3 مارس، 2016 كتاب الرأي العام
مليون قتيل وذبح للأطفال بالبراميل المتفجرة وتهجير لـ 30 مليون سوري وعراقي فقط لأنهم من السنة، أهون عند البعض من كلمات سافلة أو معيبة أو خادشة للحياء مما يعد من الطعن واللعن والسب بينما المؤمن ليس بالطعان ولا اللعان بحسب الحديث النبوي الشريف.
ثم أمر بحسابات معظمهم (ولا أقول كلهم) فلا أجد حرفا واحدا ضد أبناء هؤلاء المجرمين حكام إيران.. فأعرف السبب.
وتهمتهم ضدي جاهزة: مرتزق، وهنا ليس بيدي أن أثبت العكس ولا أن أعاقب فألجأ إلى الله المنتقم رافعا يدي وسائلا: ربّ انتقم لي من كل متهم لي بالارتزاق مما أكتب إذا كنت تعرف أنه كاذب وتهمته كاذبة.
ثم سأسأل: أي بلد عربي لم أزرها وأعرفها؟.. إنها تشاد.. فهي عربية أيضا وقبائل وكانت تريد الانضمام للجامعة العربية ولبّت شرط اعتماد اللغة العربية لغة رسمية، فأقول: إذا كنت أريد شيئا من التشاد فأريد شيئا من السعودية.. أي أن الفرق لدي بين الناس في تشاد والسعودية هو: الكعبة ومسجد النبي وأرز استراحة السويلم في عرعر وكليجة القصمان وعجوة النبي وماء زمزم!
فأنا لا أكتب حتى يرضى علي السعوديون، مع أن رضاهم غنيمة، كما أني لا أعتبر السعودية بلد أحد أكثر مني، والمعترض على هذا سيكون محقا إن هو أبرز صورة من جنسية عمر بن الخطاب!
أما من يخاف مني على أموال السعودية فكيف اطمنئه؟.. أقول لك: عمي
يا سعودي يا من تريد مكافأتي لأكتب لمصلحة بلدك: الله لا يخلف عليك!.. هل هذا يكفي؟..
إنا أكتب لقضيتين: أولا: أن تعود الأمة قوية مهابة، وثانيا: قضية الأقصى المبارك، وكلاهما مشروع واحد أساسه ولبه هزيمة إيران وهزيمة اليهود بل وقبل اليهود هؤلاء المتخلفون عقليا الملالي، فهم أساس النكبات وسرطان الأزمات، ومنبع كل البلاهات.
وباعتقادي (ومن حقي كما أعتقد أن أجتهد) أننا كأمة جربنا شتى أنواع المشاريع التي تقوم على فرد واحد أو ديكتاتور، وكلهم ثبت أنهم بهائم جلب لنا الشريف منهم من التراجعات أسوأ مما جلب الخونة، فجاء الوقت للاستناد على مشروع دولة.
والدولة الوحيدة المؤهلة لحمل المشروع القومي والإسلامي هي جزيرة العرب، ومركزها بالطبع: السعودية، وهنا أنظر لكل الخليج العربي كدولة واحدة.
وهؤلاء جميعهم – من الكويت حتى عمان – يبنون، يعمرون، ويحققون أعلى معدلات النمو، وهم أقوياء ماليا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
والمهم بل الأهم أنهم يحاربون، نعم يحاربون، وشعوبهم واعية متعلمة والأمية فيها قليلة..
هم لا يعجبونك كمرفهين؟.. حسنا، فها نحن نراهم يستشهدون ويحتشدون على الجبهات، ونِعْمَ الرّجال، بواسل ويشدون الظهر، وحكوماتهم الوحيدة التي يحسب العالم حسابها، ويتقاطر الزوار عليها، وينشدون العلاقات الطيبة معها، ويتوددون إليها كأهم دول العالم اقتصاديا وسياسيا.
هل ترى دولة قطر جديدة؟.. الإمارات جديدة؟.. وبلدك امبراطورية قديمة؟.. سامحني فهذه حكاية تنفع مدراء المتاحف والمهتمين بالتراث، لأن من لا يعجبك يحارب ويصنع التاريخ، بينما أنت تجتر التاريخ.
وفي الخليج على رأس هذه التجربة زعيمان: صباح الأحمد وهذا معجون منذ نشأ بالعروبة وحب العروبة وقضايا العروبة، وسلمان بن عبدالعزيز وهذا يكفيك النظر لثوبة القصير مرتفعا عن الأرض.. رجل تربى كأمير لعاصمة الملوك، وصاحب قرآن وحامل لواء تبرعات لفقراء فلسطين وكل نكبات المسلمين، والأهم أنه مبغض للمجوسية و..و، أو لعل هذا يكفي حتى لا يتهمونا بالنفاق.
هل تقول بأن الخليج مقصر عن معركة فلسطين؟.. حسنا، سأسألك: ماذا فعل غير الخليج أكثر لأجل فلسطين؟.. ثم «حبة حبة» يا عزيزي، فنحن نريد مشروعا ينجح، ولا يقامر، ولا يستفز الأعداء ويؤلبهم قبل أن ينهض، وإن أول النهوض وكما بدأت هو التخلص من هذا السرطان المجوسي الفاجر الغبي، وهذا ما يفعله الخليج سواء أحارب، أو حتى اكتفى بالبناء، فهو لب وأساس المشروع العربي الذي مجرد وجوده نفي لوجود هذه الهيستيريا المدعوة: ملالي إيران.
يوسف علاونة