(الدراما) دليل على ضياع تركية فلا تخشوها
بقلم – شمعة أحمد
•••••
لستُ ممن يركبون الموجة ودائماً ما أنظر إلى الأمور من كافة الزوايا، فأنا مطلعة على أغلب الثقافات من باب من عرف لغة قومٍ أمن مكرهم. #الدراما_الشرقية تختلف في مضمونها عن #الدراما_الغربية فكل دول الشرق الأقصى والأوسط تميل بمضمونها لتعزيز القيم والمفاهيم الدينية وإحياء التراث، وهذا بعكس الدول الغربية التي تميل للإنسلاخ عن الدين والعرف، والترويج للشذوذ بكافة أنواعه، انطلاقا من مبدأ الحريات والرفق بالحيوان التي جُعلت حقوقه مقدمة على #حقوق_الإنسان ولذلك تجدني أعارض الأصوات التي تنادي بحظر الدراما التركية مع إني ضد #اردوغان وتسيسه لتلك المسلسلات داخلياً مع عدم استبعاد استغلال هذه المسلسلات لتقريب المزاج العام الذهني معنا كمنطقة مستهدفة من جانب السياسة التركية.
إن الجمهور الذي يخاطبه أردوغان هو الجمهور التركي بالدرجة الأولى ويليه العالم بهدف ترسيخ قبول فكرة عودة الهيمنة العثمانية.
لكن لا بد للمهتم بهذا أن يلاحظ أن تركيا تنقسم إلى قسمين الأسيوي #الاناضول بغالبيته الكردية والقسم الأوروبي #اسطنبول بغالبيته المختلطة من ترك وأرمن وغيرهم، ولذلك تجد هناك صراعا ثقافيا ودينيا، وهناك مقولة لأحدهم: عندما أنتقل للعمل من #اسطنبول لجنوب #الاناضول أحس وكأني “أنتقلت من دولة لدولة أخرى” في إشارة لضعف الإمكانيات والجهل وسيطرة العادات والتقاليد، فسكان جنوب #تركيا غالبيتهم #أكراد ونسبة التدين عندهم عالية فهم يصلون ويصومون ويحتفلون بالعيد ويجيد الأغلبية منهم العربية.
أما في اسطنبول فيسود النظام #العلماني، وفكرة الصراع هناك ترجع لأيام #مصطفى_أتاتورك الذي حارب التدين بضراوة في تركية لكن أثر ذلك لم يرسخ إلا في اسطنبول دون بقية المناطق الأخرى، وقصة الشيخ #سعيد_الكردي أكبر شاهد على ذلك.
و #الدراما_الكردية هناك شبه منفصلة عن #الدراما_التركية فهي تبرز فكرة #النضال_الكردي ضد ما يتعرض له الكرد من عنصرية تركية ممنهجة.
أعود للفكرة الأساسية وهي تسيس #أردوغان للدراما وذلك لإرجاع مفهوم #الدولة_العثمانية التي ثار عليها #أتاتورك “العسكر” عقدة أردوغان الأزلية مما يجعله يحتقر الدولة وأجهزتها وجيشها في كل عمل ويمجد #العصابات ويحط من قدر المهن العليا “القاضي المحامي المهندس الطبيب” ويرفع من قيمة المهني و يعزز ثقافة #الصراع على السلطة، فالاخ يقتل أخاه والأبن ينقلب على أبيه ليحيي القانون السائد والمتبع أيام الدولة العثمانية.
كل هذا من أجل تهيئة الشعب التركي والشعوب الأخرى لقبوله كسلطان عثماني #العثمانيون_الجدد.
خطر الدراما التركية ليس في قصصها التي تشد المشاهد البسيط وإنما في رسائلها المبطنة خاصة فيما يتعلق بنظرتهم إتجاه العرب، فدائماً هناك إسقاط على كل ماهو عربي مع تعزيز مفهوم الإزدراء!.
الشعب التركي شعب متوسط التعليم منغلق على ذاته لا يرى ولا يسمع إلا ما يُقدم له، وبرأيي ليس من الإنصاف عزله عنا وإنما بفرض ثقافتنا عليهم من خلال خلق دراما عربية تعزز القيم العربية وتحي التراث الإسلامي الصحيح البعيد عن الأدلجة والحزبية وخلق نموذج إسلامي مخالف لما يروج له أردوغان”القاضي دائماً فاسد ورئيس العصابة هو المتدين صاحب المثل العليا”وتعزيز فكرة الوطن فالتركي ولائه دائماً لعلم بلاده بعكس قطيع أردوغان الذين باعوا بلادهم بأبخس الأثمان.
@shammaa778