رضي الله عن سيدنا علي ورضي الله عن سيدنا معاوية
يوسف علاونة:
••••
طرح الدكتور طه الدليمي كلمة جميلة بدد فيها أكذوبة تتلمذ الفقهاء على جعفر الصادق، التي خرج بها الفرس من قوقعة العلم وحملوا ذلك إلى قوقعة الثقافة المجتمعية، ما يدعونا نحن (الأمة) إلى تفعيل إخراج المسألة من حلقة العلم إلى حلقة الثقافة، وهو ما يحتاج إلى إعلام منتبه وجهد مثابر عليه وانتباه لغاية التصحيح واستلام راية الإمامة الحقيقية من جديد ولنقول ذهب زمانهم وأقبل زماننا.
وقد علق على هذا الأستاذ ماجد العنزي قائلا: تقرر عند علماء السنة أن الكثير مما روي في الفتنة لم يثبت وغالبه طعن ظاهر والقليل صحيح وليس فيه منقصة، وهو الذي ذكره أهل العلم في كتبهم كثيرا وكان أفضل من تكلم في هذا ابوبكر بن العربي في العواصم، ولذلك جاء إجماع علماء السنة في الإمساك عما شجر بين الصحابة حتى تحصل سلامة الصدر.
وأضاف متداخل آخر هو المغرد (عروة بن الورد) بأن إمساك العلماء عن الحديث فيما جرى بين الصحابة، ترك المجال واسعا للشيعة ليزوروا ويختلقوا الأكاذيب.. وفي عالم الإعلام لا تواجه الكذبة بالصمت لأن ذلك يعزز رواجها ويجعل الناس تصدقها، وخير مثال على ذلك خروج سيدنا الحسين رضي الله عنه على يزيد بن معاوية الكثير من أهل السنة يسميها ثورة ويبارك هذا الخروج وكأنهم شيعة!.
وكنت كتبت مشيدا بالفكرة الفكرة الرائعة التي ذكرها الدكتور طه الدليمي من استخدام الإعلام لتحويل العلم المحصور بين اروقة العلماء إلى ثقافة سائدة في المجتمع، وأن كلامه مهم وفي محلة.. وقلت ألا ترى الناس غالبهم بل بعض طلبة العلم يجهلون الكثير عن مسائل شرعية حسمت من مئات السنين ولاسبب في ذلك إلا عدم إشاعتها بين الناس.
وأضفت:
خذ على سبيل المثال جواز الصلح مع اليهود وأن أحكامة يقدرها الإمام حسب المصلحة والصلح يجوز سواء كان مطلقا أو مقيدا بزمن، وغالب عقود الصلح التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت مطلقة وغالبها جاء قبل المبادأة بالحرب.
وخذ مثلا تحريم الخروج على الحاكم المسلم الفاسق، ووجود طاعة الحاكم المسلم وإن كان متغلبا بالسيف.
وخذ على سبيل المثال تحريم الجهاد إن لم يكن هناك راية فلاجهاد إلا تحت راية حاكم وإلا صار قتال فتنة.
وخذ مثلا مسائل البغاة والخوارج، ومسائل الخلاف بين الصحابة وماشجر بينهم.. كل هذه كان المفروض نقلها كثقافة عام بين الناس لنشر العقيدة الصحيح وتبيان وتوضيح صحة الإعتقاد وجعله ثقافة رائجة في المجتمع.
وعقب الدكتور الدليمي:
تخيل اذن -أستاذ يوسف- مدى الخطورة في الأمر الشائع بالإمساك عما شجر بين الصحابة دون تقييده بالكلام المسيء اليهم.. هذا جعل عامة السنة يعانون أمام تزوير الشيعة للتاريخ، ولو شرحنا ما جرى دون إساءة وأشعنا ذلك حتى أصبح ثقافة لكانت النتيجة تحصين المجتمع وتدعيم ثقة العامة بفكر الخاصة.
وقد أتاح هذا الإثراء من المشاركين الإضافة التالية؛
أستاذنا الدكتور طه.
أوافق على كلامك مع قبول تحفظات أخونا الأستاذ ماجد وأبدأ موافقتي وتحفظي بالقول إن حظر الخوض الذي يكاد يكون تاما على العامة أتاح جعل سيدنا علي بن أبي طالب ذات مقدسة لا تمس مطلقا وهو أهل لأفضل من هذا بالطبع، ولكنه منع (مثلا) التوسع في إظهار مناقب سيدنا معاوية (رضي الله عنهما)، ومنع التوسع في فهم أن (البغي) ليس مسألة تخرج الناس من الملة.
ومن هنا تسللت الروايات الفارسية الشيعية وتسللت روايات المستشرقين والملاحدة والنصارى في البناء على ما دسه الشيعة فصارت الخشية من المساس ب (عدولية) الصحابة كون الرسالة إجمالا تتضمن (تزكيتهم) جنبا إلى جنب مع الكتاب والسنة والحكمة التي بعث الله بها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، ودخل في سب الرواة (الإخباريين)، وهم من الشيعة أساسا إساءات لكبار الصحابة رضوان الله عليهم، مثل أن عمار بن ياسر كان ممن شارك بحصار عثمان وهذا كذب!.
ومما رواه الإخباريون أن محمد ابن ابي بكر كان يشتم عثمان عند علي ولا ينكر علي عليه ذلك!.
وذكر الإخباريون الشيعة ومن تبعهم عن معاوية أمورًا لاتليق من الإنغماس في الترف وقلة الغيرة!.
وذكروا عن عبدالله بن عمر ذمه لمعاوية وعمرو بن العاص!.
وتكلموا عن ابي موسى الأشعري أنه ادخل في التحكيم بغير رغبة علي وهذا كذب، بل إن أبي موسى اعتزل الفتنة من أولها وهذا سبب بغض الشيعة له وسبب كذبهم عليه لأنه كره قتال (البغاة) (معاوية وعمرو رضي الله عنه) وكان ناصحا لأهل العراق محذرا لهم من أن الفتنة سيزيد شرها، ولما حدثت موقعة صفين وحدث بها هلاك وقتل عظيم جعل الأخيار يتذكرون كلامه ولذلك عادوا إليه واختاروه للتحكيم برغبة من علي ولم يكره عليه لأن أبي موسى كان من خاصة وخيار رجال عمر بن الخطاب وكان قائدا فذا وأميرا عظيما.
ومثل هذا كلام الإخباريين عن أن ابن الزبير وهو صحابي جليل كان يحرص على خروج الحسين للعراق ليخلو له الجو ويتفرد بالسلطة، وأنه حسن للحسين الخروج وان ابن عباس لقية بعد خروج الحسين فقال له:
يالك من قُنبرة بمعبرِ
خلا لك الجو فبيضي واصفُري
ونقري ماشئت أن تنقري
صيادك اليوم قتيل فابشري
وهكذا نشأت ثقافة بأن أي شخص سيخوض في هذه القصص يستقصد هيبة الصحابة رضوان الله عليهم وسيتسبب بالحقد عليهم من الجهلة ويعتبرهم اتباع سلطة ارتدوا على أعقابهم تماما كما يؤمن المنحرفون الضالون الشيعة، وأسهل شيء في عقيدتهم السب واللعن بل إنهم جعلوا الرسول والصحابة في رواياتهم شتامين!.
فالرسول عليه الصلاة والسلام في رواياتهم يصف مبغض علي (ومن الذي يبغض علي!؟) ابن زنا!.
هل يليق برسول أن يقول عن أي أحد ابن زنا!؟.
وروايات الشيعة في الطعن بالصحابة تميل لهذه القذارات المنحطة من فحش القول والبذاءة.
وهذا الذي في التشيع هو ما حرص عليه المجوس قديما.. ولذلك (وهذا الرأي السائد) تقرر من (جمهور) علماء السنة تحريم الخوض فيما شجر في الصحابة لاسيما أمام العامة، وذكر الصحابة بالذكر الحسن عند الناس
وإذا جاء باب الرد على الشبه شرع المختصون من أهل العلم للرد وبيان الحق.
ومن أروع ما جاء في هذا كتابي العواصم من القواصم لابن العربي شيخ المالكية، ثم منهاج السنة لابن تيمية الذي يبغضه الشيعة وكل حثالات الكوكب، ثم جاء الدهلوي في كتابة التحفة الجعفرية التي احتصرها الآلوسي، وكذا كتاب الخطوط العريضة، وكتاب بطلان عقائد الشيعة للتوسنوي، والذي ركز في بداية كتابه على الترضي عن الصحابة والكف عما شجر بينهم ليسلم المرء في دينه.
وحينما تكلمنا عن البغاة كان الكلام فيه اعتذار جميل وتسديد لحال الصحابة وتقديم رأي منهم على الآخر وذكرناهم بأجمل خطاب حتى يحبهم الكل، لأنهم الدليل على تمام رسالة رسول الحق والهدى عليه الصلاة والسلام.
ذلك أن الرسول والرسالة هي تقدير الله العالم حيث يضع رسالته وهي جواب الله لدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام:
”رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” البقرة 129.
ولذلك كان الجواب من الله لهذا الدعاء بقوله سبحانه:
“لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ” آل عمران 164.
ومرة أخرى يقول الله سبحانه وتعالى:
“هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ” الجمعة 2.
وهذا هو السر في طعن الشيعة بالصحابة الذين أوصلوا الرسالة للبشرية بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فالتشيع المجوسي يكذب على أتباعه بأنه دين الإسلام بينما غايته الطعن بالله والرسول فلما كان هذا غير ممكن استندوا في عقيدة هدم الدين على محاربة الصحابة رضوان الله عنهم.
“رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” البقرة 129.
ولذلك كان الجواب من الله لهذا الدعاء بقوله سبحانه:
“لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ” آل عمران 164.
ومرة أخرى يقول الله سبحانه وتعالى:
“هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ” الجمعة 2.
وهذا هو السر في طعن الشيعة بالصحابة الذين أوصلوا الرسالة للبشرية بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فالتشيع المجوسي يكذب على أتباعه بأنه دين الإسلام بينما غايته الطعن بالله والرسول فلما كان هذا غير ممكن استندوا في عقيدة هدم الدين على محاربة الصحابة رضوان الله عنهم.