ما هي الحرب السيبرانية؟

مقالات

ما هي الحرب السيبرانية؟
بقلم: اللواء الركن فيصل الدليمي
••••
1. الحرب السيبرانية هي أحدث نوع من الحرب عرفه الإنسان بعد الصواريخ وأسلحة التخفي، وكل دولة تمتلكها أو تبرع فيها تصبح مؤثرة عسكريا وسياسيا
2. تعريفها: اختراق لأجهزة الكمبيوتر والشبكات وأنظمة التحكم في دولة ما، وزرع برامج ضارة تسبب خلل بالبرنامج فتصبح النتيجة أن المخترِق ينجح في الحصول على معلومات من الخصم أو إيقاف نُظُم التحكم أو تفجير منشآت وغيرها..
3. الحرب السيبرانية قد تعني تفجير منشآت ومصانع وتدمير معسكرات ومقرات وقواعد عسكرية وأهداف حيوية مختلفة
4.قيام المهاجم في هكذا حرب اختراق أنظمة التحكم للخصم وزرع برنامج بديل مكان القديم ثم توجيهه للعمل كما يريد مما يعني أنه يمكن المهاجم من اختراق الأهداف الحيوية والتحكم في آلية عملها أو تفجيرها وهذا يتطلب كوادر غاية في الذكاء والمهارة في هذا النوع من الحرب..
5. حاليا تحدث حرب سيبرانية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب، وإيران من جانب آخر حيث قامت إسرائيل بتفجير محطات كهرباء ايرانيه وضرب مفاعل نطنز النووي الإيراني واختراق المدمرة الإيرانية الشهيرة “جماران” في أحد المناورات ووضع برنامج جديد أدى لتصويب خطأ في بارجة إيرانية أخرى قتل فيها 19 بحار إيراني في ميناء بندر عباس..
6.غالبا لا تعترف الدول بنتائج الحرب السيبرانية وتفسره على أنه حادث عرضي لعدم تشويه صورتها بالداخل أو لكي لا تظهر بمظهر الضعيف، لكنها في المقابل تحفظ حق الرد لنفسها حسب حجم وخطورة الهجوم، فإسرائيل لم ترد مثلا على اختراق بعض مواقعها الرسمية من قِبَل هاكر إيراني لكونه غير مؤثر يسهل بعدها السيطرة على الموقع.. لكنها ترد لو أدى الهجوم إلى خسائر..
7. لا توجد إحصائية رسمية عن أقوى الدول في هذه الحرب، لكن من المؤكدأن الدول العظمى ومن لديهم برامج صواريخ وأسلحة ذرية أو يمتلكون تقنية الحرب المخفية (طائرات جيل خامس) وخلافه هم أقوى الدول في الحرب السيبرانية، وحسب معلوماتي فجمهورية الصين الشعبية هي أشهر دولة في مجال (الأمن السيبراني) يعني صعب تخترق الصين ألكترونيا لقوة برامج الحماية وقرار الحزب الشيوعي بإنشاء جدار ناري ألكتروني منذ سنوات بعيدة..
8. ويمكن أن تحدث الحرب السيبرانية بجوار صراع عسكري آخر، يعني هجوم جوي أو صاروخي يصحبه حرب سيبرانية تعطل أجهزة الرصد في الدولة الأخرى، أو تزرع برامج تشويش دفاعية لحرف الهجوم عن مقصده كما يحدث في الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع سورية وإيرانيه حين يعطلون أجهزة الرصد..
9. باختصار: الحرب السيبرانية يمكنها تعطيل مؤسسات الدولة وخدماتها واقتصادها وجيشها، أو الحصول على معلومات حساسة أو زرع برامج تنصت، وهي نوع من الحرب لا يعرف حواجز جغرافية كسائر الحروب الأخرى.. وفوق كل ذلك هي (أرخص) نوع من الحرب لتكلفته البسيطة ونتائجه المدمرة وإمكانية استخدامه دون إعلان أو تحقيق أهداف الهجوم دون إمكانية للإدانة..
10. وعليه تعتبر الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل هما المتقدمين جدا في مجال الحرب السيبرانية في منطقة الشرق الاوسط من خلال قواعدهم المنتشرة في المنطقة وهذا ما يهمنا في هذا المجال في منطقتنا الساخنة واحتمالات المستقبل المخيف خاصة وأن الصراع والحرب والقتال لا يزال مستمر على الأهداف السوقية في العراق وليبيا وسوريا واليمن ولبنان وقطاع غزة ولم يحسم لأي طرف او جهه لكي تبداء مرحلة اعادة التنظيم والبناء والاستثمار وعليه لغة الحرب وطبولها لاتزال تقرع وتسمع ولذلك اليوم نجد دلائل ومؤشرات حرب الأستنزاف في منطقتنا الشرق الأوسط واضحة المعالم والشواهدفي الدول الساخنة لا سيما وان عقيدة حروب الأستنزاف في الأستراتيجية العسكرية الأسرائيلية تعد من ثوابتها الفاعلة في مهاجمة مهددات أمنها وبشكل خاص في المحيط الإقليمي لإسرائيل ولكن المتغيرات السياسية الجديدة في المنطقة وبروز مهددات أمنية جديدة في منطقة الشرق الأوسط تتطلب التكيف الأستراتيجي في التعامل معها بواسطة استثمار الثورة التكنلوجية العسكريةفي الحرب السيبرانية في ادارة حروب الاستنزاف من جانب ومن جانب اخر توظيف اسرائيل للحركات لإرهابية في محيطها الإقليمي لتحقيق الاستنزاف الشامل وبالتالي اختلال التوازنات الاستراتيجية لصالح اسرائيل أما يتعلق بالأستراتيجية العسكرية الجديدة للولايات المتحدة الامريكية في ادارة العمليات العسكرية عن بعد وهذا الأسلوب حصل بعد الدروس المستنبطة من غزو واحتلال أفغانستان والعراق والصومال وليبيا وأحداث سوريا خرجت الولايات المتحدة الامريكية بدروس جديدة وعلية ان الأستراتيجية العسكرية الامريكية غالبا ما تتكيف مع المتغيرات التكنلوجية والسياسية وتستثمرها في خدمة أهدافها الأستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط بواسطة ادارة العمليات من خلال استخدام التكنولوجيا في توجية الضربات العسكرية من خلال أشكال وأساليب الحرب السيبرانية والتي أثبت ناجحها وتأثيرها الكبير على الخصوم في سوريا والعراق وايران وأفغانستان وتأمين وتحقيق مبداء الأقتصاد في الجهد المادي والبشري بشكل كبير وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..
تحياتي