مفارقات آخر زمن!

مقالات

مفارقات آخر زمن!

يوسف علاونة

••••

هل يقبل الترك أن يحكم تركية عربي؟

‏طرحت السؤال لا لتعرف كم هم أنصار اردوغان العرب حقراء

‏ولكن حتى تفهم أن العلة مع الأترك كما الفرس علة لا حل لها إلا بكسر أنوفهم.. لقد انقلب المفهوم على رأسه فصار عاديا أن يحكم العرب تركي، ولا يحكم الترك عربي.. تخيل!؟.

الدهشة هنا لا تنفع معها أي استعارة، لأذهب إلى دراما السينما الحديثة فأنقل سؤال أحمد زكي (وزير تشابه الأسماء) مدير مكتبه هشام عبدالحميد بعد أن حكى له قصته مع زوجته السابقة (يسرا) التي كان يكتب فيها التقارير للمباحث:

– عمرك شفت واحد بيكتب تقرير عن مراته؟

• مهو دول يفندم أهل الثقة

– عمرك شفت سفالة أكتر من كدة؟

• الصراحة لا.

• أيوا.. دي الإجابة الصح.

إنه انقلاب تام في المفهوم

التركي يحكم العربي، ولكن العربي لا يحكم التركي!.

تخيل؟

الاخونجية لأن معدنهم غير أصيل يتخيلون هذا.. المسألة سهلة تماما.. هم يتصورون الأمر في نطاق تبدل حال معقول.. ويحصل، بل يمكن أن يدللوا لك على المسألة بالقول: الدنيا مثل الخيارة يوم في يدك ويوم في ….

وعادي جدا.. أنت فقير اليوم وتشتغل عند الذي كان يعمل خادما لديك.. هذه أرضك اشتراها الدخيل الذي كان يبيع الفول للناس صباحا.. رجل اغتنى بعد أن ربح بطاقة يا نصيب..

الحثالات تستخدم هذه القياسات، دون قدرة على استيعاب أن الله خلق العربي ليكون سيدا على كل أحد.

ولهذا جعلت حكمة الله هذا العربي فقيرا.. وسط الرمال.. محتلا من الغرباء.. ممزقة بلاده.. وخاضع للسيطرة من الغرباء.. والاستعمار.. هو الوحيد الذي تخشاه الامبراطوريات والقوى العظمى، والجبابرة، وكل أنواع المنحرفين والمنحلين على امتداد العالم.

لماذا؟

لأن الله الذي لا إله إلا هو ويعلم أين يضع رسالاته، جعل رسالته الأخيرة إلى البشرية عند العرب، فكان الرسول عربيا، وكانت القبلة عربية، والصحابة عرب، والأبطال الفاتحين عرب، والحكام الأوائل عرب، والقرآن عربيا، والصلاة بلغة العرب، وقبلة الصلاة كعبة في بلاد العرب.

هل يفهم الاخونجية والجواسيس هذا؟.

لا يمكن

لماذا؟

لأنهم خليط حثالات تعشق الفرس والترك.. وتبغض العرب.

وفي النقاش حول هذا مع المعترضين لا ينطبق غير القول: عنزة ولو طارت، وتقول ثور يقول لك احلبه!.

لا يوجد عندي أي أسف على أي شخص في رأسه ذرة تعاطف مع إيران وتركية ولا توجد عندي أي رغبة بأن يتابعني أحد من صوبهم ولا علاقة للإسلام بالموضوع إلا عندما ترتفع الرايات في شوارع تركية وإيران وقد كتبوا عليها: نحن غير مؤهلين لحكم العرب ولا نستطيع حمل رسالة الإسلام.

عند ذلك يمكننا البحث بقواعد الجوار والتعاون والمصالح المتبادلة ومعنى لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وما هو الإسلام وما هي مسؤولية المسلم.

وبغير هذا اتباع دين العرب في الجاهلية أفضل من الشراكة مع الفرس والترك بالإسلام، ذلك أن الفرس جعلوا الإسلام دينا للحزن واللطم والانتقام وزرع الأحقاد ورتبوا على الدين تمييزا عنصريا بين الناس بشعار أهل البيت وهم من أهان أهل البيت وشتم رب بيتهم وطعن في عرضه، والترك جعلوا الدين للنطنطة والطرب والمقامات والقبور وتنويم الأمم ليحكموها عبر جسر أطماع قومية لا أساس لها.

@yousef_alwnah