لماذا يشتم الفلسطينيون العرب!؟

مقالات

لماذا يشتم الفلسطينيون العرب!؟

الدكتور طه الدليمي

••••

‏(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

‏ما وصلت إليه قضية فلسطين من عزلة وتدهور وانكشاف إنما هو بسبب أهلها، حاشى لقلة منهم

‏عن نفسي سأتكلم كيف كنت أرى:

‏أنها القضية المركزية

‏وإذا سمعت بفلسطيني قتل توجعت فإذا كان من حماس تضاعف الوجع

‏ثم سبحان مغير الأمور!.

أول صدمة كانت بعد الاحتلال حين سكتت فصائل فلسطين عما يجرى لسنة العراق!.

وتضاعفت الصدمة حين وجدتهم صامتين إزاء ما يجري لفلسطينيي العراق على يد إيران وشيعتها وأولهم جيش المهدي/مقتدى!.

وحين أخرسوا عما يحصل للفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا!.

ثم تتابعت الصدمات

‏وما زالت كذلك حتى اليوم!.

ظاهرة نفسية عامة تفسر طرفا من سلوك الفلسطيني تجاه العرب:

‏(فضل الإحسان إذا تكرر فتحول إلى عطاء راتب انتقل في حس الآخذ من مرتبة الفضل إلى مرتبة الواجب).. وهكذا وبمرور الزمن صار الفلسطيني يفسر إغاثة العرب له، فإذا أعطوه فهو واجبهم فلا فضل لهم عليه، وإن قصروا ولو في ظنه شتمهم وتنكر لهم!.

لاحظ الفلسطينيون أن العرب يتسابقون إلى إغاثتهم كلما حدثت لهم حادثة، ووجدوا في التمظلم الدجاجة التي تبيض ذهبا، فأخذ الكثير يرفعون شعار المظلومية

‏ولكثرة ترديدهم هذا الشعار ترسخت في اللاوعي الجمعي لديهم شخصية (المظلوم)، فصاروا كالشيعة، وهذا يفسر جانبا من حالة التقارب الطبعي بين الطرفين!.

واستمرت الأحزاب والفصائل تتكسب باسم القضية وتعتاش على حطام الجسد الفلسطيني

‏وجاء الخميني فوجد أناسا يقادون من بطونهم

‏فتلقف الفرصة وصار يتاجر باسم فلسطين

‏ويا لكثرة المتاجرين من الطرفين!.

هنا صارت قضايا العرب تذبح بـ(قطنة) فلسطين!.

هكذا ذبحت قضيتنا السنية، وكنا أول المذبوحين ويصمت!.

دلائل كثيرة تشير إلى أن حماس تأسيس إيراني

‏ولا عجب فالعلاقة بين الإخوان المسلمين وإيران كانت منذ التأسيس 1928

‏وفي قناعتي أن الإخوان وُجدوا أساسا لمنح الشيعة وإيران الغطاء الشرعي للتغلغل ثم التوطن في بلاد السنة!.

وإسرائيل وُجدوا هنا كذلك

‏وقضية فلسطين قضية مفتعلة، وعلينا إعادة الحسابات.

لقد تغلغلت إيران في فلسطين، وتحكمت فيها وفي قضيتها إلى حد أن إيرانيا بهائي الديانة اسمه محمود رضا عباس ميرزا/ أبو مازن صار رئيسا لفلسطين!.. علماً أن للبهائيين وجودا في فلسطين، وفيها المركز البهائي العالمي وإمامهم بهاء الله مدفون في حيفا

‏وكان جد عباس من كبار أتباعه!.

حين احتل العراق وجدنا الفصائل الفلسطينية في حلف مع إيران تحت عنوان (المقاومةوالممانعة)، وتنكروا للمقاومة العراقية بل لكل قضية غير قضيتهم!.

لقد بلغت نذالة السمسرة بين الطرفين أن صارت تلك الفصائل تتهم من يتصدى لإيران بأنهم عملاء لأميركا!.. وتواقحوا حتى استكثروا علينا أن تكون لنا قضية!.

قضية فلسطين قتلها أهلها

‏واستهانوا بها فباعوها بثمن بخس، والعجيب أنها معروضة للمزاد باستمرار

‏ولقد هزلت حتى سامها سفلة البشر من مثل خامني وحسن ضد الله والحوثي والبهائي، ومقتذى والخزعلي!.

ولم يبق متاجر تافه على وجه الأرض إلا وساوم عليها، وهذا و(أهلها) إلا القليل يتهمون العرب ببيع القضية!.