لنجعل شط العرب نهرا عراقيا خالصا
التقى السفير الإيراني إيرج مسجدي في بغداد هذا اليوم 26 تموز 2020مع وزير الموارد المائية (العراقي) مهدي رشيد جاسم ، وذكرت وكالة الانباء الايرانية أن هدف اللقاء هو مناقشة مسيرة التعاون بين البلدين في مجال المياه، واضافت الوكالة الايرانية (مع بداية فصل الصيف، في العراق، تعد قضية نقص المياه والكهرباء واحدة من المشاكل الخطيرة في هذا البلد، وتتجه الحكومة العراقية إلى الجار الشرقي الجمهورية الإسلامية لإيجاد حل مؤقت لهذه المشاكل).
العراقي الفطن يفهم من هذه الإشارة أن السفير الايراني ناقش مع وزير المالية العراقي امكانية بيع ايران الماء للعراق.
إنتبهوا أيها العراقيون ، ولاية الفقيه، وانتهاكا لإلتزامات ايران بموجب القانون الدولي، قطعت مياه أنهار دولية تنبع في اراضيها وتصب في العراق، وللعراق حقوق ثابتة فيها ، وتريد الآن بيع جزءٍ من مياه العراق المسروقة للعراق !! هذا المخطط بدأت ايران بتنفيذه من خلال تحويل مجاري أنهار الكارون والكرخة ودوريج والطيب الى داخل ايران ومعها 44 نهراً ورافداً موسمياً كانت تصب في العراق، من ضمنها نهر الوند الذي كان يجهز نهر ديالى بنسبة 40 في المئة من مياهه. الكارون لوحده كان المصدر الرئيس لمياه شط العرب إذ أن كمية المياه الواردة منه أكثر من كمية المياه القادمة من التقاء نهري دجلة والفرات ، وكانت مياهه تساهم في تقليص نسبة الملوحة في شط العرب، وقطع الكارون ساهم في تفاقم ملوحة شط العرب. ولم يعد يصل للعراق من ايران سوى مياه مخلفات المشاريع الزراعية والصناعية ومياه الصرف الصحي.
منذ عام 2009 بدأت ايران بالحديث عن تزويد العراق بالمياه المسروقة منه مقابل ثمن، وتحدث وقتها وزير الموارد المائية (العراقي) عبداللطيف جمال رشيد عن مشروع لفتح قناة من إيران لتزويد العراق بالمياه اللازمة بعد إقفال نهري الكارون والكرخة، وتحويل مجراهما داخل الأراضي الإيرانية.
ما العمل إزاء هذا التغول الفارسي واستهتاره بحقوقنا ونهبه لثرواتنا؟
أمام العراق (وليس هذه الحكومة العميلة للفرس) وسائل عديدة أولها تقديم شكوى عن انتهاكات ايران الى المنظمات الدولية المعنية بضمنها مجلس الأمن الدولي ، مثلما فعلت مصر مؤخرا إزاء أثيوبيا، والمطالبة بتشكيل هيئة دولية مستقلة لتحديد حجم التعديات الايرانية على حقوق العراق في مياه الانهار الدولية والأضرار التي سببتها للعراق ليتسنى العراق المطالبة بتصحيح الوضع والمطالبة بالتعويضات عن السنين التي حرم فيها من حقوقه في مياه الانهار الدولية القادمة من ايران.
والمقترح الثاني هو الإعلان عن مشروع لتحويل مجرى شط العرب إلى الداخل العراقي من النقطة التي تبدأ قبل التقاء الحدود المشتركة العراقية الإيرانية بشط العرب الى مصب جديد له غرب الفاو. شط العرب كان نهرا دوليا عندما كانت تصب فيه ميار الانهار المنحدرة من الهضبة الايرانية ، ولما قطعت ايران جميع هذا الانهار لم يعد نهرا دوليا ، ولم يعد لإيران حق الادعاء بذلك ، والقانون الدولي يقر بحق الدول في ممارسة مبدأ (المقابلة بالمثل) .فالكارون على سبيل المثال جرى تغيير مجراه من نقطة التقاءه بشط العرب الى مصبه على الخليج العربي ، فليس لإيران حجة قانونية في معارضة تحويل مجرى شط العرب ليكون قناة ملاحية وإروائية عراقية خالصة وننهي الجدل عن خط التالوك واستخدام شط العرب للتسلل الايراني وتهريب المخدرات وبقية موبقات ولاية الفقيه، وننهي حالة التجريف الطبيعي للأراضي العراقية وزيادة الترسيب وكسب الاراضي في الجانب الايراني نتيجة الظاهرة الطبيعية المسماة (قوة كوريولس) التي تنحت فيها الانهار في نصف الكرة الشمالي جرفها الايمن الذي هو الجرف العراقي وترسب في جرفها الأيسر ، الذي هو الجرف الايراني.
إن تحويل مجرى شط العرب الى داخل العراق ليجري على مسافة خمسة كيلومترات على امتداد مجرى شط العرب القديم سوف يسمح بريّ بساتين النخيل القائمة على شط العرب من جنوب البصرة الى الفاو ، وحاليا هناك قناة اسمها (قناة العز) تسير في هذا المسار وتصل ذنائبها الى الفاو، ويكفي توسيع هذه القناة وتعميقها لتصب عدة كيلومترات الى الغرب من الفاو.
لا يشكل تحويل مجرى شط العرب مشكلة تقنية للإبداع العراقي، وسبق للسواعد العراقية أن شقت نهر صدام (نهر المصب العام ) الذي يمتد اكثر من 500 كيلومتر وانجز عام 1992 والعراق محاصر.
إن الاعلان عن هذا المشروع هو ورقة ضغط على النظام الايراني ، الحالي أو الذي سيخلفه، فإما أن يعيدوا الوضع الى سابق عهده أو ليتحملوا وزر خطاياهم.
أدعو إخوتي أبناء العراق الشجعان للوقوف بوجه هذه الاعمال العدوانية الفارسية وفضحها، وحشد الجماهير لطرد المحتل الفارسي من أرض العراق، فلم يعد في القوس منزع ، بعد أن سدروا في غيهم وتمادوا في ضلالهم وأجاعوا شعبنا وحرموه حتى لقمة الخبز وشربة الماء ، وأقول لإخوتي المثقفين الوطنيين العراقيين ،، مهمتنا اليوم مضاعفة ، لنساهم في توعية شعبنا بمخاطر الاحتلال الايراني على بلدنا وعلى مستقبل اجيالنا، والوعي الوطني عنصر أساسي في هزيمة الاحتلال الفارسي للعراق ،، وإلا فلا خير في كثير من نجوانا …
والله المستعان
بغداد في السادس والعشرين من تموز 2020.