حقيقة خيانة تركية للسعودية

مقالات

حقيقة خيانة تركية للسعودية

د. أحمد الطارش الفيفي

••••

كان الإعلام القطري والإخواني يشيع أن السعودية أخلت بالاتفاق الموقع عام 2016م، في حين لم يسجل التاريخ أي خيانة على السعودية لأي اتفاقية مهما كانت، حتى مع دولة صغيرة، فما بالك بدولة تظن السعودية أنها ستقوي مواقف المسلمين السنة في الصراع الدائر!؟.

كنا نحسن الظن بالرئيس رجب أردوغان وحزبه بسبب توجههم الإسلامي الذي نراه دون أن ندخل في النوايا على ما في هذا التوجه من انطباعات شكلية بعيدة في أحيان كثيرة عن جوهر الإسلام، ولاسيما وأن الصراع مع إيران يمثل تكتلاً دينياً شيعياً، وظننا فيهم الصدق لبلدهم ولمواقف أمتهم، لكنهم كغيرهم من المسؤولين الأتراك في العنجهية والصلف كلما حازوا منصباً، والتاريخ خير شاهد، لكن الغريب أنهم لم يراعوا حتى المصلحة التركية من خلال هذه الاتفاقية.

الخيانة التركية تثبت أن اعتراف أردوغان بأنه اليد المنفذة لمشروع الشرق الأوسط الجديد حقيقي، ولم يكن يلوح به إلا استجداءً للغرب بعد فشل المشروع الذي لا زالت تركيا متمسكة به رغم هذا الفشل، وهي صفقة القرن الحقيقة، ويبدو أنه ظن أن الاتفاق مع السعودية سيعطيه غطاءً لتلك الخيانة، في حين أن ضربه بالصلحة الاقتصادية التركية مع السعودية عرض الحائط ليس لمصلحة مع دولة صغيرة جداً كقطر، بل لأنه كان يحلم بأشياء أكبر بعد بترول سورية والعراق وهي الغاز والبترول الليبي، والسيطرة على قناة السويس من خلال بيع الإخوان له خيرات مصر كما باعوا خيرات ليبيا فيما لو استمروا في حكم مصر، وهذا خير له من مليارات ستجنيها تركية بالحلال من خلال السياحة والسوق السعودية، وربما أنه اعتقد بإمكانية عودة الإخوان لحكم مصر، أو ربما يتم السكوت عنه لالتهام ليبيا.

السعودية دولة صادقة ثابتة تتساقط الدول التي تخونها كالأوراق اليابسة، بينما الشجرة الطيبة أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء، وما حدث في أزمة البترول الحالية من إرضاخ دول كبرى في سوق النفط خير دليل على قوة وثبات السعودية عندما يتم المساس بكرامتها على أرض الواقع، أما النعيق الإعلامي فلا يتم الالتفات له، وهذا حال العظماء.