مسيحي لبناني يكتب شعر مدح لرسول الله.. هذا ما كان قبل ظهور الشيعة
••••
فَإنْ ذَكَرْتُمْ رَسُولَ اللهِ تكرِمَةً
فَبَلِّغُوهُ سَلامَ الشَّاعِرِ القَرَوِيّ
هذه الأبيات البديعة كتبها رجل من المعمرين أهداها لديوان العرب تحية وسلاما على نبيه الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه.شاعر مجيد رائع ذو شيم.كنا نقرأ أشعارا رائعة لانعرف لمن هي،ونعجب من روعتها وحسن سبكها. ومن بديع الشعر قصيدته الرائعة التي ذم بها التبرج والأزياء المنحلة التي طغت في الزمان الماضي بعد العفة والستر وهذه الأبيات قل أن يرتقي واعظٌ المنبر إلا ويصدح بها محركا القلوب ومنهضا الغيرة في صدور الفحول
لحد الركبتيــن تشمريـنَ
بربك أيّ نهـر تعبرينَ
مضى الخلخال حين الساق أمست
تطوّقها عيـون الناظرين
هوى عرش الجمال من المحيا
الى الاقدام فاستهوى العيونَ
كأن الثوب ظـل في صباح
يزيد تقلصا حينا فحينَ
تظنين الرجال بلا شعور
لأنك ربما لا تشعرينَ
و ماذا ينفع التهذيب نفسا
تحارب فيك ابليس اللعينَ
فيا ليت الحجاب هوى فامسى
يرد الساق عنا لا الجبينَ
فانّ الساق اجدر ان تغطى
وانّ الوجه اولى ان يبينَ
إنها ليست لمسلم! إنها لمسيحي لبناني عروبي الهوى، وحدوي الفؤاد، ذو نزعة ميالة للتآلف والود.
في قرية البربارة سنة 1887 للميلاد، ولد الشاعر القروي (رشيد سليم الخوري) الذي أدهش العرب برقته ووفاءه، لأبويين مارونيين، وتأثر شاعرنا بمدرسة البحث والإحياء العربية التي أسسها محمود سامي باشا البارودي الـﭽركسي. فرضع حب العروبة والوحدة والانسجام بين أهل البلد الواحد بعيدا عن إطار الطائفية .ومن روائع مبادراته قصيدة عجيبة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قدمها لمسلمي لبنان (بغض النظر عن مسألة بدعية المولد)يقول فيها:
عِيدُ البَرِيَّةِ عِيدُ المَوْلِدِ النَّبَوِيّ
فِي المَشْرِقَيْنِ لَهُ وَالمَغْرِبَيْنِ دَوِيّ
عِيدُ النَّبِيّ ابنِ عَبْدِ اللهِ مَنْ طلعَتْ
شَمْسُ الهِدَايَةِ مِنْ قُرْآنِهِ العلوَيّ
بَدَا مِنَ القَفْرِ نُورَاً لِلْوَرَى وَهُدَىً
يَا لِلْتَمَدُّنِ عَمَّ الكَوْنَ مِنْ بَدَوِيّ
يَا صَاحِبَ السَّيْفِ لَمْ تُفْلَلْ مَضَارِبُهُ
اليَوْمَ يَقْطُرُ ذلاّ سَيْفُكَ الدَّمَوِيّ
يَا فَاتِحَ الأَرْضِ مَيْدَانَاً لِدَوْلَتِهِ
صَارَتْ بِلادُكَ مَيْدَانَاً لِكُلِّ قَوِيّ
*يَا حَبَّذَا عَهْد بَغْدَادٍ وَأَنْدَلُسٍ*
*عَهْدٌ بِرُوحِي أُفَدِّي عَوْدَهُ وَذَوِيّ*
مَنْ كَانَ فِي ريْبَةٍ مِنْ ضَخْمِ دَوْلَتِهِ
فَلْيَتْلُ مَا فِي تَوَارِيخِ الشُّعُوبِ رُوِي
*يَا قَوْمُ هَذا مَسِيحِيٌّ يُذَكِّرُكُمْ*
*لا يُنْهِضُ الشَّرْقَ إلاّ حُبُّنَا الأخَوِيّ*
*فَإنْ ذَكَرْتُمْ رَسُولَ اللهِ تكرِمَةً*
*فَبَلِّغُوهُ سَلامَ الشَّاعِرِ القَرَوِيّ*
مشاعر عجيبة صادقة لايشك بها أحد، ومثل هذه المشاعر الوطنية الجميلة تلك القصيدة التي صاغها إبداع الشاعر المصري الرائع أحمد محرم بعد اغتيال بطرس غالي اذ يقول فيها
كَذَبَ الوُشاةُ وَأَخطَأَ اللُوّامُ
أَنتُم أولو عَهدٍ وَنَحنُ كِرامُ
حُبٌّ تُجِدُّ الحادِثاتُ عُهودَهُ
وَتزيدُ في حُرُماتِهِ الأَيّامُ
وَصَلَ المُقَوقَسُ بِالنَبِيِّ حِبالَهُ
فَإِذا الحِبالُ كَأَنَّها أَرحامُ
وَجَرى عَلَيهِ خَليفَةٌ فَخَليفَةٌ
وَإِمامُ عَدلٍ بَعدَهُ فَإِمامُ
لا نَنشُدُ العَهدَ المُؤَكَّدَ بَينَنا
النيلُ عَهدٌ دائِمٌ وَذِمامُ
*مُدّوا القُلوبَ مُصافِحينَ بِمَوقِفٍ*
*عَكَفَ الصَليبُ عَلَيهِ وَالإِسلامُ*
*عيسى وَأَحمَدُ وَالأَئِمَّةُ كُلُّهُم*
*بَينَ الحَوارِيّينَ فيهِ قِيامُ*
*أَعلى البِناءِ لَكُلِّ شَعبٍ ناهِضٍ*
*ما كانَ مِنهُ عَلى الإِخاءِ يُقام*ُ
الدينُ لِلَهِ العَلِيِّ وَإِنَّما
دينُ الحَياةِ تَوَدُّدٌ وَوِئامُ
*إِن كانَ لِلواشي المُفَرِّقِ مَأرِبٌ*
*فَلَنا كَذَلِكَ مَأرِبٌ وَمَرامُ*
*أَنَظَلُّ صَرعى وَالشُعوبُ حَثيثَةٌ*
*وَنَعيشُ فَوضى وَالحَياةُ نِظامُ*
إِنّا لِمِصرَ عَلى تَقَلُّبِ أَمرِها
أَبناؤُها الموفونَ وَالخُدّامُ
نَرعى حِماها وَالخُطوبُ مُغيرَةٌ
وَنَصونُها وَالحادِثاتُ جِسامُ
وَنَقُدُّ مِن مُهجاتِنا عَلَماً لَها
تُطوى وَتُنشَرُ تَحتَهُ الأَعلامُ
إِن تَرفَعِ الهِمَمُ الشُعوبَ فَإِنَّنا
شَعبٌ تدينُ لَهُ الصِعابُ هُمامُ
يا مِصرُ هُبّي في المَمالِكِ وَاِعمَلي
ذَهَبُ الكَرى وَتَوَلَّتِ الأَحلامُ
وكأنهم يتكلمون عن حالنا اليوم وكيف تتخطفنا النوائب وتفتك بنا الفتن الطائفة، وإن دلت هذه القصائد المعبرة عن شيء فإنما تدل على وعي الناس بمايحاك ضدهم من مؤامرات وعلى حسن القيادة الملكية ذاك الوقت، فياليت قومي يعلمون