سيدنا بلال رضي الله عنه وأرضاه‬

مقالات

سيدنا بلال رضي الله عنه وأرضاه‬
‫••••‬
‫لما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام مكة فاتحاً وقف عند باب الكعبة وسأل: أين بلال؟ وقال: نادوا لي بلالا ثم قال: والله يا قريش لا زلت أذكر اليوم الذي كنتم تعذبون فيه بلالا عند باب الكعبة.‬
‫وعندما حضر بلال قال له عليه الصلاة والسلام:‬ أدخل يا بلال فلا يصلّين معي أحد في جوف الكعبة إلا أنت!.‬
‫فكان ذلك تكريما وتشريفا له لما ناله من العذاب في أول إسلامه، وبعد الصلاة في جوف الكعبة قال الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال: تعال فاصعد على ظهرها (يعني الكعبة)!.‬
‫فلما حاول الصعود ما استطاع لارتفاع سقفها‬، فنظر الرسول صلى عليه وسلم فإذا بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما أقرب الصحابة إليه فطلب منهما أن يحملاه، فوضع بلال الحبشي الأسود رضي الله عنه رجله اليمنىٰ على كتف عمر واليسرى على كتف أبي بكر وصعد على الكعبة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:‬ يا بلال والله الذي لا إله غيره إن هذه الكعبة عند الله لعظيمة ووالله إنك اليوم عند الله أعظم وأشرف منها!.
‏فأذن سيدنا بلال وهو فوق الكعبة بنداء التوحيد في جيش قوامه عشرة آلاف رجل فيه أسياد العرب وأشراف الصحابة!.
ولذلك شتان ثم شتان بين الحضارة الإسلامية التي حررت الإنسان من العبودية وردت للسود اعتبارهم ورفعتهم على أكتاف أشراف الصحابة أشرف الخلق بعد الأنبياء، وبين الحضارة الغربية التي أستعبدت البشر وداست على رقاب السود حتى الموت ومارست عليهم أبشع صور العنصرية!.