معركة ترامب هي معركتنا نحن العرب

مقالات

معركة ترامب هي معركتنا نحن العرب
يوسف علاونة
••••
قدم الدكتور أحمد الفراج تحيلا دقيقا يصل إلى حد التشخيص المطلق للحالة الأميركية التي على حكوماتنا الانتباه إليها جيدا، جيدا، جيدا جدا.. فنحن ك (منطقة) و ك (أمة) يرجح أن نكون أول أدوات الصراع بين هؤلاء اليساريين الذين يريدون السيطرة على القرار في أعظم دول العالم.
‏وما سيحدث، وأقولها بكل ثقة ويقين يتطابق مع ما يتعين على كل عربي أن يؤمن به، وهو أن (لينصره على الدين كله) أول ما تحققت فكانت على (الفرس والروم) ابتداء من أول تشكل دولة (رسالة العرب) بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم خلفائه الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
‏ثم كان النصر مستمرا متواصلا بعون الله و(حفظه) لدينه (الكتاب والسنة) حتى تبلورت المعادلة المقابلة التي تواجه الإسلام وهي: “حيث الروافض حيث الخوارج”، والتي يمثلها (التشيع الفارسي) مع قطيع (الخوارج) الذين كان شعارهم ابتداءً هو (صلاح الخليفة) وصولا حتى (الشعب يريد إسقاط النظام)، ‏مرورا باغتيال أمير المؤمنين عمر على يد الفرس، وبقية صفحات الفتنة التي فُتحت بعد (كسر الباب الذي هو عمر)، وعلى رأسها قتل أمير المؤمنين عثمان على يد الخوارج، ثم التمرد الفارسي عبر العباسيين على الدولة الأموية العربية، ثم خضوع (الرسالة) لسيطرة الفرس والترك الذين ورثوا (الروم)، ‏بأثر الموقع الجغرافي، ثم تمددوا أوروبيا حتى جلبوا بسياساتهم المنحرفة والحمقاء الاستعمار الأوروبي الذي نفذ مشروع قيام إسرائيل للقذف بالمسألة اليهودية بعيدا عنه، دون استبعاد غرضية إنشاب الصراع بين العرب واليهود لمصلحة (الصليبية العميقة) ورغبتها الدفينة بالقضاء على الطرفين.
‏أما الفرس فحافظوا على وضعية (بؤرة التشيع) وألبسوا عنصريتهم عقيدة نبذ الرسالة المحمدية العربية بأكذوبة (الولاء لأهل البيت)، ولما كان أهل البيت ماتوا وانتهوا وانقضى زمنهم ودورهم حتى لم يبق منهم من أجل الرسالة إلا (نسل) سيخرج منه (مهدي) يحكم بالعدل ضمن علامات (الساعة)، ‏جاؤوا بمدعي النسب إلى (أهل البيت) ليكونوا رموز تحطيم الرسالة وخلق (دودة) الصراع فيها حتى تتآكل من الداخل، بينما يسود الخوارج الساحة، جنبا إلى جنب مع (المتداعين) على (قصعة) الأمة من شتى أصناف الكافرين المتضررين من رسالة السماء التي تنشد العدل والسلام والخير للبشرية.
‏وبما أن (الرسالة) أفلتت من يد أصحابها الأصليين بواسطة (الفرس) و (الترك) فقد ضاعت قيادة البشرية لصالح قوى عظمى متأرجحة في (الحومة الرومية) فتقاسمها (الإسبان والبرتغاليون) ثم القوى البحرية (الهولنديون والانجليز) ثم تبلور الاستعمار القديم (فرنسيون وانجليز) حتى جاء المارد الأميركي محكوما بحالة (عالمية) من الصراع مع (الشيوعية)، وبقاياها (الصين)، وحتى وضعية (العولمة) التي يحدد موازين القوى فيها ثلاثة عناصر رئيسية هي (القوة النووية) و (الاقتصاد الالكتروني) و (التواصل الاجتماعي) والتي كانت انتقالا من (قوة التحشيد) و (اقتصاد الانتاج السلعي) ‏والإعلام التقليدي (صحف شبكات وإذاعات)، ليختلط ذلك ويتزامن مع ارتجاج في (تكوين) القوة (الرومية) الأولى وهي الولايات المتحدة، لتشوبها خلائط عالمية نابذة لمكونها الأساسي من العنصر (الرومي الأبيض)، تماما كما حصل بعد الدولة الأموية، بقهر العرب لصالح الفرس والترك وجواسيسهم، ‏فبلغ الوضع حدا جاءت فيه الأقليات برئيس لأميركا كان مستفزا للعمق العميق من طبيعة البلد، ثم جرى اختراق (السوشال ميديا) بالقادمين الجدد من الذين جمعوا ما بين الهوية الأميركية والولاء لبلادهم الأصلية، وأحيانا معاداة الولايات المتحدة لصالح بلادهم (روسيا، الصين، إيران الخ).
هذه هي صورة الوضع بكل بساطة، وهو ما سأعرضه وأستكمله في حديثي الليلة إن شاء الله في بث مباشر:

‏⁦‪youtube.com/channel/UCzmB7…‬⁩