ظهور رغد صدام حسين
بقلم السياسي العراقي: غيث التميمي
••••••
شاهدت الحلقات الثلاثة ضمن سلسلة مقابلات حصرية أجرتها قناة العربية مع السيدة #رغد_صدام_حسين لاحظت غياب واضح للهدف المهني واضطراب في تناول ذاكرة بنت صدام حسين الرئيس والانسان وزوجة حسين كامل الشخصية الجدلية في مرحلة مهمة من تاريخ العراق وخصوصا مرحلة الحصار وملف التصنيع العسكري والمدني وأخت عدي وقصي الاخوان المتمايزان في الشخصية والسلوك والادوار.
فشلت المقابلة في توثيق ذاكرة رغد وفشلت أيضا في ترميم ذاكرة العراقيين المثقلة بملايين الضحايا ومليارات الديون الماثلة حتى اللحظة نتيجة سياسات النظام السابق المدمرة.
ثقافة رغد السياسية محدودة على ما يبدو لدرجة أنها لا تفهم بصورة صحيحة معنى “دكتاتور” وأكثر من ذلك يبدو بأنها غير مطلعة بصورة ناضجة على مواقف وتصريحات والدها، فقد أنكرت بأن حرب 2003 كانت هي أخر الحروب في حسابات صدام حسين علما بأنه أطلق عليها “حرب الحواسم” وكان يقصد حسب تصريح مفصل متوفر على يوتيوب بأنها ستكون آخر الحروب.
بتصوري لقد فشلت السيدة رغد في عرض نفسها كانسانة خارج خنادق والدها وسياساته وفشلت في تقديم قراءة كفيلة في تصالح الحاضر مع الماضي وأرسلت رسائل “مربكة” حول رغبتها في العمل السياسي في ظروف شديدة التعقيد والارتباك.
جدير بالذكر أنها تميزت بالرزانة والقدرة على انتقاء مفرداتها باتزان وانسيابية لكنها لم تتمكن من إخفاء ارتباكها وخصوصا في تكرار شرب الماء باوقات متقاربة، كما أنها لم تكن تلقائية بل كانت حذرة ومدربة على الجلوس والحديث.
لا اظنني تعرفت على رغد الانسانة في هذه المقابلة ولم اتعرف على شيء من قناعاتها بل كانت أشبه بمتحدث اعلامي يسرد احداثا بغض النظر عن رؤيته وقناعته بها.
تبقى هذه القراءة منقوصة وأولية تنتظر بقية حلقات السلسلة التي لا أظنها ستأتي بجديد عن هذه المساحة والانطباع.
أما بخصوص الانقسام في الرأي العام العراقي شعبيا وسياسيا حول مقابلتها فلا أراه غريبا عن الاجواء العامة للرأي العام المضطرب حول اتفه الامور واكثرها اهمية وأرجو ان تبادر احدى المؤسسات الاعلامية الرصينة الى عقد ندوة نقاشية تضم شخصيات علمية لتحليل هذه السلسلة من الناحية الفنية والنفسية والوثائقية وآثارها المتوقعة على جيل كبير من الشباب الذين لم يدركوا حكم صدام حسين.
ظهور رغد صدام حسين
