ماكرون والمواطنة في العراق ولبنان
••••
بقلم غيث التميمي:
إحتفاء الشعب اللبناني الجميل بالرئيس الفرنسي ماكرون مؤشر على رغبة هذا الشعب الكريم بحياة نظيفة تنتج بيئة سياسية نظيفة تنتمي إلى منظومة القيم الانسانية الحرّة.
فشل النخب السياسية اللبنانية مماثل للقوى السياسية العراقية، يتلخص بغياب النزعة الأخلاقية الملهمة، سياسيون لا يملكون روحاً ابداعية خلاقة، عجزوا أن يصبحوا محل احترام واعجاب شعوبهم.
ينبغي أن نتذكر في هذه اللحظة الراحل الشيخ زايد هذا الرجل البدوي الكريم، لم يكن فيلسوفاً ولا ناطقاً باسم الله، كان انسان فقط، عاش كما عاش جميع أبناء شعبه منتمين لبيئة بدوية تألف قسوة العيش رحالة من أجل الكرامة والرغد.
نتذكر الحسين بن طلال المعظم ملك الاردن وبانيها وحارسها الأمين، هذا الرجل الذي صنع لشعبه الوطن الكريم في ظروف شديدة التعقيد والصعوبة وكأنه صنع معجزة، وهكذا صنعوا رموز الشعوب المتقدمة مثل غاندي ومانديلا وتشرشل وميركل.
أدركت القوى السياسية العراقية فشلها في ادارة الدولة ولكنها للآن لم تدرك بأنها تسببت في فشل جميل الشعارات والمبادئ والقيم التي أعلنتها في خطابها وأدبياتها، للآن لم يعقد حزب البعث العربي الاشتراكي مؤتمراً عاماً لكوادره المتقدمة وجماهيره يعترف فيها بأخطائه وأغلاطه ويقدم الأعتذار لشعبه الذي وثق به يوماً، لم يفعل ذلك الشيوعيون والاسلاميون، لم يعترف مقتدى باخطائه ويعتذر عنها، بل وعد مراراً باعتزال السياسة والعودة لحفظ تراث ابيه ولكنه سرعان ما نقض وعده، وهكذا الحكيم الذي اعلن عن ضرورة التصحيح غير عنوانه السياسي مراراً ولكنه لم يغير سياسته والقاعة التي يعتقدها العراقيون مغتصبة!
لم يفعل النجيفي ويعتذر للموصل واهلها الكرام المحطمين، لم يفعل المالكي حتى بعد أن اعترف بالفشل وقال بلسانه يجب علينا جميعا مغادرة السلطة والسياسة لأننا فشلنا وأنا اولهم، لم يفعل المطلك والخنجر والكربولي والعبادي والخزعلي والهاشمي.
بل لم تعتذر المرجعية عن دعمها يوماً لهؤلاء اللصوص على الرغم من احتقارها لهم ودعمها المستمر لتغييرهم واستبدالهم.
نحن أمام فراغ قيمي وأخلاقي غرقت به المنظومة السياسية في العراق ترك أثراً عميقاً في الماكنة الوظيفية للدولة حتى أصبح الفساد والرشوة والتقصير وانتهاك القانون مشهداً مألوفًا.
هذه الأجواء على الرغم من قسوتها وبشاعتها إلا أنها تحمل معها بشارة صبح جديد ينتظرنا تشرق فيه #ثورة_التغيير رافضة الرثاثة والضياع الذي بدد أحلامنا، سينتفض هذا الجيل مطالباً بشعارات جديدة ومبادئ جديدة وفكر جديد يعبد طريق الحرية والكرامة، هذه القراءة هي التي تجعلنا على يقين كامل من اقتراب لحظة التغيير نحو #دولة_المواطنة العادلة الشاملة النظيفة، لأن #المواطنة وحدها تحفظ للجميع قدرهم وتحمي حريتهم وكرامتهم ليكون التميز حليف المبدعين على قاعدة #تكافؤ_الفرص .
قيم المواطنة ومبادئها وفلسفتها هي المستقبل وهي الأمل وهي الحلّم، تجلى هذا المعنى في لغة الجسد المعبرة في سلوك الرئيس ماكرون مقارنة بالقادة اللبنانيين، فماكرون كان يتصرف بتلقائية ناتجة عن أخلاقيات المواطنة الفرنسية بينما قادة لبنان أسرى خطب وشعارات لم تجلب للبنان غير التمييز والانقسام والفقر والخراب.