قصة من العراق

مقالات

قصة من العراق

••••

قصة حقيقية من الواقع العراقي

(الانسان يموت بأجله)

ان العراق بعد عام 2003 جرت عليه الاف بل الملايين من القصص الواقعية التي لا يتعب فكر الكُتاب والمؤلفين في كتابتها لأنها قصص حقيقية واقعية جاهزة للكتابة والنشر ، فكل عراقي اليوم يملك الاف القصص حول ما مر به من احداث خلال السنوات الماضية ، وقد تكون بعض هذه القصص ضربا من الخيال ولا يتصورها العقل لشدتها وغرابتها ولكنها قصص حقيقية اصابت ابناء الشعب العراقي .

قصتنا اليوم اعادة في اذهاننا قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا(145) ﴾ سورة آل عمران ،قوله تعالى(وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11))سورة المنافقون ، وفي صحيح البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: حدَّثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق، قال: ((إن أحدكم يُجمَع في بطن أمه أربعين يومًا نُطْفة، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم مُضْغة مثل ذلك، ثم يرسل المَلَك فينفخ فيه الروح، ويؤمَر بأربع كلمات: بكَتْب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد)).

ابو اسامة شخص من وجهاء محافظة صلاح الدين – تكريت معروف بين الناس بطيبة القلب وحبه لمساعدة الناس وكرمه وكثرت صدقاته ، يعمل في تجارة السيارات ولديه معرض خاص به في تكريت ، وقد خصص مكان خاص لإقامة الصلوات فيه .

يروي لي ابو اسامة قصة حقيقية حدثت له فيها عبرة لمن اراد الله ان يحفظه ويطيل بعمره ، تبدا القصة بقيام ابا اسامة بأداء صلاة المغرب جماعة في معرضه في احد ايام عام 2006 وبعد ان تمت الصلاة قام بإكمال الاذكار المسائية وبعدها قام الى مكتبه لقضاء حوائج الناس ، فاذا بدخول شخص يعمل ضابط في الجيش العراقي يريد ان يكتب له عقدا لسيارته التي اشتراها من المعرض المجاور وجاء الى ابا اسامة لتوثيق عقد البيع كي لا يدفع مبلغ العقد كون ابا اسامة رجل كريم لا يأخذ مبلغ كتابة العقد منه .

فبينما بدأ ابا اسامة بكتابة العقد واذا برجل ملتحي يدخل عليهم غرفة المكتب ويقول من فلان؟ ، فأجابه الضابط الذي بجواري (انا) ، فاخرج الرجل الملتحي مسدسه ووجهه نحو الضابط وكان قريبا منه واطلق النار عليه فارداه قتيلا ،بعدها وجه المسدس باتجاهي وكان يبعد قرابة مترين واطلق النار فما كان مني الا السقوط تحت المكتب وبعد انتهاء اطلاق النار خرج الرجل الملتحي الذي تبين انه ينتمي الى تنظيم القاعدة آنذاك .

بعدها يقول ابو اسامة نظرت الى نفسي فوجدت انني لم اصب باي رصاصة والحمد لله رب العالمين الذي حفظني بسبب ادائي لصلاة المغرب واذكار المساء وكذلك اعطائي للصدقات لان الله قال في كتابه العزيز {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون(77)} سورة الحج ،وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة رضي الله عنه ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب))رواه الطبراني .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.