والدي السعودي المجاهد.. في فلسطين
•••
بقلم مواطن سعودي:
مكث الوالد سبع سنوات في فلسطين و كان يحث المختار على شراء السلاح و كان رجلا وطنيا وذو همة عالية، أنا الوالد فلديه خبرة بطرق السفر إلى مصر فكان يهرب الأسلحة منها للمجاهدين وكان يخزنها بمزرعة للمختار.
عمل والدي بمهنة (سهاري) في بيارات البرتقال أو (ناطور) كما يقال في فلسطين، ثم أصبح المشرف على زراعة البيارة، وحكى لنا بأن الإنتاج كان من أحسن السنوات عندما داهمهم اليهود وحاصروا بلدة سلمة وكذا بلدة الخيرية وغيرها و كانوا يقاتلون ليلاً و يخبؤون السلاح تحت الارض.
ويقول “نظمنا أنفسنا وكنا كثرة من السعودية.. من الحجاز ونجد ومن زهران وكان معنا بعض اليمنيين وكانوا يسمونا جميعا حجازيين.
وقد تواصل الوالد مع عبدالقادر الحسيني شخصيا وذلك عندما نفذت الذخيرة من المجاهدين، وأحد مقتنياتي كتاب بقلم الرصاص يثني فيها الحسيني على جهود والدي، ورفاقه الفدائيين من أهل الحجاز ، ومازال الوالد على هذه الحال مستمرا بالعمل والجهاد وتهريب السلاح حتى داس زميل له على لغم خلال محاولة إنقاذ أحدالمصابين فتعرض الوالد لإصابة قطعت جميع أصابع يده اليمنى ماعدا الإبهام، كما ظل في جسده شظايا بالقرب من مفصل الحوض الأيمن، كانت تسبب له الألم إذا أكثر من المشي وظلت فيه وكان يفتخر بهذه الشظايا حتى مات رحمه الله وهي فيه وهو بسن 87 سنة.
وقد وقع والدي أسيرا لدى العصابات اليهودية لمدة قصيره له ذكر فيها روايات عن التعذيب بالتجويع وقتل بعض الأسرى والغدر بالمصابين خصوصا في حرب عام 1948م.
وذكر لي والدي أنهم فوجؤوا بنقلهم إلى معسكر للاعتقال، فإذا بنا أحرار من الأسر وفهمنا من الضابط العراقي بأنه تمت مبادلة دولية واعتبرونا من رعايا ابن سعود وأنه سيتم نقلنا إلى ميناء العقبة ومن ثم إلى جدة، وهذا ما حصل فعلا حيث تمت الهدنة بين الجيوش والمجاهدين العرب وإسرائيل.
أحفظ قصصا كثيرا رواها والدي، ومنها أنه كان قناصا تدرب على السلاح بصحراء العلا وكانوا يقنصون اليهود في معسكراتهم، ففي النهار يعملون في البيارات وفي الليل مقاومة.
وذكر بأنه أنقذ أسرة المختار الذي رفض الخروج من البلدة فأخذت زوجته وبناته وولده الصغير إلى الضفة ونصبت لهم الخيام، ثم عدت إلى البلدة فوجتها محتلة ودخلت تحت الأشجار والرصاص ينهمر علينا فوجدت المختار البطل يقاتل مع ابنه الكبير وكانوا يريدون النصر أو الشهادة لكن الكثرة تغلب الشجاعة حتى إقتنع وخرجنا تحت وابل من الرصاص.
أعتذر عن الإطالة فهذا تاريخ و مليء بالأحداث.. وأحب أن أذكر قصة لا يعرفها الكثير من الناس خاصة هؤلاء النكرات من الأحزات التي تزعم الدين مثلها مثل الأحزاب الكافرة وكلها تطعن بأهل السعودية ومواقفهم، وهم يزعمون بتحرير فلسطين مع أنهم لم يبذلوا سوى الكلام.
والدي عاد مرة أخرى إلى فلسطين ووقع في الأسر مرة أخرى فهرب من الأمم المتحدة إلى الكويت، التي وصلها على ناقته وقد خسر ما جمعه من مال في تجارته وعمله ومنه 600 جنيه ذهب أقرضها للمختار وراحت تحت نير الإحتلال وعند الوداع اعتذر المختار وعرض بناته الأربع فقال إختر ما شئت عوضا عن مالك وأنت تعرفهن جيدا، فقال الوالد هن مثل أخواني ويعوضني الله خير وباع ناقته بالكويت، واشترى غنما أخذ تزيد ببركة طاعته لله وسلوكه القويم رحمه الله، ثم دله أحد أصدقائه من أهل سدير على المشاركة بالتجارة فتعلم منه وكان ذلك زمن الطفرة المالية البترولية في الكويت في الخميسنيات الميلادية، عوضه الله خيرا، ثم أصبح إماما ومؤذنا باقي عمره.
والسلام.
••••••••
لدي تعليق بسيط أنا يوسف علاونة على هذه القصة الجميلة، وهو: أننا في حاجة لإعادة كتابة تاريخ قضية فلسطين الذي زوره الاخونجية والشيوعيين وعديمو الدين تماما كما زور الشيعة الفرس تاريخ أعظم دول الإسلام بعد الخلفاء الأربعة الأوائل، وهي دولة بني أمية.
شكرا