في الإسلام أنت مكلف بالسير لا بالوصول
•••••
من أنفع ماقرأت
قصة ضمرة بن جندب:
بعد هجرة النبي صلى اللّٰه عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة، لم يتبق في مكة إلا عدد قليل من المسلمين لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم.
وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض وكبر السن الصحابي الجليل: ضمرة بن جندب رضي اللّٰهُ عنه والذي لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا.
ولكنه رضي اللّٰهُ عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين، فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه.
وبالفعل خرج ضمرة بن جندب رحمه اللّٰه، وتوجه إلى المدينة، وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول، فوقف رحمه اللّٰه وضرب كفًّا على كفٍّ، وقال وهو يضرب الكف الأولى:
اللهم هذه بيعتي لك
ثم قال وهو يضرب الثانية: وهذه بيعتي لنبيك ثم سقط ميتًا، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم يخبره بما حدث لضمرة، ثم نزل قول اللّٰه تعالى: ﴿۞وَمَن یُهَاجِرۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یَجِدۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُرَ ٰغَمࣰا كَثِیرࣰا وَسَعَةࣰۚ وَمَن یَخۡرُجۡ مِنۢ بَیۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ یُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾سورة النساء: 100.
فجمع النبي ﷺ أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير، الذي هو الحديث الأول في صحيح البخاري والأربعين النووية: (إنما الأعمال بالنيات،…الخ)، فحاز ضمرة شرفًا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة، رغم كونه لم يصل إلى المدينة.
لهذا اعلم أخي المسلم أن الطريق الى اللّٰه طويل، لكنه لا يشترط أن تصل إلى آخره، المهم أن تموت وأنت فيه.
العمل مع اللّٰه لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت تعمل وتسير في الطريق إليه مادامت نيتك للّٰه.
حافظوا على مسيركم إلى اللّٰه فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة.
اللهم سيّر قلوبنا إلى طاعتك واحفظنا من الفتن ماظهر منها ومابطن.. آمين.
في الإسلام أنت مكلف بالسير لا بالوصول
