطة والثاني عرقلة عمل الكونغرس.
وقال بيان لمكتب المحاسبة (الحكومي) إن لدى الرئيس صلاحيات ضيقة ومحدودة لتعليق أموال أقرها الكونغرس.
وأضاف البيان بأن مسؤولي الموازنة في البيت الأبيض أشاروا إلى أنهم علّقوا الأموال لضمان أنها لن تصرف بطريقة من شأنها أن تعارض السياسة الخارجية للرئيس ترامب.
أوكراني من جانبها كما الحالة الروسية (في قضية التدخل الانتخابي) منزعجة من الزج بها بالصراع الداخلي الأميركي فهي تعتمد كثيرا على المساعدة الأميركية في مواجهة موسكو.
وقد دعا وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو الأمريكيين إلى عدم جر بلاده نحو الصراع الداخلي!.
وقال بريستايكو “لا علاقة لنا بمقاضاة الرئيس أو عزله.. لقد تم ذكر هذا الموضوع كثيرا، وقد سئمنا منه ومن فضلكم لا تجرونا إلى الأحداث السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، وهذا الكلام موجه ليس للصحفيين، ولكن للمسؤولين في الولايات المتحدة”!.
وكان مجلس النواب الأميركي قدم في 20 يناير رده على رد ترامب بشأن استدعاء مجلس الشيوخ له لمحاكمته، ودعت مذكرة الرئيس إلى الرفض الفوري لبندي الاتهام.. وابتداء من 21 يناير كان أمام مجلس النواب حتى الخامسة مساء (جرينتش) تقديم مذكرة اعتراض على مذكرة البيت الأبيض.
وتبدأ المحاكمة الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي السادسة (جرينتش) وتستمر ستة أيام أسبوعيا ويدفع الجمهوريون في مجلس الشيوخ للتصويت ابتداء على قواعد تنظم المرحلة الأولى من المحاكمة، وإبقاء خيار التصويت مفتوحًا فيما بعد بشأن ما إذا كان يجب استدعاء شهود وتقديم أدلة جديدة.
ومتوقع بل طبيعي أن يضغط الديمقراطيون من أجل استدعاء شهود لكن عند الاتفاق على القواعد سيبدأ فريق الادعاء بطرح حججه ضد ترامب ثم مرافعات الجمهوريين، وفي الشكل العام فإن كل مجلس الشوخ يتحول إلى ما يشبه نظام (المحلفين) في القضاء الأميركي حيث الادعاء والدفاع يعينه على القرار.
في المرحلة اللاحقة سيعطى الأعضاء وقتا لتقديم أسئلة لكل من المدعين والمدافعين وسيواصل الديمقراطيون الضغط من أجل أن يدلي شهود بأقوالهم وقد يعقب ذلك عمليات تصويت لتقديم المرافعات النهائية إذا لم توافق غالبية مجلس الشيوخ على الشهود.
وفي الرابع من فبراير سيلقي الرئيس ترامب خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس.
تنويرات حول محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ
