تقرير يوسف علاونة:
تشهد إيران حاليا انتفاضة مستمرة لكافة شعوبها يعتقد بأن أشد مخاطرها في حال استمرت ماكنة القمع الإيرانية حدوث تقسيم البلاد أو انهيار السلطة المركزية.
وفي هذا التقرير سنعقد مقارنة بين انتفاضتين شهدتهما إيران العام الماضي والحالي.
في انتفاضة يناير 2018 لم يصل الذعر للقيادة العليا متمثلة بالمرشد علي خامنئي لكن رئيس (الحرس) ذلك الوقت (علي جعفري) اعترف في مارس 2018 بأن الوضع الداخلي لقوات الحرس لنظام الملالي يشكل مصدر قلق للقيادة!.
وهو انهيار عززه القرار الأميركي باعتبار الحرس منظمة إرهابية، لكن في الانتفاضة الحالية ظهر علي خامنئي في المشهد فورا يوم 9 أبريل 2019 وأطلق عبارات الإطراء والإشادة على قوات الحرس المصابة بالرعب باعتبارها رصيد النظام بعد تراكم معلومات بأن قيادات عليا ووسطى في الجيش تعارض عمليات القمع الواسعة التي يمارسها النظام ضد المتظاهرين.
واعترف خامنئي في اجتماع مع قادة قوات الحرس في 2 آکتوبر 2019 بأن الانهيار موجود في كل مكان وأنه هناك انهيارات في الحرس الثوري!.
وكان الشارع الإيراني المنهمك بالاحتجاجات شعر بأن بعض قادة الحرس (في القيادة العليا) يشاطرون قادة الجيش معارضتهم لعمليا القمع والتنكيل بالمواطنين، ولاحقا اعترف رموز الملالي بأن انتفاضة 2019 أشد وأنها وجهت ضربة خطيرة وأن الانهيار الناجم عنها أكبر من أثر الانتفاضات السابقة.
وقال (علم الهدى) إمام ما يسمى جمعة (مشهد الإمام الرضا) إن هناك من يتساءل عن أسباب تأييد المرشد لرفع سعر البنزين واتهمهم بأنهم غير مؤمنين بولاية الفقيه، وصرح قائم مقام مدينة (قدس) (حسن خان) بعد اقتحام الشعب لمقره بأن المدينة التي يبلغ سكانها نصف مليون نسمة تحتاج قوات شرطة أكبر!.
وعن سيطرة الشباب على مقره قال “للأسف لم تكن قوات الحرس وقوات الشرطة مكتملة.. لقد فروا وتركوني وحيدا بمواجهة المحتجين.. فكسر المتظاهرون الباب ودخلوا”!.
المهم أن الشباب عندما كسروا الباب ودخلوا المبنى كشفوا عن صدورهم وقالوا: “إن كان بإمكانكم ضربنا فالثوار لن يغادروا المكان” لكن النظام اتهمهم بأخذ الكمبيوتر وآلة الطابعة!.
وفي مدينة كرزون أحرق الثوار خلال ساعة ونصف المنطقة الأمنية ولم يحضر أي فرد من قوات الأمن أو من قوات الحرس.
وخلال اجتماع يوم 27 نوفمبر حاول خامنئي استمالة قادة (الباسيج) الذين تعرضوا للإهانات على يد الشعب المنتفض فكال المديح لهم بهدف رفع معنوياتهم عبر منحهم امتيازات مادية جديدة كان منها تسليمهم 40000 مشروع و12000 صندوق فيما يسمى القروض بلا فوائد المخصصة لقوات الحرس والحلقة الضيقة.
وطالب خامنئي قوات الحرس بأن تكون “خفيفة الحركة عند الانتشار وأن يتجنبوا أن يقعوا أسرى”، واعتبر كثيرون هذه الإشارة إطلاقا ليد الحرس للتعرض على حياة الناس وممتلكاتهم!.
وكان خامنئي منح الحرس التفويض بإطلاق النار منذ 4 أكتوبر 2018، ولكن هذا لم ينجح عند مواجهة الحشود بعشرات الآلاف.
مشكلة الملالي أن الشعب اكتشف قوته وضعف النظام وأثناء المواجهات أدرك أنه نظام متعفن وأن قواته تتسارع في الهروب خوفًا على الحياة أمام جيل موحد يظهر غضبه على النظام الحاكم بشكل متكامل تتراوح أعمارهم ما بين 15 و22 عاما حرموا من التعليم والعمل ومن كل شيء، وليس لديهم ما يخسرونه!.
وكانت صحيفة فرهيختكان الحكومية وصفت جيل الشباب في إيران في 1 ديسمبر بأنهم قنبلة موقوتة وحذرت نظام ولاية الفقيه قائلة: “خذوا هذه القنبلة الموقوتة على محمل الجد”!.
والواقع أن الملالي وهم يلجأون إلى القمع فإنهم يحفرون قبورهم بأيديهم إن شاء الله لأن شعوب إيران قامت ولن تقعد.
مقارنة بين انتفاضتي 2018 و 2019 في إيران
