جرائم القتل المدني لأسباب سياسية
ماجد الأمين
••••
الصدرية طائفة دينية إمامية تاسست بإسم سيد محمد بن سيد محمد صادق بن سيد محمد مهدي بن سيد اسماعيل بن سيد صدر الدين (والسيد صدر الدين الجد الذي نشأ وتوفى في اصفهان ايران من اسمه المركب نُحت اسم الصدر عبر حذف الدين وابقاء صدر مع ال التعريف “الصدر”).
في السنين الأخيرة أعلن سيد مقتدى وهو ابن سيد محمد الصدر واتباعه اعتبار سيد محمد الصدر اماما معصوم بالاكتساب وبهذا يعتبر إمامهم الثالث عشر المعصوم بالعصمة المكتسبة.
هذه الطائفة تتعاطى وتمزج الدين بالسياسة، وبهذه فهي تختلف عن المرجعية الإمامية العليا للطائفة الشيعية في العالم ومقرها النجف ومرجعها سيد علي السيستاني.
وقد خاض اتباع الصدرية صراعات مع اتباع السيستاني بعضها مسلح بعد سقوط نظام الحكم برئاسة صدام حسين.
بعد سقوط بغداد بيد قوات التحالف يوم ٩ نيسان ٢٠٠٣ سجلت أول عملية اغتيال أو قتل مدنية باسباب سياسية يوم ١٠ نيسان ٢٠٠٣ قام بها اتباع الصدرية وكان الضحايا ثلاث منهم مجيد الخوئي ابن مرجع الطائفة الإمامية العالمية السابق ومعه اثنان من رفاقه وفي أقدس مكان لدى الشيعة الإمامية، وهو قبر علي بين ابي طالب رضي الله عنه في النجف الاشرف.
ومنذ اكثر من ١٧ عاما يعرف عن هذه الطائفة تنظيمها المتنوع: ديني وحوزوي مراقد عسكري أمني ثقافي وسياسي وطبعا مالي متعدد قد يكون أهمها أموال الدولة العراقية المتهم التيار كغيره بالاستحواذ غير الشرعي (عبر الفساد المعروف).
بعد مقتل مجيد الخوئي وصحبه صدرت مذكرات القاء قبض بحق عدد من الصدريين منهم مقتدى مما أدى إلى حدوث اصطدامات مسلحة في النجف ومدن أخرى، وأسس جيش المهدي الذي تبنى شعار مقاومة المحتل وتفرعت من هذا الجيش لاحقا مجاميع عسكرية أو مليشيات عقائدية عديدة وبمجموعها ومعهم الصدرية التابعين لمقتدى تعتبر هي السلطة الفعلية للدولة العراقية الفاشلة “كما يتضح من مسيرتها”.
ورغم الشعارات التي يرفعها زعيم الصدرية عن إصلاح ومواطنة عراقية وقبول باللعبة الديمقراطية، لكن الصدريين لا يخفون منهجهم الديني الذي يعتبر أصوليا متشددا حيث لم يخفوا رغبتهم بتحديد سلوكيات الدولة والمجتمع سياسيا وأخلاقيًا وادارة بضوء فكر محمد الصدر باعتباره إماما معصوما واعتبار المختلف معهم فاحش متهتك ملحد وينطوي على تهديد للدين الاسلامي وعمالة سياسية للغرب وامريكا!.
عام ٢٠٠٨ قامت الحكومة العراقية ورئيس وزراءها حين ذاك نوري المالكي بطرد الطائفة الصدرية من الهيمنة الفعلية على العديد من المدن العراقية في الوسط والجنوب بحملة سميت صولة الفرسان والتي انتهت بحل جيش المهدي، لكن قوة الصدرية العسكرية والأمنية بقيت منتظمة سريا حتى ظهرت بشكل علني باسم سرايا السلام عام ٢٠١٤، وهذا العام ٢٠٢٠ دخلت الطائفة الصدرية في مرحلة صدام شديد وربما وجودي مع مفهوم الدولة الحديثة الديمقراطية عبر تأليه علني للقائد وصحة تغريداته بإطلاق بل وصل الأمر بهم وبمستويات عليا في الدولة والبرلمان الى اعتماد طاعة سريعة شاملة لتغريدات مقتدى ولشخصية مجهولة الهوية باسم الحاج صالح ومطالبة الحكومة باعتمادها كبرنامج للحكم، وتسمية العراق باسم الصدر (عراق الصدر) بعد ان استبدلوا بالقوة أسماء جميع المستشفيات والمعالم والمدن السابقة التي كانت تحمل اسم القادة السابقين باسم الصدر وكأنه تمثل لمنهج الشمولية السابقة.
ويوم ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠ شهدت ولا تزال تشهد الناصرية وذي قار عموما هجوما عنيفا من قبل الصدرية بغرض فرض إرادتهم المعلنة للهيمنة الكاملة على الشوارع تمهيدا لاستلام الحكم في الإنتخابات المقبلة كما يعلنون.
وتستمر عملية القتل المدني لأسباب سياسية بيد الصدرية في الناصرية حيث قتل عدد من الشباب وجرح آخرين.
جريمة القتل والشروع بالقتل المدني لأسباب سياسية تعتبر عالميا من اخطر الجرائم بمقياس القانون والسياسة المعاصرة ويعتبر منفذيها من مجرمي الحروب والابادة الجماعية.