لماذا يلطمون ويُطَبِّرون!؟
••••
إلى الذين يريدون معرفة حقيقة أسباب اللطّم والتطّبير (الإدماء) عند الشيعة في يوم عاشوراء أقدم لهم شرحاً تفصيليًا سهلًا ومفهومًا وخاليًا من التعقيد.
بقلم- هشام الحمصي:
====
بعدوفاة الخليفة معاوية بن أبي سفيان
في دمشق، بايع المسلمون ابنه يزيد خليفة له وامتنعَ بعضُ الصحابة أمثال: عبدالله بن الزبير والحسين بن علي عن البيعة، ومكثَ الحسين بن علي في مكة فجاءته كتب من أهل الكوفة في العراق يبايعونه على الخلافة ويَحثّونه على القدوم إليهم، وتتابعت الرسائل من أشراف الكوفة إلى الحسين تستعجله بالحضور حيث بلغ عدد المبايعين من شيعته ثمانية عشرة ألفًا، ووصلَ عددالرسائل إلى خمس مئة تطالبهُ بالإسراع إليهم بحسب المصادر الشيعية.
أمام هذا الكم المتلاحق من الرسائل والأعداد المؤيدة ووعود أهل الكوفة بنصرَتهِ استجاب الحسين لدعوتهم، رغم محلولة كثير من الصحابة نصحه ومنعَهُ من الخروج إلى الكوفة أمثال: عبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمرو بن العاص وعبدالله بن الزبير وأبو سعيد الخُدري رضيّ الله عنهم جميعًا.
قال له عبدالله بن الزبير أين تذهب!؟.. أتذهبُ لقومٍ قتَلوا أباك وطعنوا أخاكَ!؟.. لا تذهب، وقال أبو سعيد الـخُدري: يا أبا عبدالله إنّي لك ناصح وإنّي عليك مشفق قد بلغني أنّه قد كاتبكم قومٌ مِن شيعَتكم بالكوفة يدعونَكَ للخروجِ إليهم فلا تخرج فإنّي سمعتُ أباكَ يقولُ في أهلِ الكوفة:
والله لقد مللتهم وأبغضّتهم وملّوني وأبغَضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فازَبهم فازَ بالسهمِ الأخيّب والله ما لهم نيّات ولاعزم على أمر ولا صبر على سيف.
لكن الحسين أصرَّ الخروج لكثرةِ ما جاءه من دعوات ورسائل.
خرجَ الحسين من مكةَ قاصدًا الكوفة وعند بلوغه القادسية بالعراق بلغهُ مقتل إبن عمه مسلم بن عقيل وكانَ قد أرسلهُ إلى الكوفة ليستطلع الأمر ويستوّثِقَ الخبر ويأخذ له البيعة فعَلِمَ أنّ القومَ الذين كاتبوه لينصروه انّفضّوا عن ابن عمه وتركوهُ وحيدًا يُلاقي مصيرَه، فحزنَ الحسين على مقتلِ ابن عمه ورفعَ يديه إلى السماء يدعو على شيعتهِ قائلًا اللهُمّ إن متّعتَهم إلى حين فَفرِّقهم فِرَقاً واجعلهم طرائِق قددا ولا تُرض الولاة عنهم أبداً فإنّهم دعونا لِينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا وعندما أحسَّ بغدر شيعته وخيانتهم له اراد العودة إلى مكة فاعترضه جيش والي يزيد في العراق طالبًا منه عدم دخول الكوفة إذ كان عبيدالله بن زياد لا يرغب بقتل الحسين وإنما إبعاده عن الكوفة كي لا تتفاقم الفتنة وهنا عرف الحسين باستحالة الثأر لدماء مسلم بن عقيل، وطرح عدة خيارات منها الذهاب للتفاهم مع يزيد وهو ما أربك وجهاء الكوفة الذين خافوا أن يفضح الحسين مكاتباتهم إليه فهجموا عليه وعلى أهله وقتلوه بغية إحداث شرح في الدولة الإسلامية لصالح الفرس.. وبالخلاصة استشهد الحسين جراء غدر هؤلاء به وكان صائما محتسبا إلى الله سبحانن وتعالى.
إن من قتل الحسين هم فرسان الشيعة يقودهم شمر بن الجوشن واجتمعوا على الحسين وقتلوه استشهدَ الحسين رضي الله عنه وكان في العاشر من
المحرم سنة 61 للهجرة، فقتله شمر بن ذي الجوشن الذي كان من شيعته الذين خذلوه وخانوه كما فعلوا بأبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قبل ولهذا هم يُطَبِّرون بالعاشر من المحرم من كل عام ويعتبروه يوم الخيانة فيقيمون مأتماً لتأديب أنفسهم بجلدِها وتعذيبها وضربها بالسيوف فيلطمون الخدود ويضربون الصدور عقابًا وندَمًا!.
وفي مدينة كربلاء بالعراق يحتشد الآلاف بأناشيد جنائزية لطمية
وحركات إيقاعية لسيل الدماء من رؤوسهم وظهورهم كفّارة لدمِ الحسين.
وتعتبر الشيعة مدينة كربلاء أطهر من مكة لأن تُرابها مزج بدمِ الحسين فيطلقون عليها التربة الحسينية فيصنعون من ترابها أقراصاً صغيرة بأشكال مختلفة دائرية وبيضوية ومضلّعة ليسجدوا عليها ويطبعوا جباهم بعلامة مُقَدَّسة!.
وفي السنوات الأخيرة، تطور التطبير بإضافة هتافات وشعارات انتقامية طائفية يا لثارات الحسين يريدون الثأر من المسلمين السنة أحفاد الفاتحين عمر، وسعد، وخالد الذين هدموا عرش كسرى وأخمدوا ناره وأكثر حقدهم اليوم على دمشق عاصمة الأمويين الذين وطأت سَنابِك خيولهم مشارق الأرض ومغاربها ترفع راية التوحيد!.
السؤال: لماذا يطبّرُون على مقتل الحسين ولا يطبّرُون على مقتلِ أبيه، مع أنّ عليًا أفضل من الحسين؟!.
لماذا يلعنون: أم المؤمنين عائشة وأبو بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية ولا يلعنون: عبدالرحمن بن ملجم، وشمر بن ذي الجوشن اللذان قتلا علياً والحسين أو حرملة الأسدي، أوشبث بن ربعي ممن شاركوا بقتل الحسين يوم كربلاء؟.
••••
المصادر:
الطبري، البرهان، قصة الإسلام، البداية والنهاية، شبكة الدفاع عن السنة، موقع الإمام الشيرازي من الشيعة، الإرشاد للمفيد صفحة 241.
لماذا يلطمون ويُطَبِّرون!؟
