ماذا سيفعل الرئيس الأمريكي القادم!

مقالات

ماذا سيفعل الرئيس الأمريكي القادم!

 

يتطلع الكثير من العرب لمعرفة مستقبل بلدانهم مع الإدارة الأمريكية القادمة، ونشهد منذ أيام فرحاً من بعض المغردين العرب المؤيدين لإسقاط ترامب، ظناً منهم ان هدف جو بايدن و73 مليون امريكي صوتوا له هو تحقيق رغبات ونزعات الخارجين على القانون في العالم العربي من أتباع ولاية المرشد وولاية الفقيه، وتنصيبهم أوصياء على العالم العربي بدعم من بعض الإعلاميين والمغردين من أمثال: غادة عويس وتوكل كرمان ومحمد علي الحوثي وأسعد الشرعي.

 

ويجهل هؤلاء أن أمام الإدارة الأمريكية القادمة معضلات كبرى تنتظرها ، ومن أهمها: معضلة سيطرة الصين على الاقتصاد العالمي، وتقدم التنين الصيني على أمريكا في مجال السيطرة على العالم الرقمي، من خلال كون الصين هي البلد الأول في العالم في بناء شبكات الجيل الخامس التي ستغير وجه الكرة الأرضية، وتجعل العالم عالماً رقمياً يتم التحكم في دفاعه وأمنه واقتصاده وصحته وتعليمه وطرقه ومشاريعه وسكانه من خلال شبكات الجيل الخامس التي تعد الصين هي البلد الأول في بناء تلك الشبكات ، مما جعل الكثير من دول العالم تدخل في اتفاقيات مع شركة هوواي الصينية لتأسيس شبكات g5 فيها، وذلك سيجعل الصين متحكمة في العالم كله.

لذلك فإن أمام الرئيس الأمريكي القادم تحدياً عظيماً ستجعله مضطراً لبناء تحالف اقتصادي وكسب الدول المؤثرة في سوق الطاقة لمواجهة التنين الصيني القادم، ومواجهة أضرار كورونا الاقتصادية، التي خسّرت الاقتصاد الأمريكي خسائر فادحة، وجعلت ملايين الأمريكيين بلا عمل، وستكون السياسة الخارجية لبايدن منصبة على تحقيق تحالفات اقتصادية لاستعادة المكانة الأمريكية كقوة اقتصادية حكمت العالم لحوالي قرن من الزمان.

وعلى هؤلاء الخارجين على بلدانهم العربية أن يعلموا أنهم كانوا ورقة لعبت بهم بعض القوى لمصالح سياسية واقتصادية حتى انتهت صلاحيتها، ثم تركوا مصيرها بأيدي الحكومات والشعوب العربية والتي عملت على تطهير بلدانها منها، وحققت نسبة انجاز عالية، ولم يتبق إلا القليل والعمل جارٍ لتنظيفه، وليت هؤلاء يعودون لرشدهم ويندمجون في أوطانهم ويعملون كغيرهم في بناء بلدانهم : اقتصاداً وصحةً وتعليماً.

بقلم: فرحان الفيفي