من أين جاء اللطم؟
يوسف العلاونة
•••••
كان اللطم استعارة من عقيدة منحرفين خرجوا على الأورثوذوكسية المسيحية الشرقية، وكانوا منحرفين جنسيين يؤمنون بأغراض دنيئة تتعلق بمتع شاذة خارج الوعي وتعتمد على تعاطي المخدرات، وانتشرت في صفوف شباب ضال منحرف عن تعاليم السيد المسيح عليه وعلى أمه السلام.
وانتشرت في تلك الأوساط في أواخر القرون الوسطى طقوس للطم وإيذاء النفس وإلى حد ما التطبير والنطنطة في حلقات عارية للجنسين وسميت العقيدة (الخليستيه) وهي عقيدة مسيحية أورثوذوكسية منحرفة دانتها الكنيسة واستنكرتها ظهرت قبل 400 سنة في شمال بحر الأسود من ناحية روسيا القيصرية.
وانتشرت الخليستية هذه في كثير من الأديرة في فى تلك المنطقة ليتم تطبيقها سريا، حيث كان الأتباع يخرجون منها بعد ممارسة طقوسهم في حال نشوة كاملة واتخذوها كنوع من العبادة في التوحد (مع الرب) وهو ما انتقل أيضا لبعض الفرق الصوفية المتطرفة التي زعمت (التوحد مع الله) جل شأنه عن هذا.
وإذا كان المتصوفة أخذوا من هذه العقيدة النطنطة في حلقات فإن التشيع الصفوي أخذ منها اللطم وإيذاء النفس وهو ما كان يتم تحت تأثير الخمر ويتم تعويضه بممارسة الجنس الجماعي بين المؤمنين.. يتخلل ذلك الجلد والضرب بالسلاسل واللطم بالأيدي ثم شق الملابس وممارسة الجنس.
وقد انتشرت هذه الهرطقات كنوع من الاحتجاج على سلطة الكنيسة، وازدهرت في حوض البحر الأسود وكنائس وأديرة القوقاز وشبه جزيرة القرم ومناطق من رومانيا وبلغارية وأوكرانيا ووصلت إلى الشيعة الرافضة، لكن الخليستيه كانت سرية أما التشيع الصفوي فقد جعلها فضيحة معلنة لتمارس اليوم في الشوارع.
ويعد راسبوتين أحد أهم الشخصيات التي أنتجتها هذه الحركة المنحرفة وكانت سبقتها في روسيا نهاية القرن الرابع عشر هرطقات معارضة للكنيسة مثل حركات نشأت في بسكوف ونوفغورود ومنها حركة (ستريغولنيك) التي عبرت عن احتجاجها على رشوة الكنيسة ونهب المال.
وشكك شمامسة (خدام الكنيسة) بسكوف نيكيتا وكارب في الأسرار المقدسة التي يقوم بها الوزراء الرسميون في الطائفة، وقالوا: إنها لا تستحق جوهر الكاهن، ونحن نقدم لك رشوة، فلا يليق بهم أن تنال منهم الشركة ولا تتوبوا ولا تقبل معمودية منهم.
ومثلما كانت الكنيسة تهيمن على حياة الناس فإن المرجعية التي نشأت في الدين الشيعي عملت على الهيمنة على حياة الناس عبر جعلهم يؤمنون بكل شيء يقوله (المراجع) تحت شغار غاطفي بلا أي جدوى وهو حب أهل البيت (الموتى) ليسفر ذلك عن خلق (أهل بيت أحياء) ممن الذين يحملون لقب (سيد).
وكانت الكنيسة المسيحية قاومت هذه الهرطقات المنحرفة وسمتها (بدع اليهود) بهدف تقويض أسس الإيمان المسيحي والارتباط باليهودية، وسمي تحرك اليهود هذا في كييف (أوكرانيا) ب “الصخارية” ثم تم انخراط هذا الصراع في النزاعات السياسية.
واصطنعت هذه (دانيلا) أسطورة نشرتها بين الأتباع مفادها أن الكتب القديمة والجديدة لا تؤدي إلى الخلاص وأن الخلاص بالتخلص من الكتب وهو ما يشبه الإهمال الشيعي الذي نعاصره للقرآن الكريم وذكر الله، والتركيز على أساطير (أهل البيت) المفبركة.
ثم برز زعيم روحي لهذه الجماعة هو إيفان تيموفيفيتش سوسلوف وهو فلاح من منطقة موروم في مقاطعة فلاديمير، وفي عام 1649 زعم أنه مهدي جاء تماما بشخصية يسوع المسيح!.
ثم اختار زوجة اسمها أكولينا إيفانوفنا واعتبرها (أم الرب و12 من الرسل الحواريين).
ولما زادت أموال سوسلوف انتقل إلى موسكو، فتغيرت نوعية أتباعه من الفلاحين البهايم إلى متعلمين نصابين (سرسرية) يريدون مشاركته بعض المكاسب!.
وهنا اشترى سوسلوف منزله وأطلق عليه اسم “بيت الله” و “بيت صهيون” وأيضًا “القدس الجديدة”.
وبعد وقت يسير مات سوسلوف فخلفه بروكوبيوس لوبكين واعتبروا أن المسيح حل به على أنه المسيح فأسس أول مجتمع خليستي وكان عندما يظهر يصرخون كما يصرخ الشيعة حسين حسين، فيهتف أتباعه ملك ملك!.
وفي عام 1740 ظهر مسيح جديد في موسكو اسمه أندريان بيتروف، وكان فلاحا تظاهر بأنه مبارك من الرب (سيد)!، وكان يعقد الاجتماعات وسط ضرب السياط بعد التعري (زلط ملط) ثم بدأ بإقامة حفلات دعارة يحضرها علية القوم من (النبلاء)!.
وعام 1745 اعتقل 416 شخصا من القساوسة والرهبان والراهبات فسجن بعضهم وأرسل الباقون إلى أديرة بعيدة لكن الطائفة صمدت، وفي عهد الإسكندر الأول (القرن 19) انتشرت الماسونية والتصوف بين الطبقات العليا لروسيا، فعادت الخلسنية بقوة.
ثم طورت الطائفة أسلوبا جديدا لممارسة الجنس الجماعي في سفن في البحر.. وكان يقود سفن خليست مرشدون أطلق على كل ربان منهم لقب (المسيح)، ويشترط فيه الصوت الجميل (مثل الرادود في الدين الشيعي)، ويتمتع كل قائد في سفينته باحترام كبير ولا تجوز مجادلته مهما قال.. لأنه (سيد)!.. حيث تضمنت (الشعائر الخلستية) نفس ما جرى تقليده في (الشعائر الحسينية) فعرفت الترانيم الروحية ومنها (فرح) و (نبوءة) أما الفرح فهو جلد الذات والجري في جميع أنحاء السفينة أو المكان والدوران في الهيجان (حالة من النشوة)، ثم الجنون التام ثم التعري ثم ممارسة الجنس الجماعي!.
ومثلما استند التشيع المنحرف على عقيدة حزن لا نظير لها على موت الحسين، وكأن الحسين يجب أن لا يموت، تستند الخلستية على فكرة أن المسيح لم يمت بالروح وأنه باق في الأرض ويعيش في أجساد المؤمنين وأن هذا ينتقل من شخص إلى آخر.
وقد اعتبرت الطائفة الزواج من اختراع الشيطان لكن العلاقات الجسدية مع “الزوجات الروحية ليست خطيئة بل متاح التمتع بها بل إن حب المسيح الروحي يسمح للأقارب المقربين وحتى الأخوات والبنات أن يكونوا (زوجات روحية) للمؤمن!.
ونحن نختم فإن هناك المزيد من المصادر بما فيها المصادر الشيعية التي تشرح كيفية إرسال إسماعيل الصفوي (مؤسس التشيع الحديث) للمبعوثين لاستعارة طقوس تمت إضافتها للتشيع من الطوائف المنحرفة في أوروبا والهند، وإلا فهل هناك لطم وتطبير في الإسلام؟.