ردا على هوجة المزايدات المضادة للإمارات
بقلم: العميد حسن ابراهيم العيسى النعيمي
••••
أولاً: لقد تابعت باهتمام بالغ ردود الفعل العربية الإنفعالية والعاطفية من الجماهير العربية المضللة وذلك لأن العقل العربي في إجازة، وسمعت تعالي صرخات الخونة وأصحاب الأجندات المعادية للعرب الذين يريدون استكمال مخطط تدمير الدول العربية والذي أرادت دولة الامارات ايقافه بإقامتها علاقات رسمية واضحة ومعلنة مع اسرائيل وتحقيق أهداف عدة أهمها تحريك المياه الراكدة حول قضية فلسطين وفتح أفاق جديدة لإيجاد حلول عادلة والحفاظ على الحد الأدنى من الحقوق العربية وإيقاف التوسع في مشاريع الاستيطان الاسرائيلية ليتبقى للعرب شيئاً يمكنهم التفاوض بشأنه مستقبلاً، ولدعم حظوظ ترامب في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن وقطع الطريق عليه، لأنه معادي للعرب وقضاياهم والذي سيكمل بدون شك المخطط الشيطاني الذي بدأه أوباما لتدمير ما تبقى من الدول العربية في حال نجح في الانتخابات.
إن قضية فلسطين مر عليها حوالي سبعين سنة دون تحقيق تقدم يذكر فيها، بل على العكس من ذلك فإن العرب من خلال مواقفهم المتشدده الغير مدروسة وانفعالاتهم العاطفية خسروا تدريجياً الكثير عبر تلك الحقبة الزمنية الطويلة وقدموا الكثير من التنازلات نتيجة للتفكير العاطفي والشعارات الفارغة دون إعمال العقل وفهم واقعهم وملابسات قضيتهم، كما خسروا تأييد العالم لهم وانحياز الكل تدريجياً لإسرائيل.
ثانياً: وأمام اختلال ميزان القوى بين العرب واسرائيل لصالح اسرائل لابد من خطوة قوية وجريئة تعمل على ايقاف المزيد من التدهور في الأوضاع العربية على كل الصعد، فالحجارة الفلسطينية لا تقوى أمام ترسانة الأسلحة المتطورة جداً والسلاح النووي الاسرائيلي ولا يمكنها تحرير شبر من الأرض الفلسطينية ولا حتى التأثير على اسرائيل كدولة عصرية متقدمة في كل المجالات، وكان الأمل الوحيد معقوداً على الجيوش العربية، ولكن تآمر أعداء الأمة من الفرس والترك والخونة من العرب أصحاب اللوثة العقلية والأوهام العقائدية والمذهبية مثل التنظيمات المتطرفة كالأخوان المسلمين الذين هم مستعدين لعمل كل شيء في سبيل الوصول للسلطة، وحركة حماس التي امتهنت الخيانة، والعرب الذين أدمنوا العمالة لأعداء الأمة حتى الثمالة كالنظام القطري المارق والسلطة الفلسطينية اللاهثة خلف ابتزاز الدول الخليجية لتحقيق الثراء الفاحش لقادتها.
إن محور الشر هذا بدلاً من أن يوجه سهامه لاستعادة الحقوق العربية والفلسطينية منها، فقد عمل على تفتيت الدول العربية واحدة تلو الأخرى والقضاء على الجيوش العربية بل الأنظمة العربية ومؤسساتها في سوريا والعراق واليمن وليبيا التي ذابت تحت ضربات محور الشر ومؤامراته، ولولا يقظة أجهزة المخابرات المصرية وادراك قادة الإمارات والسعودية والبحرين بخطورة الموقف والتحرك لإيقاف سقوط مصر وكشف ذلك المخطط الجهنمي وإيقاف تمدده لبقية الدول العربية.
ثالثاً: إن العالم مر في السنوات الأخيرة بتحولات كبيرة وخطيرة أهمها الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم اليوم والآثار التي خلفتها جائحة كورونا خاصة النفسية والاقتصادية مما زاد الأوضاع تعقيداً وأضر بالعالم دولاً وجماعات وأفراد، الأمر الذي يفرض تعاون جميع الدول لاجتياز هذه الحقبة الخطيرة من الزمان، والاسهام في إعادة تشكيل النظام العالمي وتوازناته وتحالفاته على أسس من العدالة والأخلاق السامية التي تحفظ للانسان انسانيته وكرامته.
ودولة الامارات كدولة عصرية ومن خلال وعي قادتها ومؤسساتها المتطورة والمسؤولين فيها ودراستهم المتعمقة للوضع الدولي والإقليمي القائم واستشرافهم للمستقبل وجدوا في الإقدام على خطوة اقامة علاقات رسمية مع اسرائيل ضرورة لابد منها في الوقت الحاضر للاستفادة من التقدم العلمي والتقني والاقتصادي الذي وصلت اليه اسرائيل ، ولتلبية حاجة اسرائيل للتعاون الاقتصادي مع الامارات المتقدمة اقتصادياً مقابل تقديم بعض التنازلات الحقيقية عن بعض الحقوق العربية ولأول مرة في تاريخها من أجل أن يلتقط العرب أنفاسهم والتفكير الواعي والجاد في الخطوات المقبلة بعد اللهاث خلف الأوهام والجري خلف المضللين والمنافقين والمنتفعين وأصحاب الأجندات المعادية للعرب وقضاياهم المصيرية لسنوات طويلة.
ودولة الإمارات العربية المتحدة لديها رؤية واضحة، وتخطو خطوات واثقة وواعية وجادة لتحقيق مصالحها ومصالح الدول العربية والاسهام بفعالية قصوى في استعادة الحقوق العربية الممكنة بالمفاوضات والتعاون وتبادل المنفعة مع اسرائيل، ولا تلتفت الى الأصوات النشاز هنا وهناك والتي ترمي لتحقيق أجندات أعداء الأمة العربية.