جذور العلاقات الراسخة بين جماعة الإخوان المسلمين وولاية الفقيه الإيرانية

تقارير

بقلم: يوسف علاونة

بات غير خافٍ على كل مسلم عاقل من همالرافضة وما هي معتقداتهم، وما هو أثرهم علىمجتمعات أهل السنة وحياتهم وأمنهمواستقرارهم وخصوصا أتباع ما سموها (ولايةالفقيه) التي أطلقها (آية الله) الخميني لتكونعنوان الهجمة الرافضية في قومتها الجديدةضد الأمة.

‏‏ولم يعد خافيا على أحد الآن أن من معتقداتالرافضة: تحريف القرآن وإنكار السنة وتكفيرالصحابة واتهام أم المؤمنين عائشة رضي اللهعنها بالزنا، بل هم يكفرون أهل السنة قاطبةويؤمنون باستباحة دمائهم وأموالهموأعراضهم إلى غير ذلك من العقائد المسطورةفي كتبهم، والمتكررة على ألسنة علمائهم.

أما واقعيا فقد بات العدو الرافضي أخطر علىالمسلمين من اليهود والنصارى، وجرائمه قديماوحديثا خير شاهد على ذلك، ‏‏‏وها نحن اليوم فيمرحلة مفترق الطرق، فإما حياة وإما موت..مرحلة إثبات وجود، ولا مجال لإمساك العصافيها من المنتصف، بعد أن انكشفت الأستاروانفضحت الأكاذيب وكشر المجوس عنأنيابهم، في عصر نشوتهم الغارقة بدماءالأبرياء من النساء والأطفال في المدنالمستباحة الأمر الذي يتطلب وقفة صدق وقولةحق، فالأمر جلل، ولا مجال فيه للتراخي أوالفرقة والحزبية، ولا متسع فيه للتردد عنالاصطفاف حيثما يأمرنا الله.

في خضم هذه الأهوال العظام والأحداث الجسامبرزت جماعة قد سلكت مسلكا خالفت فيهالمسلمين قديما وحديثا، ألا وهي جماعةالإخوان المسلمين والتي اتخذت منهجا مسالماللرافضة، بل في كثير من الأوقات مؤيدا، خفيةأو جهرة ‏‏ولا يستغرب هذا فسياسة الغزل الرقيقبين الإخوان وإيران قديمة وليست وليدة اليوم،وسنستعرضها فيما يأتي:

وقبل استعراضها لا بد من التنبيه على أمرين..أولهما أننا لا نظلم الإخوان أو نفتري عليهمفأخطاؤهم قد عمت وطمت وطغت وغمّت.

الثاني: أن ضلال جماعة الإخوان الفكريوالسياسي لا يجني عليهم فحسب بل فيه جنايةكبرى على أمة الإسلام والمسلمين بالنظرلاتساع حجمهم ودورهم.

في المبتدأ يقول عمر التلمساني المرشد الأسبقللإخوان: لا أعرف أحدا من الإخوان في العالميهاجم إيران

‏* المصدر: مجلة الكرسنت الإسلامية كندا عدد16/12/1984 وأيضا دعا التلمساني للتقاربمع الشيعة وكتب مقالا في مجلة الدعوة العدد105 يوليو 1985 بعنوان:

‏شيعة وسنة.. خلص فيه إلى أننا جميعامسلمون!.

وصرح محمد مهدي عاكف في 28 يناير 1982لوكالة الأنباء الإيرانية أن الإخوان يؤيدونأفكار ومفاهيم الجمهورية الإسلامية، وقبل ذلكشجع حسن البنا مؤسس الجماعة دعوةالتقريب مع الشيعة، وكان من المؤيدين لجماعةالتقريب في مصر.

وعاكس البنا في هذا أستاذه محب الدينالخطيب الذي كان من أوائل المدركين للخطرالشيعي، وألف كتابه الخطوط العريضة لمذهبالشيعة.

وقد بين الدكتور إسحق موسى في كتابهالإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلاميةالحديثة ص 15، أن بعض الطلاب الشيعة الذينكانوا يدرسون في مصر (من بلدان مختلفة) قدانضموا إلى جماعة الإخوان المسلمينوانخرطوا في نشاطاتها، وجاء في كتاب:الطريق إلى الجماعة الأم ص 135-136 بيانجهود حسن البنا في التقريب بين السنةوالشيعة ‏‏لإلغاء جميع مظاهر الخلاف بينهما.

وهنا نقول: هل كفريات الرافضة هي مجردخلافات فقهية يجب التجاوز عنها؟!

وقد انعكس هذا على تصريحات سياسييالجماعة فيقول خالد مشعل: الخميني رجل أحياالله به أمة وأزال به عرش الطاغوت، أشرقكالشمس في رابعة النهار!.. ليبدد به ظلماتالظالمين والمستكبرين وينير به دروبالمستضعفين والحائرين، وتعجز الكلمات أنتوفيه حقه في التقدير!

‏‏* المصدر: موقع المعهد العربي للدراساتوالبحوث الاستراتيجية.

ونقول: وماذا أبقى خالد مشعل للنبي صلى اللهعليه وسلم من أوصاف؟!.

في الجزء الغربي من الجماعة اعتبر راشدالغنوشي أن حركة الخميني في إيران تمثلالإسلام الشامل وذلك في كتاب. الحركةالإسلامية والتحديث ص17.

وفي الجزء الشرقي قال أبو الأعلى المودوديلمجلة الدعوة العدد 19 أغسطس 1979: ثورةالخميني ثورة إسلامية والقائمون عليها همجماعة إسلامية!

وأكد (المودودي) أيضا أن على جميع المسلمينعامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذهالثورة وتتعاون معها في جميع المجالات.

أما مجلة المجتمع الناطقة عامة بلسانالجماعات الإخوانية عبرت عن الحزن لوفاةمرجع شيعي بالعدد 478 بتاريخ 29/4/1980ص 15 وتحت عنوان خسارة علمية!

واعتبرت المجلة أن الشيخ محمد باقر الصدرهو أحد أبرز المراجع العلمية المعاصرينللمذهب الجعفري، وقالت إنه أحد أبرز المفكرينالإسلاميين الذين برزوا من فقهاء المذهبالجعفري، وذكرت أن له كتابات إسلامية جيدة.

وقال الكاتب: نرى أن في فقدان الشيخ الصدرخسارة لثروة علمية كان وجودها يثري المكتبةالعربية والإسلامية.

وكرئيس لتحرير المجلة كتب الأستاذ الدكتورإسماعيل الشطي: وبما أن الشيعة الإمامية منالأمة المسلمة والملة المحمدية فمناصرتهموتأييدهم واجب ‏‏ألفت هنا إلى أن الشطي كان(سابقا) أحد رموز الإخوان ورئيس تحريرالمجلة لسنوات والتي عدت دائما لسان حالجمعية الاصلاح الاجتماعي في الكويت، ولا بدأن أسجل هنا أيضا أن فكر الدكتور الشطيتحول كثيرا بعد ذلك ووجه انتقادات شديدة إلىالجماعة.

ومعلوم أن جماعة الإخوان وقفت مع ثورةالخميني الرافضية بل كان بعض الإخوان باليمنوغيرها له بيعة في عنقه للخميني، وقال مهديعاكف في أثناء مقابلته على قناة المنارالرافضية: من أول يوم وأنا دعوت إلى نصرةحزب الله.

قال: لأن مبدأ الإخوان المسلمين أننا أمة واحدةنعبد ربا واحدا ولنا قرآن واحد ورسول واحدوقبلة واحدة.

‏‏ونقول: أخطأ مهدي عاكف في زعمه هذا فنحنلا نشترك مع الرافضة في شيء مما ذكر وشرحذلك يطول.

‏‏* للمزيد مما يدور في ذات الرحى، راجع كتابالإخوان المسلمون الوجه الآخر ص 62-64الفصل العاشر لعلي الحذيفي.

وقد اعتبر علي أكبر ولايتي، وزير الخارجيةالإيراني الأسبق أن الإخوان المسلمين همالأقرب إلى طهران بين كافة المجموعاتالإسلامية، وجاءت تصريحات ولايتي خلالكلمة ألقاها في الحوزة الدينية في جامعة العلومالإسلامية بمدينة مشهد شمال شرق إيران.

يذكر أن التعاون بين كبار مسؤولي إيران(المراجع الدينية المعروفة) وقيادات جماعةالإخوان يعود إلى خمسينيات القرن الماضي،وذلك عندما قام مجتبى نواب صفوي في مطلعالخمسينيات بزيارة القاهرة والالتقاء بقادةالإخوان حينذاك قبل اصطدام الجماعة مع نظامجمال عبدالناصر ‏‏وقد كان بين (المرشد العامللجماعة) سيد قطب وزعماء من إيران مثلنواب صفوي علاقات وثيقة ودعاه إلى زيارةمصر عام 1954 ولبى دعوته، ومقاطع الفيديووالصور لزيارات قادة من جماعة الإخوانلإيران أكثر من أن تعد أو تحصر، والمواقعطافحة بذلك، ومن تلكم: زيارة إسماعيل هنية(رئيس حماس حاليا) وسلفه خالد مشعل لإيرانوقراءة الفاتحة على قبر الخميني، والاجتماعبكبار مسؤولي إيران، وكذلك زيارة خالد مشعللمجرم وذابح أطفال سورية حسن نصر الله فيبيروت والاجتماع مع قادة الحزب آنذاكومسؤولين من إيران ‏‏وكذلك زيارة الإخوانيالبارز كمال الهلباوي لإيران واجتماعه معالخامنئي مع وفد كبير من جماعة الإخوانالمصريين.

ومن جملة ما قال كمال الهلباوي آنذاك: تعلمنامن الإمام الخميني كما تعلمنا من الإمام حسنالبنا!.

وكذلك أقوال أكبر فقهاء الجماعة الشيخ يوسفالقرضاوي المؤيدة لإيران وترحمه علىالخميني وقوله في مقطع: إن إيران طبقتالشريعة.

‏* يجب تسجيل أن الشيخ القرضاوي اتهم إيرانبمحاولة نشر التشيع واستنكر هذا وتراجع عنبعض تصريحاته المؤيدة لإيران.

وما سبق ليس غير غيض من فيض وفيالجعبة الكثير، وقد اقتصرت قليلا تخفيفا عنالقارئ الكريم لكن مدح رجالات الإخوانللخمينية كدس كبير ‏‏وإن المقصد من كل ماسبق من إيجاز هو بيان منهج جماعة الإخوانوسياستها التقاربية مع إيران قديما وحديثا.

ومن المؤسف بعد كل هذه الجرائم من إيرانوأتباعها وهول الدمار الذي أحدثته في العراقوالشام وغيرها أن تكون بوابة إيران لجماعةالإخوان أو غيرها من دول أو جماعاتوتوجهات أقرب من بوابة المملكة العربيةالسعودية والتي كانت وما زالت سدا منيعا ‏فيوجه المد الإيراني المسكون بوهم الهديالإرهابي الدموي وجعل ذلك مبررا للتوغلالرافضي سياسيا وعسكريا ودينيا، ‏فهل أصبحتأمة عبّاد العبيد والحجاج إلى القبور أقرب إلىهذه الدولة الحاضنة للإخوان من أمة الإسلامالخالص.. دين التوحيد؟!

إن هذا الحال المأساوي الذي تلزمنا فيه جماعةالإخوان ليس له غير قول: وظلم ذوي القربىأشد مضاضة.. على النفس من وقع الحسامالمهندِ.

وختاما أسأل الله تعالى أن يهدي ولاة هذه الدولةالسعودية وكافة ولاة أمور بلاد الإسلام للحقوالهدى وأن يكونوا سيفا مع إخوانهم ضدأعدائهم ‏‏وأسأله سبحانه إنه نعم المولى أنيجمع كلمتهم على الحق خدمة لدينهموشعوبهم، وأن يهزم دول