يا شيعة العالم العربي استيقظوا
يوسف علاونة:
التاريخ الذي يتم تظهيره في هذا النص موجه للأشقاء الشيعة العرب الكرام، الذين يرفضون دفع الخمس لمعممي الفساد أو إرسال المال لتمويل الإرهاب الإيراني، ويرفضون ممارسة دعارة المتعة، ويتسامون مع بناتهم الكريمات المعصومات عن هذه السفالة.. أكرمهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم.
••••
من الأمور المهمة التي يجب أن يعرفها الشيعة ما جرى في زمن الإمبراطورية القاجارية من تنافس روسي بريطاني على إسقاط دولة القاجار، فكان السبيل إلى ذلك نشر وتأسيس الفرق الباطنية ودسها بين الشيعة ليكونوا طابورا خامسا بينهم فتأسست البهائية الكافرة ولكنها سقطت ونفر الناس منها، وبعدها تأسست البابية عبر المنحرف الشيرازي بشخصيته الإباحية الملعونة حيث كانت “قرة العين” فتاة فاتنة الجمال وقوية الشخصية وكانت هي المؤثر الحقيقي ومحرك (الباب) للسيطرة على الشباب ونشر الإباحية ومن ذلك ما جرى في مؤتمرهم في صحراء بدشات وكيف أن الإيرانيين حينما علموا بهذه الفرقة الإباحية بجوارهم خرجوا ورجموهم وطردوهم خوفا من أن تنالهم عقوبة من الله بسببهم مما يدل على أن الناس كان فيهم شيء من الخير والفطرة. وقد جاءت الامبراطورية القاجارية بعد الحكم الأفشّاري والذي أوقف سب الصحابة بعد مؤتمر النجف وكان نادر شاه من اصول سنية تركمانية وكان مملوكا عند الصفويين، وبتقدير من الله سبحانه علت مراتبه يحكم هذا المملوك الدولة وينسف الصفويين ويحاول توحيد شعبه بعيدا عن التناحر المذهبي، فكانت هذه المسألة تؤرقه كثيرا حتى فكر أنه لو جاء بطرف ثالث ليكون حكما بين الفرق المتناحرة جمع الكلمة، وكان ملالي الشيعة تحته في ضيق شديد بعد أن حجمهم، وساقهم إلى مؤتمر النجف عام 1156ه والذي أذعن فيه مجتهدو الشيعة لإمامة ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وفرح نادر شاه بنتيجة المؤتمر.
وجاءت حقبة القاجار وهؤلاء كانوا من الشيعة لكن تشيعهم كان ملكيا وتدينهم تدين ملوك كما يقال (لا شيعة شوارع)، فالعلم بالدين ضعيف عندهم وغالب همهم هو توطيد ملكهم وتقوية مملكتهم.
وكان من أبرز مظاهر الحقبة القاجارية التضييق على الملالي خصوصا اللصوص الذين يستغلون البسطاء، فأسفر ذلك لنشوء حركات خبيثة باطنية كالبهائية والبابية والتي اتسمت بالإباحية كما أسلفنا بعد أن كانت بيئة الإيرانيين تميل للبساطة والاحتشام كالعالم كله فيما الدعارة موجودة في أماكنها بين المنحطين ومن يبحث عنهم وليس مع كل أحد.
في هذا الوقت ظهرت الأطماع الاستعمارية الإنجليزي فدعمت ضابطا مغمورا أذري الأصل (البويهيون والأفشار تركمان والصفويون والقاجار اذريون) اسمه رضا پهلوي فانقلب على القاجار بدعوى تطهير البلاد من الاحتلال والرجعية وطرد الإنجليز!.
وسنة الانقلاب عام 1925 تم منح مزايا عجيبة للملالي لم يكونوا يحلمون بها فنص الدستور الإيراني المستحدث بأن من يصل لمرتبة آية الله العظمى لا يحاكم ولا يستدعى للقضاء أو النيابة ولا يحبس مهما فعل!.
وتم إطلاق مشروع عجيب ترعاه ممثليات الشاه من أجل التقريب بين السنة والشيعة!.
وكان السياق الذي عمل فيه هذا (التقريب) وتم تمويله ببذخ هو أنه وفي كل مرة تنفض الدعوة يتم تغيير الشخصية المرسلة لهذا الغرض لإيهام الناس أن الأفكار تغييرت فيما الحقيقة أن المخطط كان محاولة نشر تشيع جديد مفبرك يرعاه الانجليز وأساسه الطعن بالصحابة ونشر الإيمان بزواج المتعة!.
وإذا كان هناك من شك في هذا فمن الواضح الآن أن الانجليز هم الرعاة لكل الحركات الباطنية والاباحية، وهم الداعمون لها جميعا كالقاديانية والبهائية والبابية، وكلها فشلت لأنها جاءت بأشخاص مطمورين، فجرى استبدال كل ذلك بالملالي الشيعة ذلك أن دين هؤلاء الملالي يقوم كمؤسسة قابلة للنمو فهذا النوع من التشيع يشترط وجود مرجع حي يعود إليه (المؤمن) ويدفع له المال (الخمس) ما يضمن (تمويلا دائما) وله مقرات ثابتة ومتمددة (الحسينيات) مع قدرة على تحويل المزيد من القبور والرموز إلى (عتبات) تدر مالا كثيرا، بالإضافة إلى تعبئة الأتباع بالحقد والضغينة ضد المسلمين، لأن التابع (المقلد) لهؤلاء المعممين يمتلئ غيظا وحقدا على صحابة رسول الله، وطالما أن هؤلاء مبجلون لدى المسلمين فسوف يرتد هذا بحقد مماثل ضد الشيعة، وهكذا هي ماكنة لولبية تغذي بعضها البعض، مع أن (الأرباب) في دين التشيع (علي وأبناءه) لم يكونوا يسبون ويلعنون الصحابة.
هذا الوقت هو الذي ظهر فيه فجأة (رب الإخوان المسلمين) حسن البنا، وكان شابا مغمورا من ذرية أحد علماء مصر (أحمد البنا الساعاتي صاحب كتاب الفتح الرباني بشرح مسند الإمام أحمد الشيباني)، والولد (حسن) لم يكن صاحب علم ولكنه كان طامحا لأن يصبح مثل أبيه، فاختار طريقا أقصر من طرق العلم الصعب العسير، والذي يحتاج إلى عمر طويل من الكد والتعب، فقصر البنا طريقه واختار الأسهل، مع أنه خاض فيما يبرزه بين الناس ولكن عبر خطاب إنشائي تعبوي لم يكن يكترث بالفقه باعتبار أنه يشتغل في بيئة تنتشر فيها الخرافات والبدع والأمية والجهل والمرض، وهي الصفات الموروثة من حقبة الترك!.
نعود للشيعة ورضا پهلوي الذي قرر أن يلعب بذيلة ويتخلص من الإنجليز فبدأ مباحثات مع هتلر وفي نفس الوقت حاول ضم مصر عبر وعد قطعه له هتلر!.
لكن الملك فؤاد كان داهية يوقن أن النصر والقوة لا تدوما لأحد، فمارس سياسة شد وجذب مع الانجليز حتى وافقوا على أن يكون العرش في سلالته على أن تكون لهم الوصاية على فاروق وطريقة تربيته، ومع ذلك كان فؤاد يشك في أن هتلر سينتصر، لذلك ووفق هذا التقويم الخاطئ وافق سرا على تزويج ابنته فوزية بالقرد محمد رضا، لكن هذا الزواج سيبقى صوريا (كيف تتزوج سنية من شيعي، إذ يجب موافقه الأزهر واستغلال دعوى تقريب السنة والشيعة)!.
ولأن الملالي قلوبهم مع الإنجليز المحتلين فبرعايتهم حصلوا على الامتيازات الخيالية، وهنا تمت خيانة رضا وكشف مباحثاته مع هتلر فتم نفيه إلى مصر وتولية ولده محمد بدلا عنه وتم إتمام الزواج بعد وفاة فؤاد بسنوات، وبعد عودة الحكم له أثر انقلاب مصدق كشر محمد رضا عن أنيابه ونصب نفسه راعيا لحقوق الشيعة في العالم، وقد ظهر هذا واضحا في قصة سفيره الذي كان وزيرا للداخلية حينما جاء باوراق تعيينه يطلب اعتمادها من الرئيس المشير عبدالسلام عارف متبجحا برعاية الشاه للشيعة حيثما وجدوا مما أثار غضب عارف وطرده من القاعة!.
في الحالة المصرية فإن أول من تم تنصيبه هو الخديوي إسماعيل بن إبراهيم ثم ابنه توفيق ثم ابن توفيق عباس، وأول من تسمى بالسلطان حسين كامل بن إسماعيل، وأول من تسمى بالملكية هو الملك فؤاد الذي أسلفنا بميله إلى المصاهرة مع (العرش الإيراني).
وهذه الدولة المصرية التالية لمرحلة محمد علي الذي كان واليا تركيا قامت أوروبا بالحد من طموحاته، كانت تشمل مصر والسودان ودارفور وأجزاء من تشاد) والسودان وبحر الغزال وأجزاء من اثيوبيا.
وبعد إسقاط الخديوي إسماعيل تآمر الأتراك والإنجليز على الزبير باشا وكان موطدا لمجاهل أفريقية وحاميا لمنابع النيل وناشرا للإسلام في قلب القارة، وكان رجلا عظيما يبجله الخديوي إسماعيل ويعامله أفضل من الأمراء.
المهم أنه تم إسقاط هذين الرجلين فنفي الخديوي للأستانة والزبير لجبل طارق وتم فصل اجزاء اثيوبيا المحتوية على منابع النيل وضمها لمملكة الحبشة، وهرب مملوك الزبير باشا (رابح) ببقية رجاله وأسس مملكة ضخمة شملت مالي والنيجر، التي أسقطها الفرنسيون رغم ما لقيته من دعم استمر عدة سنوات من البطل أحمد الشريف السنوسي وعمر المختار، حتى انشغالهم بالتصدي للطليان والذين قوي وضعهم بسبب خيانة الترك ومنهم مصطفى كما أتاتورك!.
بالمناسبة، لما هجم الطليان على برقة وطرابلس واتضح أن المجاهدين في مأزق نادى السلطان حسين كامل رحمه الله بالصدقة ودعم الجهاد في سبيل الله وتصدق بنصف أمواله وتصدقت ام الخديوي توفيق (أم المحسنين) بكل ذهبها، وحملت الصدقات من مصر واشتري بها السلاح للمجاهدين وسلم للامير أحمد الشريف.
وبعد انتصار عظيم لسيف النصر وأحمد الشريف وعمر المختار في إحدى المعارك أجريت مقابلة في أحد الصحف العالمية مع ملك افغانستان فقال فيها: إذا كان هناك أحد سيعيد كرامة الأمة ضد الاوروبيين المحتلين فهم الرجال السنوسيون الذين شرفونا ببطولاتهم في الجهاد.
وقد كان الزبير باشا فرجل عظيم طمس الترك والإنجليز ذكره وشوهوا سمعته بأنه تاجر نخاسة، مع أنه أقام شكاوى كثيرة ضد الترك والفرنسيين الذين كانوا يسرقون ابناء المسلمين الأفارقة ويبعونهم في اسواق النخاسة واستجاب الخديوي إسماعيل في تتبعهم والتنكيل بهم.
وبالقفز عن هذه الصفحات المبكرة (لعصر ما بعد سقوط الدولة العثمانية)، من التآمر التركي والفارسي على الأمة العربية فإنه يمكن القول بأن الملك فيصل بن عبدالعزيز والرئيس أنور السادات استطاعا بذكائهما استمالة الشاه فوقف مع العرب في حرب 1973 وسال لعابه حينما ارتفعت أسعار النفط جراء تخفيض الإنتاج وكان ذلك بمثابة صفعة للغرب وإسرائيل باعتبار ما احتسب للشاه من أنه (شرطي المنطقة)، فضلا عن كون الشاه أخذ منحى قمع المؤسسة الدينية الشيعية، فاتجه المخطط إلى طي صفحة الملكية في إيران لصالح المعممين الذين كانوا في الأساس صنيعة إنجليزية!.
ووفق منظور الغرب كانت هناك مظاهر انحلال في المجتمع وحالة تغريب اغضبت المحافظين والبسطاء واستفزت الأزياء النسائية فوق الركبة الناس ومثلها دور الدعارة وكان الشاه كثيرا ما يزعم ان الشعب الإيراني شعب آري وليس من شعوب المشرق!.
هنا قرر الغرب حرف المسار كليا في إيران فقيام قيامة التشيع في إيران ستحدث هزة في أذربيجان السوفياتية (الشيعية) ويأتي سياق ذلك ضمن إحياء الأصولية الإسلامية لمقاومة الشيوعية، فظهرت أو بدأت المرحلة الخمينية كعقاب للشاه، وتصعيد لصراع جديد يرث الصراع مع إسرائيل!.
وقد وفرت حرب أكتوبر وحظر النفط فرصا مهمة لتفاهم عربي إيراني، وحصلت زيارات متبادلة لكن المناكفة بسبب الحذر المتبادل ظلت ولو على سبيل المزاح، ففي مرة مازح الشاه الملك فيصل قائلا بأن بيض الكافيار ممتاز لطاقة الرجل، فرد عليه الملك قائلا: من لا ينفعه بيضه فلن ينفعه بيض سواه!.
وكانت نفس الشاه ما زال فيها عتب على الملك فيصل لرفضه توسلات الشاه بالعفو عن رجل شيعي منحط أحدث نجاسة متعمة عند الكعبة.
وقد أدى الكشف عن الجريمة والحزم السعودي بالحكم بإعدام الرجل ثورة في الرأي العام الإيراني تمثلت بالضغط على الشاه للإفراج عنه وهو ما لم تستجب له السعودية قطعا.
كان هذا الشيعي المتعصب حمل قاذورات (العذرة) ونثرها في الطواف حول الكعبة بقصد إيذاء الطائفين وتدنيس المكان.. وفي نهاية مطالبات الشاه بتخفيف العقوبة رد الملك فيصل بكل حزم: إلى الشاه ابن الشاه: لو أنك فعلت مثلما فعل من تطلب العفو عنه لقطعت رأسك!.
كان الشاه معتدا بنفسه كثيرا حتى أنه اعتبر عرشه امتدادا لعرش الامبراطور قوروش!.
ولم يكن يخجل من مخاطبة قوروش وكأنه إله خاص يبتدعه تميمة لترشه الذي تبخر بعد ذلك في الهواء!.
أفسح الغرب كل الظروف للتضييق على الشاه الليبرالي العلماني المنفتح، وفتح الأبواب أمام المتخلف الخميني لحكم إيران عبر ملالي التخلف العقلي!.
فمن هو الخميني!؟.
إنه صاحب فتوى مفاخذة الرضيعة بعد القصة الشنيعة التي حدثت في إحدى قرى الشيعة في العراق.
تلك القصة التي صعقت حسين الموسوي صاحب كتاب “لله ثم للتاريخ” والذي كان شاهد عيان على تلك الواقعة التي كان فيها الخميني يتمتع فيها بطفلة رضيعة يملأ صياحها جوف الليل!.
يقول: لم نستطع النوم ونحن نسمع صراخ الطفلة تستغيث بأهلها وابيها وكل من يسمع بينما هذا الرجل الذي يتصرف ك (رجل دين) لا يرحم صراخها وطفولتها!.
كان الخميني هذا شخصا مطمورا لا يعرفه أحد، وينتمي لاسرة متوسطة الحال من أصول سيخية هاجرت من الهند، ولما رأت مايكسبه ملالي الشيعة ممن يزعمون النسب الموسوي (نسبة لموسى الكاظم) اشتروا النسب الموسوي ليصبحوا من سلالة أهل البيت!.
ولا تستغرب فها هو آية الله العظمى ابو القاسم الخوئي إمام الطائفة في زمانه أرمني مسيحي الأصل لا يعرف متى تشيع وقريبته تعمل راقصة في ملهى ليلي في بغداد دون أن تخجل من أي أحد يسألها عن أصلها فتقول له وهي تهز خصرها: أنا أرمنية مسيحية!.
راجع كتاب (لله ثم للتاريخ).
كان والد الخميني يزعم الولاية ويزور أسر الشيعة ويتجول بين القرى ليأخذ القسوم بزعم منحهم الدعاء للمرضى والبنات العوانس، وفي طريق عودته ليلا في أحد المرات تعرض له لصوص وقتلوه، فاستغل الخميني هذه القصة فيما بعد ليزعم ان النظام اغتال أبوه المناضل، بينما وابوه ليس غير دجال ومتسول.
المصدر: كتاب (إيران بين التاج والعمامة)، أحمد مهابة سفير مصر الأسبق في إيران).
كان الخميني ناشطا سياسيا مناهضا لما يراه من فجور وفسق زمن الشاه، وكان معارضا لما يفعله بعض رجال النظام فكانت تحدث بعض الأعمال التخريبية وتنسب إليه وحينما يقبض عليه ويحقق معه ويتم البحث عن أدلة لا يجدون أي دليل حقيقي يدينة، ما يدل على أنه كان صورة لآخرين يعملون في الخفاء وينسبون أعمالهم إليه.
ولا تستغرب ففي وقت قريب كان محمد نجيب قائد الثورة على الملكية في مصر وكان الملك فاروق يضعه تحت المراقبة الدائمة، فلما حصلت ثورة الضباط الأحرار وقامت ثورة ظهر الشخص الحقيقي!.
ولا تستغرب ففي ليبيا كان رمز الثورة على الملك إدريس هو عبدالعزيز الشلحي وكان يحظى شعبية في المملكة السنوسية، فلما حصلت الثورة بعد يومين فقط تم تعيين شخص مغمور تفاجأ به الناس بما في ذلك جمال عبدالناصر ممول الثورة أو هادر أموال مصر فيها ولم يكن يعلم أن الشلحي ليس غير واجهة!.
ومثل ذلك كان زعيم ورمز جماعة الإخوان حسن البنا فذلك الشاب المغمور لم يكن غير واجهة، فبعد مقتله الذي نسب بلا دليل حقيقي للملك فاروق فقط ليعظم أمره وقع انحراف 180 درجة نحو العمل المسلح والفكر التكفيري، وانظر إلى حماس وكيف تغيرت بعد مقتل مؤسسها أحمد ياسين، وكيف ظهر رجل مغمور بل رجال مغمورون لا يعرفهم أحد وكيف انحرفت الجماعة انحرافا خطيرا فمزقت وحدة الشعب الفلسطيني شر ممزق.
هناك أناس يعظمون ويفخمون ليحبهم الناس فيكونوا واجهة، فإذا علمت هذا علمت أن الفكر المخطط لكل هذه الجماعات واحد ووراءه الانجليز أو من أشد غرضية منهم!.
زار الشاه الحوزة في طهران فوقف الكل احتراما له إلا الخميني فغضب أحد مرافقي الشاه وعنف الخميني وصفعه، وفي الليل وجدوا المرافق مقتولا، وهنا يغضب الشاه ويصدر أمرا بالتخلص من الخميني وإعدامه فغضب الشعب وزادت شعبية الخميني وانتشر الخبر وصار تلاميذ (الحوزة) يذهبون إلى المراجع ويحرجونهم بالسؤال، وأحد هؤلاء كان رئيس استخبارات الشاه وصديق طفولته، وكان متدينا مغفلا فقام المرجع شريعة مداري بالبحث عن بحث فقهي أو ديني يمكن منح الخميني عليه الإجازة فلم يجدوا إلا رسالة غير كاملة في الطهارة فقاموا بمنحه الإجازة وصادق عليها المراجع فأخذها رئيس السافاك بعد منتصف الليل راكضا للشاه وقبل جزمة الشاه ليقبلها – ينص الدستور على منع تطبيق اي عقوبة على من يحصل على مرتبة (آية الله العظمى) فلا يحاكم ولا يسجن -.
قبل الشاه بعد جهد شديد بشرط أن يخرج الخميني من إيران.. وهنا خرج الخميني رمزا وبطلا لا ينازعه على البطولة أي أحد!.
إنه البطل الذي تحدى الشاه ويتسلح بمنصب آية الله ومرجع من المراجع ويحتضنه العراق ويؤسس له برنامجا اذاعيا بأمر صدام حسين وبنفوذ يؤهله لطلب العفو عمن يشاء بينما هو يدعو لخلع الشاه من حكم إيران.
بعدما دخلت العراق وإيران شهر العسل بعد محادثات الجزائر عام 1975م تم إعلام الخميني بضرورة مغادرة الأراضي العراقية فورا وخلال ثلاثة أيام، وفي خضم الحيرة كان السؤال يلح إلى أين يذهب الخميني.. أإلى الكويت أم تركية فلما توجه إلى الكويت أغلقت بوجهه حدودها فما لا يتحمله العراق من استفزاز إيران لا تتحمله بطبيعة الحال الكويت!.
عاد الخميني إلى بغداد وصار وجوده هما يشغل صدام حسين الذي استغل استغلت علاقاته الشخصية مع جاك شيراك في فرنسا، ثم زار السفير الأميركي الخميني ومعه تذكرة سفر إلى فرنسا وتحدث معه عن مقر إقامة قبلته له فرنسا في منتجع فخم خارج باريس، ليغادر الخميني العراق بجواز سفر عراقي دبلوماسي!.
أحاطت الصحافة الفرنسية ثم العالمية بالخميني وازداد المعجبون والمجيشون له، وكثرت حوله الزبدة من الطبقة السياسية والأكاديمية والإعلامية الإيرانية ووفدت إليه كل أطياف معارضة الشاه، وصار كل هؤلاء مستشارين يكتبون له، وهنا أعيد تدوير الخميني من جديد ودخل عالم السياسة من أوسع أبوابه، وكل من يقول لك عن شيء حقيقي قبل ذاك عن الرجل مخطئ، فالحاكم الحقيقي لم يكن إلا رجل (البازار) والجيش علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وكان مقربا رأس السلطة التشريعية في حياة الخميني وبرز بروزا عظيما بعد وفاته فكان المرجح لوراثة الأذري خامنئي للخميني رغم عدم أهليته!.
بالمحصلة لم يكن الخميني من مجتهدي الشيعة أو من مراجعهم، بل ذكر القفاري في بحثه الرائع “دعوى التقريب بين السنة والشيعة” بعد دراسة مكثفة لجميع دعاوى التقريب والتي سبقت الخميني بل كانت بإشراف الشاه نفسه، أن الخميني لم يكن يميل لفكر الجعفرية وانه تأثر بكتب الباطنية والقرامطة الداعية لتصدير المذهب والخروج من قمقمة انتظار المهدي!.
أتباع الدين الاثني عشري قبل الصفوي لم يشكلوا دولة قط، ثم شكلوها ولكن الحاكم لم يكن فقيها، وكان الفقهاء مضطهدون زمن نادر شاه ثم القاجار من بعده، وهذا طبيعي لأي حاكم عاقل يجب أن يضطهد هؤلاء المتخلفين إذا أراد مجتمعا صحيا، فلما جاء الشاه أعطى امتيازات للمراجع، فلما لعب بذيله خلعوه وولوا ابنه محمد الذي جن جنونه وظن انه عظيم وقوي فلماذا يعمل للغرب ولا يعمل لحسابه!.
الغرب يغضب ويبحث عما يريده الجمهور، والجمهور ملوا من الفساد والتغريب فأرادوا العودة لما كانوا عليه من ستر وبساطة، وهنا جاء الخميني كبطل شيعي جعفري اثني عشري مع أنه لم يكن اثني عشريا أصلا، بل كانت أفكاره مأخوذة من الباطنية والغلاة، فأطلق نظريته من مرسيليا الفرنسية كولي (فقيه) يتولى شؤون الأمة، ويجلس على دكته في الضحى ويستقبل شكاوى الناس ببساطة وبلا تعقيد ويعيد الحجاب واللباس المحتشم للشارع الإيراني!.
ثم نال الخميني هذه الرمزية العظيمة التي جعلت شيعة العالم بل حتى أهل الثورات ينخدعون به، والشعب يهتف باسمه ويسبح بحمده في وقت كان جنون العظمة يسيطر على الشاه وهو يقوم بحفل تتويج اسطوري ووقف امام قبر قورش وهو يهتف مناديا قورش!.
فبعد أن كان الشاه يزعم انه آري اوروبي صار يزعم انه فارسي السلالة مع انه لا هذا ولا ذاك هو اذري من إقليم آران الاذري في الشمال.. والعجيب أن الثورة كانت ضد الشاه مدعومة من الشيوعيين والسوفييت، فقد ترك الغرب هؤلاء الشيوعيين الاغبياء يمولون الثورة فلما اقترب (الثوار) من النصر هب الأميركيون وقالوا لصديقهم المخلص الشاه: يجب أن تخرج أنت والعائلة حفاظا على سلامتكم وسنتدبر نحن أمر الثورة وستعود قريبا للوطن!.
وقد صدقهم الشاه.. ولم لا؟ فهم من هزموا من قبل ثورة مصدق وأعادوه للحكم، ولكن ما إن أقلعت الطائرة حتى أبلغ الشاه انه لا يستطيع الذهاب إلى أي من العواصم الاوروبية وكذلك الولايات المتحدة، فلم يجد نفسه إلا في حضرة صديق هو قديم أنور السادات.
وبعد الثورة، وقعت المذابح للشيوعين وسالت الدماء إلى الركب بعدما أعلنت الإذاعات والصحف أن (آية الله الخميني روح الله الموسوي) ركب الطائرة من مرسيليا بعد أن صلى صلاة الاستشهاد!.
هب المغيبون للشوارع ثائرين وحدثت مذبحة رهيبة كان أول المقتولين فيها الجنرال الذي قبل قدم الشاه ليقبل اجازة الخميني حتى لا يعدم!.
بعد ربع قرن اكتشف الغرب عبر مراكز الدراسات أن العلمانية هي التوجه الجديد للشعب الإيراني الذي كفر بالدين ولعن الملالي، فحدثت ثورات الشباب ومظاهراتهم التي قمعت بكل قوة تباعا من العام 2003 وحتى اليوم غير أن الغرب لم يجد البديل المناسب بعد!.
فيا شيعة العالم إن الخميني والصفوي ليسوا شيعة خلص، والمراجع صنيعة استعمارية أوجدهم المستعمر حينما فشل مع القاديانية والبهائية والبابية الخائبة.
يا شيعة العالم استيقظوا.
@yousef_alwnah