هل كان عبدالحسين عبدالرضا مواليا لإيران!؟
يوسف علاونة
عرفت المرحوم عبدالحسين عبدالرضا منموقع مهني أتاح لي أن أراه غير طائفي، علماأن (الطائفية) الشيعية عندي لها مؤشر بسيطجدا وهي موالاة الشيعي الذي يعيش خارجإيران لإيران، وعبدالحسين عبدالرضا كانمواليا لبلده الكويت، ولم يكن على أي علاقة معإيران ونظام وليها الفقيه، وبالعكس كانتالسعودية التي يعتبرها موالو إيران بلدا تكفيرياوهابيا بالمطلق.. كانت البلد الذي يحب والشعبالمحب، وهذا أيضا مؤشر مهم جدا.
إن المشكلة في بلادنا وخصوصا التي تتواجدفيها أقليات أو مجاميع شيعية لم تكن في أي يومجراء وجود الشيعة أو التشيع فالقاعدة هناوضعها القرآن الكريم في (لكم دينكم ولي دين)وإنما نجمت عن وجود ولاء سياسي وعقيديلدولة عدوة لها هدف خارجي يستهدف وجودناويمتطي لتحقيق أهدافه التشيع ووجود منصدق هذا ووالاه فالتحق بأوهام وأحلام (ولايةالفقيه) فصارت إيران أهم عنده من بلده فاتخذوضعية الشبهة والتشكيك والإيذاء لبلده اعتقادامنه بأن هذا واجبه العقدي تجاه ولاية الفقيه.
نحن لا يمكن أن نكون ضد الشيعة كونهم شيعة،فالإنسان هنا يولد ويموت على دين أهله وليسفي اليد تغيير عقيدة أحد لأنها في العموم أوالمجمل ليست خيارا عقليا ذاتيا يتخذه كل فردفيقرر ماذا يكون أو ماذا هو عليه.
في حدود عمله عمل العبدالحسين عبد الرضاعلى إسعاد الناس وزرع البسمة والتفاؤلبينهم، وحتى هذه ستجد عليها خلافا بين منيحرم الفن أو لا يراه حراما، وهذا ليس شأنالمواطنين وإنما متصل بما يقوله أهل العلم،لكن الأساس أن الرجل حتى في صلاتهالشخصية ما كان طائفيا، بل هو حتى لم يتغيرمع أحد أبنائه عندما تحول للمذهب السني وظلعلى صلته الوطيدة والأبوية معه، وبالتالي فهذهالضجة على الترحم عليه من عدمه مفتعلةوتدخل في نطاق انشقاقات ترفية لا جدوى منها.
وحتى إن كان الترحم غير جائز فقهيا فما هوالذي يضير بأن أترحم إذا كان ذلك يشيع جوامن التعايش مع مواطني الشيعة الذيلعبدالحسين مقام لديهم لأنه شيعي؟
نحن في حاجة لاستعادة مواطنينا الشيعة منحالة نبذ جرت جراء محاولة إيران اختطافهممنا وجعلهم في موقف ضد بلادهم ولصالحإيران.
إن هناك خللا لا بد ان نعترف به ويخصنا نحنوهو أن حكوماتنا لم تبذل الجهد الكافي لسدالثغرات التي تنفذ منها إيران للحصول علىولاء المضللين تماما كما يوجد تقصير أتاحللمنظمات الإرهابية السنية المتطرفة أن تختطفمنا شبابنا فتوهمهم بأن العمل ضد بلادهموشعوبهم فيه خدمة للإسلام.
وفي الشأن العام ينطبق هذا على جهد صاحبالقرار في عمله لجذب قيادات شيعية بهدفإزاحتها عن الحضن الإيراني كما في حالة السيدمقتدى الصدر وأتباعه من الشيعة عبر إقناعهمبأن العلاقة السعودية العراقية ستكونمردوداتها عليهم أفضل وأجدى من علاقتهمبإيران.
ونحن نرى أن المملكة العربية السعودية لهاسياسة طيبة وفعالة في هذا الشأن.
في التقدير البديهي فإنه لا يجوز على الميتغير طلب الرحمة.. ونحن نسأل الله لهذا الإنسانالرحمة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.