قصة الأمل بالداعية عبدالرحمن دمشقية

مقالات

قصة الأمل بالداعية عبدالرحمن دمشقية

يوسف علاونة

••••

يصيبني إحباط شديد عندما أجد هذا الهجوم السافر غير المبرر من الداعية عبدالرحمن دمشقية ضد سمو الشيخ محمد بن زايد ودولة الإمارات العربية المتحدة وغمزا بالمملكة العربية السعودية، وأستنكر هذا في شدة، ودون أن أفقد الأمل بعودة هذا الرجل المجالد في غرف البالتوك وفي منابر الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة.. لأن الانحراف الذي وقع فيه الرجل ظاهر وبين وأوردة مواقع ظلم لحكام ترجو الأمة منهم الخير والسداد وهم محل الموثوقية في ظل حال التغول الفارسي التركي ضد الأمة العربية، وهو أولى من سواه ومن كثيرين برؤية الحق من الباطل، والنافع من الضار، في هذا الوقت الحاسم من تاريخ الأمة.. ويتجلى هذا خصوصا عندما نستمع إلى تسجيلاته الأقدم والتي كان يجاهد فيها ضد الأعداء الحقيقيين لأمتنا.

والموقف من دمشقية ورفض انحرافه الحالي لا يمنعنا من قول الحق، فقد كان لفق له تهمة ومكيدة من مجموعة من الأحباش وهم من تسببوا بطرده من الأزهر

وكانت تلك خيرة له فلولاها لما نبغ في عقيدة السلف.

وبين دمشقية والأحباش حرب طاحنة، وهم قاموا بالكثير من المكائد للإمام الألباني رحمه الله، وحاولوا اغتيال العلامة عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله.

والأحباش فرقة إباحية خبيثة تتستر بالتصوف وحقيقتها باطنية رافضية، ولذلك فإن أغلب إشاعتهم أو مكائدهم إنما تتعلق بالجنس وهذا طبيعي، لأن الإنسان يرى الناس بعين طبعه، فإذا كان اقتصاديا وغضب منك نبش عن أخطاءك الإقتصادية، وإذا سياسي تتبع أخطاءك السياسية، وإذا مثقفا أو عالما تتبع هفواتك أو زلاتك، وإذا كان فاسدأخلاقيا، فكلامه فقط عن الجنس والأعراض!.

وهؤلاء بسبب ولوغهم في الخراب والفساد لا يصدر منهم إلا الإفتراءات الأخلاقية.. ألا ترى ذاك الفاسد الذي هرب من بريطانيا ولم يكمل دراسته بسبب فضيحة وقضية اخلاقية رفعت عليه، حينما تمكن صارت الشائعات التي تصدر منه أغلبها في الفضائح الأخلاقية!؟.

وانظر مثلا للرافضة فأكثر ما يتهمون به الصحابة هو الفساد والطعن في الأعراض.

ودمشقية اضطر لمغادرة لبنان، وقد قام أصدقاؤه بتدبير إقامة وعقد عمل له حتى يخرج بأقرب فرصة، وعمل موظفا في فندق (الرجل للعلم ابن ناس وعائلته عائلة تجارية) ولأنه ملتحي طلب منه إما حلق اللحية أو أن يبحث عن من ينقل كفالته عليه وكانت أمور نقل الكفالة في ذاك الوقت سهلة، فعمل في مكتبة (إذا ما خاب ظني فإنها المكتبة التدمرية) وعن طريقها تعرف على باحث سوري اسمه الدكتور بلال، وهذا كان كان على اتصال بالشيخ الجليل محمد لطفي الصباغ وهو عالم سوري جليل خيّر، مات رحمه الله منذ سنوات، وهو من تلاميذ سماحة الشيخ الوالد عبدالرزاق عفيفي أحد اعلام الزهد والورع في زمانه رحمه الله وغفر له.

وممن اتصل العلامة الجليل محمد سليمان الأشقر (ولعنة الله ألف لعنة على الإخوان كيف خدعوا هذا العالم الكبير وسحبوه لصفهم واستغلوا اسمه وبعد وفاته تغير منهج الكثيرين بسبب غياب القيادات الصالحة التي كانت ترفض بعض الامور الخاطئة).

المهم أن دمشقية واصل دراسته الشرعية وفي نفس الوقت كان يؤم الناس، وربما قرأ في صلاة الفجر بالبقرة أو بالمائدة، والذين صلوا وراءه في ذلك الوقت يقولون بأنه كان يقرأ بطريقة ندية عجيبة خاشعة ويجعلك تبحر معه.

وبعد ذلك تم تعيينه إماما رسميا، وبسبب إجادته للغة الإنجليزية والفرنسية تم اختياره لدعوة الجنود الأمريكيين للإسلام، وكان يأتي لمتطوعين في المنطقة الشرقية في القاعدة العسكرية في الظهران ويقيم محاضرات باللغة الإنجليزية ومعه بعض الأمريكيين المسلمين، ومن الدعاة الذين شاركوا معه وبإشرافه المدرب عيسى الملا (من موظفي أرامكو)، واشخاص آخرين وأسلم على يديه مجموعة من الأمريكيين، ومن لم يسلم تصححت عنده الكثير من المعلومات عن الإسلام.

دمشقية على شدته وعنفه في المناظرات إلا أنه رجل طيب متواضع في تعامله مع العامة أو التلاميذ، لكنه شديد وغليظ مع أي شخص متكبر، وربما يصل الأمر فيه للسلاطة والعنف مع بعضهم، وحينما بنى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله مسجدا في أدنبرة في اسكوتلندا انتخب دمشقية ليؤم الناس فيه.

في أعقاب اكتشاف خلية إرهابية إخوانية تحاول قلب نظام الحكم في الإمارات تغيرت مواقف الكثير من الدعاة ظلما وعدوانا وبتأثيرات المنابر الإخوانية التي كانت شديدة القوة في ذلك الوقت، وقاموا بمهاجمة سمو الشيخ محمد بن زايد صراحةً، ومنهم دمشقية، وهذا كان عاما وليس لأسباب إخوانية فقط، فقد كانت قطر تضخ أموالا كثيرة لتشويه صورة الشيخ محمد، وكانت تركية تبغض المنافسة في المجال السياحي من جانب الإمارات، خصوصا وأن هدفها السائح الخليجي الذي يجد في نفسه هوى للبلد الأقرب وهي الإمارات، فضلا عن مذنب هالي طويل من المخدوعين بما يسمى الربيع العربي، قبل أن تتضح معالمه كأداة رئيسية للتآمر وتدمير الدول العربية وتهجير شعوبها لصالح المشروعين الفارسي والتركي، وهكذا واجه سمو الشيخ محمد بن زايد الكثير من الترويجات الظالمة التي حاولت حتى إخراجه من ملة المسلمين وهي تعلم أنها تستهدف قائدا تاريخيا واعدا لشعبه وأمته بالخير تماما كما يفعل هؤلاء مع سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، فهؤلاء الشعوبيين لا يريدون أي قيادة واعدة من العرب حتى تظل بلاد العرب في فوضى عارمة امتدت منذ أكثر من ألف عام لصالح السيطرتين الفارسية والتركية.

وبالطبع كان الكثير من هذه الترويجات والإشاعات ضد المحمدين ينطوي على (الدرعمة) وعدم التروي، ومن ذاك اليوم بدأت تصدر من الشيخ دمشقية مواقف لا تليق وكان غالبها ضد الإمارات ونسأل الله له الهداية، إذ أن حالته وأمثاله في التاريخ الإسلامي غير نادرة، فقد وجدنا الصواب ضاع من العلماء الصالحين الذين ثاروا مع ابن الأشعث ضد الحجاج وعبدالملك بن مروان وعلى رأسهم العالم الجليل سعيد بن جبير الأسدي، وكان سبب ذلك الهوى والعنصرية اليمانية رغم أنه من أهل العلم والفضل، والكمال لله وحده، وأبى الله ان تكون العصمة لغيرة سبحانه، ولذلك ولذلك فإن من أعظم ما يعصم الإنسان هو لزوم الجماعة والإكثار من قول يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك، وأن لايتكلم فيما لا يحسن، وإذا جاءه أمرٌ سياسي أو مسأله كبرى أن يوكل أمرها للساسة الذين يحسنون التعامل معها، قال تعالى:

“وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً”، النساء 83.

وانظر في كل من زل أو ظل ستجده تكلم فيما لا يعنيه ومالا يُحسن ولا يطيق، فالكثير من الأمور التي تدخلوا بها قرارها في يد الحكام، وما أحسن وأبلغ ما يقال في هذا الشأن (دع لنا القيادة وتمتع أنت بالرحلة)!.

ومن القصص التي بلغتني في أمر دمشقية أن أحد طلبة العلم غضب منه فأرسل إلى صديق له مقطعا له باللغة الإنجليزية فاطلع عليه فاغتاظ أشد الغيظ من بعض الدس والتشكيك الذي جاء به دمشقية ضد الشيخ ربيع المدخلي، رغم أن الإثنين كانا عام 1412هـ معا ضد الشيخ المدخلي!.

فطلب منه أصدقاؤه الرد على دمشقية بحكم إجادته للغة الإنجليزية، فكتب ردا قويا وسجله صوتيا وتبرع أحد أبناء اصدقائه بمنتجته وإضافة صور الكتب واستشهادات أهل العلم، ثم نام ذلك الشخص ورأى دمشقية في المنام وكأنه نائم في بيته في الرياض، ودمشقية يوقظه ويقول له يا عيب الشوم عليك، هيك هانت عليك العشرة.. أعلمه الرماية كل يومٍ فلما اشتد ساعده رماني!؟.

ويقول هذا الشخص (صحوت مباشرة وذهبت للأوراق التي كتبتها وقطعتها، وذهبت للتسجيل الصوتي في الكمبيوتر ومسحته)، فلامه أصدقاؤه حتى قال أحدهم له حنيت لفكرك القديم، فقال والله ما حنيت، ولكن المرؤة تأبى أن أطعن من أحسن إلي في يوم.. كلكم غدرتم بي وحسدتوني، وأما الأفكار فسأرد عليه متى ما قال فكرة جديدة خاطئة كتابة ويكفي!.

بالنتيجة.. أنا لست صديقا للشيخ دمشقية، ولا يوجد لدي شك كما كثير من المتابعين بسلاطة لساني!.. ولكني أقطعه قبل التهجم على داعية أخمد آلاف المرات أصوات الروافض، ومع ذلك ففي قلبي أمل كبير بصلاح الشيخ دمشقية رغم أنوف قطر وإيران وتركية وقطعانهم من أهل الضلال.. والخوارج!.